• - الموافق2024/12/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
شباب هتلر أم شباب الباسيج  من يقمع المظاهرات الإيرانية؟

تقدم قوات الباسيج مميزات عديدة للمنتمين إليها بكافة المستويات وهي تستهدف بذلك عددًا من الشرائح الاجتماعية المحرومة التي لا تستطيع أن تصنع لها دورًا في المجتمع إلا من خلال الانتماء إلى هذا التنظيم


بدور أقل من جيش نظامي وأكبر من تنظيم سياسي تتنوع مهام قوات التعبئة الشعبية للمستضعفين كما هو الاسم الرسمي لها، والذي يطلق عليها اختصارًا "الباسيج" ما بين الأعمال العسكرية والأمنية إلى الأدوار الثقافية والاجتماعية توغلت تلك القوات وامتدت جذروها داخل المجتمع الإيراني في هدف شبه وحيد وهو الحفاظ على النظام ودعم مكتسباته بكل السبل والوسائل في الداخل والخارج أيضًا.

وجود ذلك التنظيم جاء بنص دستوري فوفقًا للدستور الإيراني فالمادة 151 الحكومة تلزم بتوفير برنامج للتدريب العسكري لتلك القوات مع إيجاد كافة التسهيلات اللازمة لها، وهي وإن كانت تابعة إداريًا للحرس الثوري وجزء من قواته إلا أن المرشد هو من يتولى وحده اختيار قائدها وتعيينه، وإن كان عبر ترشيحات يقدمها له قائد الحرس الثوري.

كانت بدايات قوات الباسيج نهاية عام 1979 إبان نجاح الثورة الإيرانية، فقد أطلق الخميني وقتها دعوته بإطلاق جيش من "عشرين مليون رجل"، بهدف الدفاع عن الثورة أهدافها السياسية والدينية والأيديولوجية، وخلال الحرب العراقية الإيرانية بين عاميْ 1980 و1988، أسندت إلى قوات الباسيج مهمة اقتحام حقول الألغام لتمهيد الطريق للقوات النظامية.

وبعد انتهاء الحرب تم دمج أعضاء الباسيج في شرطة مكافحة السلوك المنافي للنظام الإسلامي وهو الأمر الذي امتد من المظاهر الدينية والأخلاقية ليشمل قمع المظاهرات والقيام بأدوار الجاسوسية واختراق مجموعات المعارضة.

 

لتشجيع الطلبة والتلاميذ على الانضمام إلى باسيج الطلاب، تمنح المؤسسة امتيازات خاصة وغير عادية للطلاب، بما في ذلك تقليل فترة الخدمة العسكرية الإلزامية، والاستفادة من أنظمة الحصص المخصصة لأعضاء طلاب الباسيج.

تقدم قوات الباسيج مميزات عديدة للمنتمين إليها بكافة المستويات وهي تستهدف بذلك عددًا من الشرائح الاجتماعية المحرومة التي لا تستطيع أن تصنع لها دورًا في المجتمع إلا من خلال الانتماء إلى هذا التنظيم لذلك في أبناء الريف والمناطق الفقيرة هو الأكثر انضمامًا لهذا التنظيم المتشعب. حيث يتم توفير دخل ثابت للمنتمين للمستوى النظامي، أم المنتمين للمستوى العادي فيسهل لهم الانتساب إلى الجامعة حيث هناك قانون رسمي يخصص نسبة من المقاعد الجامعية لأعضاء الباسيج. والتعيين في الجهاز الإداري الحكومي والحصول على الترقيات والحوافز الوظيفية وتشير الإحصائيات أنّ نسبة المنتمين إلى الباسيج قد تصل لـ 65% من الموظفين الإداريين في إيران وفقًا لبعض المصادر.

وبإشراف شبه كامل من رجال الدين تتم عملية إعداد الأشخاص الجدد للانتماء لقوات الباسيج رجلاً ونساء وذلك من خلال المعسكرات التي تدعمها مؤسسات الجمعيات الدينية؛ وتكون التقييمات التي يحصل عليها الأفراد المرشحون من خلال أئمة المساجد والجمعيات في مناطقهم المحلية بمثابة ورقة المرور التي يتم من خلالها قبول الأعضاء في هذه المنظومة شبه الأمنية.

على خلاف الحرس الثوري والجيش الإيراني فإن قوات الباسيج تمت هيكلتها إلى جزئين «كتائب الزهراء»، الجناح النسائي، و«كتائب عاشوراء» جناح الذكور. وتعتمد قوات الباسيج بشكل مباشر على المتطوعين.

وينقسم المنتسبون إلى الباسيج إلى ثلاثة مستويات المستوى "العادي" و"الخاص" والشرفي". ومن بين القطاعات الثلاثة فإن المجموعة الأولى التي تضم الباسيج العاديين وهم الأكثر عددًا حيث تبتعد مهامها عن الطابع العسكري وتتنوع بين الأنشطة التعبوية والثقافية ودعم الأفكار الإيدلوجية والدعاية للنظام.

وكما يتنظم أعضائها على أساس مناطقي، لتغطية كافة المدن الإيرانية، وذلك فيما يعرف بـ "نطاقات المقاومة"، التي تشمل المساجد والمؤسسات الحكومية والتعليمية، كالمدارس والجامعات؛ حيث تعدّ بمثابة قواعد للتدريب، وتأهيل الكوادر، من عدة نواحٍ؛ سياسية وعقائدية وعسكرية.

كما يتم تقسيم المنتمون بحسب التخصصات، حيث يوجد "الباسيج" العمالي، الذي يعمل وسط العمال، وكذا "الباسيج" الطلابي.. وغيرهم. ويعد الباسيج الطلابي استنساخًا لتجربة "منظمة شباب هتلر" النازية المتطرفة. وهكذا يتشابه المستبدون لذا سنحاول أن نلقي الضوء على منظمة شباب هتلر لنلحظ التشابه العميق بينها وبيج باسيج الطلاب.

شباب هلتر شباب المرشد:

شباب هتلر حركة شبابية نازية. وتنقسم إلى جزئين قسم الذكور ويطلق عليه اسم "شباب هتلر". وقسم الفتيات ويطلق عليه رابطة "الفتيات الألمانيات"

وعندما استولى النازيون على السلطة في يناير 1933، تم تقسيمهم إلى أربعة أقسام مرتبة حسب الجنس والعمر:

·      الشبان الألمان للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عامًا.

·      رابطة الفتيات الصغيرات للفتيات من سن 10 إلى 14 سنة.

·      رابطة الفتيات الألمانيات للفتيات من سن 14 إلى 18 عامًا.

·      شباب هتلر للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا.

وقد أنشأ النازيون لاحقًا قسمًا تطوعيًا من رابطة الفتيات الألمانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 17 و21 عامًا، أطلقوا عليه اسم الإيمان والجمال.

 

تقدم قوات الباسيج مميزات عديدة للمنتمين إليها بكافة المستويات وهي تستهدف بذلك عددًا من الشرائح الاجتماعية المحرومة التي لا تستطيع أن تصنع لها دورًا في المجتمع إلا من خلال الانتماء إلى هذا التنظيم 

يمكننا وصف حركة شباب هتلر بأنها منظمة شبه عسكرية – تمامًا مثل قوات الباسيج الإيرانية التي نحن بصددها- تأسست لتدريب الأولاد كمقاتلي المستقبل وجنوده في سبيل القضية النازية. كحركة رسمية للدولة النازية، كان لشباب هتلر تنظيم عسكري على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية.  تدرب الأولاد التدريبات العسكرية وتعلمهم حمل الأسلحة.

عندما استولى النازيون على السلطة في يناير 1933، كانت حركة شباب هتلر تضم ما يقارب عن 100 ألف عضو. وبحلول نهاية العام نفسه، زاد عددهم ليصل إلى أكثر من 2 مليون (30% من الشباب الألماني الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا). وفي السنوات التالية، حفز النظام النازي الشباب للانضمام إلى حركات شباب هتلر. وقد أدى ذلك الحماس والضغط إلى زيادة كبيرة في عدد الأعضاء. وبحلول عام 1937، زادت العضوية في شباب هتلر إلى 5.4 ملايين (65% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18). وبحلول عام 1940 كان العدد 7.2 ملايين (82%).  شارك الملايين من شباب هتلر وزج بهم في حروبه وخلت منهم مقاعد الدراسة مات مئات الآلاف وهم يرفعون أيديهم مخدوعين تحية لهتلر.

شباب الباسيج أو شباب المرشد

وعلى خطى هتلر صار الخميني ومن بعده خامئني، ففي حديث للمرشد الإيراني علي خامنئي متحدثًا إلى مجموعة من المعلمين تفاخر بمقتل الطلاب قائلاً: "لقد قُتل أكثر من 36000 ألف طالب من طلابنا خلال الدفاع المقدس، -ويقصد الحرب الإيرانية العراقية- من 1980 إلى 1988. ولَم يكن من الممكن للطلاب الذهاب إلى خط المواجهة في جميع الظروف، لولا الروح الحماسية للمعلمين، هذا الشرف يعود إلى المعلمين ".

كما صرح وزير التعليم السابق محمد بطائي، بأنه يجب النظر إلى الطلاب في المجتمع على أنهم يعكسون القدرة العسكرية للبلاد. "لدينا الآن 14 مليون طالب الذين، على الرغم من كل الغزوات الثقافية التي شهدناها، سيكونون على أهبة الاستعداد، وإذا لزم الأمر، سوف يضحون بحياتهم، تمامًا مثلما فعلوا في حرب الدفاع المقدس".

وكانت مجموعات طلاب الباسيج هي المحضن الذي يتم به تأهيل الطلاب ليصبحوا طلاب المرشد، وضعت لها اللوائح وصرفت عليها الأموال لإعداد هؤلاء الشباب ليكونوا وقودًا لنزعات التوسع لهؤلاء المملوءين بداء العظمة واحتقار الشعوب.

حددت المادة 7 من اللائحة التنفيذية واجبات وحدات “باسيج الطلبة” على النحو التالي:

·      تجنيد وتنظيم متطوعين للعضوية في “باسيج الطلبة”.

·      القيام بأنشطة تثقيفية لبناء روح التعاون والمسؤولية والاستعداد للدفاع وتطوير وتعزيز ثقافة التعاون بين أعضائه.

·      تنظيم المعسكرات والمؤتمرات والدورات التدريبية الخاصة بالأعضاء وفقًا للمبادئ التوجيهية التي اعتمدها المجلس.

·      المساعدة في البرامج المدرسية والأنشطة بعد المدرسية بالاتفاق مع مديري المدارس أو بدعوة منهم.

·      المساعدة في أنشطة الإغاثة والمساعدات والبناء.

·      المشاركة في الاحتفالات المقدسة والأنشطة اللامنهجية، مثل الاحتفال بأسبوع الدفاع المقدس (إحياء ذكرى الحرب مع العراق) وأسبوع “باسيج الطلبة”.

·      الاضطلاع بالأنشطة اللازمة لتعزيز المهارات العلمية والثقافية والرياضية للأعضاء. [1]

 

يتم تقسيم المنتمون بحسب التخصصات، حيث يوجد "الباسيج" العمالي، الذي يعمل وسط العمال، وكذا "الباسيج" الطلابي.. وغيرهم. ويعد الباسيج الطلابي استنساخًا لتجربة "منظمة شباب هتلر" النازية المتطرفة.

ولتشجيع الطلبة والتلاميذ على الانضمام إلى باسيج الطلاب، تمنح المؤسسة امتيازات خاصة وغير عادية للطلاب، بما في ذلك تقليل فترة الخدمة العسكرية الإلزامية، والاستفادة من أنظمة الحصص المخصصة لأعضاء طلاب الباسيج.

وتقوم المؤسسة بتدريبات نفسية للطلبة والتلاميذ عن طريق دورات ثقافية وحماسية، يقوم بها رجال الدين، كما يتم تدريبهم على حمل السلاح، والمشاركة في المناسبة الحماسية، مثل إحياء الثورة الإيرانية، وذكرى الحرب العراقية الإيرانية.

وما يؤشر بشكل واضح على تجنيد هؤلاء الشباب ودمجهم في حروب النظام العسكرية والأيدلوجية ما صرح بها قائد ميليشيات الباسيج للتلاميذ في المدارس الإيرانية، علي صابر هاماني حيث أعلن في 26 ديسمبر 2016 عن تشكيل "كتائب إلكترونية" من طلبة المدارس بهدف " إشراكهم في الحرب الإلكترونية الناعمة ضد البلاد"،

ونقلت وكالة "فارس" عن هاماني قوله: إن قسم الباسيج للطلبة أنشأ "لجنة الفضاء المجازي" لتدريب هؤلاء الطلبة على كيفية النشاط ولعب دور مفيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوعيتهم بأضرار هذه الشبكات".

ويشرح أحد الطلاب كيف يتم اجتذابهم وتجنيدهم يقول: عندما كنت في سن المراهقة، وأحببت العمل في مجال صناعة الأفلام، وفّر لي الباسيج في مدرستي الثانوية الموارد والشبكات الاجتماعية التي لم تكن في متناول عائلتي. وفور تخرجي في معهد صناعة الأفلام، حصلت بسهولةٍ على وظيفة في إحدى دور الإنتاج، وسبق أن أنتجت أفلاماً وثائقية للتلفزيون الحكومي، ما سمح لي بأن أكون مخرج أفلام متفرغاً.

تتشابه الديكتاتوريات في أشكالها وأهدافها وأيضًا آلياتها ووسائلها وما يجمعهم هو وضع حياة شعوبهم بكافة تنويعاتها الثقافية والدينية وحتى العمرية تحت مقصلة الدفاع عن نظمهم المتطرفة البالية وخداع البسطاء بالشعارات والفقراء بالمال للوصول إلى أهدافهم وإبقاء أنظمتهم بالقوة والتعسف والخداع.  ومآلات هؤلاء معلومة لمن خبر التاريخ، بيد شعوبهم أو بغبائهم وغرور القوة يسقط الطغاة في مزابل التاريخ غير مؤسف عليهم.


 


 [1] https://iranwire.com/en/features/66696/

 


 

أعلى