البيان/وكالات: قال الجنرال (احتياط) اسحاق بريك، إنّ عملية النصيرات (أيْ تحرير الأسرى الأربعة) لا تشكل تغييرًا في واقعنا القاتم، وأنّ نتنياهو وغالانت وهاليفي غارقون في كارثة غزة، وأصبح واضحًا أن الحرب لم ولن تحقق أهدافها، وتابع: لن نغفر لنتنياهو ولا لهؤلاء الذين يواصلون القتال ولا يعملون من أجل إطلاق سراح الأسرى رغم أنّه من الواضح لهم استحالة انهيار حماس، طبقًا لأقواله، مؤكّدًا أنّ إسرائيل تُواجِه الفشل السياسيّ والعسكريّ الأسوأ منذ العام 1948، ويجب تقديم نتنياهو ومن معه للمحاكمة ووضعهم أسبوعًا في السجن في ظروفٍ مظلمةٍ مع صور الأسرى وعندها ربّما سيفهمون فشلهم بشكلٍ أفضل، على حدّ تعبيره.
وفي هذا السياق، قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة (سي.إن.إن) إنّ الاستخبارات الأمريكيّة تعتقد أنّ يحيى السنوار، الزعيم القوي لحركة (حماس) في غزة، والذي يُعتقد أنّه صانع القرار الرئيسيّ للحركة بشأن أيّ اتفاقٍ محتملٍ لوقف إطلاق النار، يعتقد أنّ (حماس) على الأرجح قادرة على النجاة من محاولة الدولة العبرية لتدميرها.
وأضاف المسؤولون، وفقًا لتقييم الاستخبارات، أنّ السنوار يشعر بالثقة في أنّ (حماس) في وضع يسمح لها بالتعامل مع المفاوضات من مركز قوة.وتابعت هذه المصادر أنّ هدف (حماس) هو البقاء، وهذا سيكون بمثابة انتصار لها، ويعتقد السنوار أنّ (حماس) قادرة على الصمود بينما تتدهور مكانة الدولة العبرية العالميّة مع استمرار الحرب في غزة، التي أودت بحياة عشرات آلاف المدنيين، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن يحيى السنوار “يعتقد أنّه يفوز”.
وبالنسبة للمفاوضين الأمريكيين الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين (حماس) والحكومة الصهيونية، فإنّ هذا تقييم محبط.وبحسب وزير الخارجيّة الأمريكيّة أنتوني بلينكين، الذي زار المنطقة فإنّه إذا كان السنوار يعتقد أنّ (حماس) قادرة على الصمود في وجه الغزو الصهيوني، فهذا يعني أنّه لا يشعر بعد بالضغط الكافي للتوصل إلى اتفاقٍ ينهي القتال حتى مع استمرار سقوط المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال)، الثلاثاء، أنّ السنوار وصف استشهادهم بأنّها "تضحيات ضرورية"، في رسائل راجعتها الصحيفة.
وقال السنوار لقيادة (حماس) السياسيّة في قطر مؤخرًا، وفقًا لإحدى الرسائل: "الإسرائيليون موجودون حيث نريدهم"، ورغم أن تاريخ الرسالة غير واضح لكنه يشير إلى أنّ السنوار يضغط من أجل استمرار الصراع.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنّ السنوار، الذي كان أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من أكتوبر الفائت، ظلّ طليقًا في منطقة الأنفاق الشاسعة المخفية تحت غزّة، ويتحرّك بشكلٍ متكررٍ وربّما محاطًا بأسرى صهاينة.
ووفقًا لمصدر مطلع، كافحت الاستخبارات الأمريكية لتعقبه لكنّه استمر في توجيه مواقف (حماس) خلال المفاوضات، وغالبًا ما يستغرق وصول الرسائل إليه أيامًا، مما يؤدي إلى إبطاء العملية.ولا يزال كل من السنوار والمسؤول العسكري الكبير في (حماس)، محمد ضيف، على قيد الحياة، وحتى لو قتلت الدولة العبرية 15 ألفا من مقاتلي (حماس)، كما تزعم، فإنّ هذا يعني أنّ ما يقرب من نصف القوة القتاليّة المقدرة للحركة لا تزال في ساحة المعركة.
وكان السنوار، وهو شخصية قديمة في (حماس)، مسؤولاً عن بناء الجناح العسكريّ لـ"حماس" قبل إقامة علاقاتٍ جديدةٍ مهمةٍ مع القوى العربيّة الإقليميّة كزعيمً مدنيٍّ وسياسيٍّ للحركة.وانتخب السنوار لعضوية المكتب السياسيّ الرئيسيّ لحركة (حماس) في 2017 كزعيمٍ سياسيٍّ للحركة في غزة، ومع ذلك، فقد أصبح منذ ذلك الحين الزعيم الفعليّ للمكتب السياسي، وفقًا لبحثٍ أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
وفي الختام، قال رئيس مجلس الأمن القوميّ الصهيوني السابق، الجنرال احتياط، غيورا آيلاند للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، إنّ الوضع في الدولة العبرية يشبه وضع الضفدع الذي يوضع في ماءٍ فاترٍ، ثم ترتفع درجة الحرارة كلّ ساعةٍ درجة واحدة، يستمر الضفدع في الاستمتاع بوقته في الماء، دون أنْ يدرك أنّه كان يُشوى ببطء، والأحداث بالأيّام الأخيرة بالجنوب والشمال تؤكِّد فقط على هذا الجانب، على حدّ وصفه.