• - الموافق2025/09/16م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
نتنياهو وغالانت يتهربان من المحاسبة بزيادة القصف على غزة

يرى خبراء ومحللون أن الانقسام المتزايد داخل حكومة الحرب الصهيونية ليس إلا محاولة من كل طرف للظهور بمظهر البطل أملا في تجنب المحاسبة القادمة، وأن الولايات المتحدة تحاول هي الأخرى تصدير صورة بأنها لا توافق الدولة العبرية في كل ما تريد وما تفعل.

البيان/القدس: يرى خبراء ومحللون أن الانقسام المتزايد داخل حكومة الحرب الصهيونية ليس إلا محاولة من كل طرف للظهور بمظهر البطل أملا في تجنب المحاسبة القادمة، وأن الولايات المتحدة تحاول هي الأخرى تصدير صورة بأنها لا توافق الدولة العبرية في كل ما تريد وما تفعل.

ووفق الخبير في الشأن الصهيوني محمد هلسة، فإن الدولة العبرية تعيش حالة مزايدة سياسية، لأنهم يعرفون أن الحرب ستنتهي والمساءلة ستحدث، وكل واحد يحاول الظهور بمظهر البطل سواء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو أعضاء حكومته.

ويرى هلسة أن نتنياهو يشعر بأن أركان حكومة الحرب يمثلون تهديدا له وخصوصا يوآف غالانت وبيني غانتس، وأنه لا أحد يملك رؤية واضحة يقدمها لما بعد الحرب.وفي السياق نفسه، قال المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي، ديفيد بولجير، إن "الحرب الحالية امتدت أكثر مما كان متوقعا لها، لكنه يرى أن هذه الخلافات التي تعيشها حكومة إسرائيل طبيعية في ظل هذه الظروف، لأنها تتعامل مع قضايا أمنية وسياسية مختلفة في وقت واحد".

ومع ذلك، فإن بولجير يرى أن نتنياهو يواجه كثيرا من التساؤلات بشأن الأسرى والقتلى الصهاينة، مؤكدا أن قوى خارجية مثل الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين يطالبونه بحل الوضع سريعا.وفي ما يتعلق بموقف إدارة جو بايدن، قال بولجير إنها "مصممة على دعم نتنياهو، لكنها عازمة في الوقت نفسه على وقف إطلاق النار لوقف المأساة الإنسانية".

وقال بولجير إن "نتنياهو سيحاكم في النهاية بسبب تعامله مع الأزمة، وإن بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن لديهما سجل قوي في التعامل مع الحكومات الصهيونية المختلفة، ومن ثم فإن واشنطن مستعدة للتواصل مع كل الأطراف بما فيها المعارضة الصهيونية".

وعن الخلاف في التصريحات بشأن مستقبل غزة، قال هلسة إنها مجرد محاولة لتجميل صورة إدارة بايدن والقول إنه لا يتماهى مع نتنياهو بشكل كامل وذلك بسبب الضغوط الداخلية والعالمية لوقف المجازر، لأن العالم كله يعرف أن واشنطن تمنح الدولة العبرية الغطاء لفعل ما تفعل.

وبالتالي، يضيف هلسة، فإن واشنطن تحاول تعديل البوصلة، لأنها تعرف أن إعادة احتلال قطاع غزة سيسبب لها مشاكل في المنطقة من جهة، وإظهار أنها لا توافق على كل ما تريده أو تفعله الدولة العبرية من جهة أخرى، لكن الواقع عكس ذلك تماما، وكلاهما يريدان مواصلة الحرب، حسب رأيه.

لكن بولجير يختلف مع طرح هلسة، ويقول إن "العلاقات الأميركية الإسرائيلية تاريخية ومعروفة، وهي تتحرك من منطلق حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسط بيئة تحاول محوها فعليا مثل حماس وحزب الله وغيرهما، لكنها في الوقت نفسه لا تتجاهل حق الفلسطينيين في السلامة والأمن خلال الحرب"، حسب تعبيره.

وعن تغير الرأي الأميركي والغربي تجاه الحرب، قال بولجير إن "إدارة بايدن تتابع كل شيء، وتأخذه بعين الاعتبار، لكن ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هو الذي يحرك هذه الإدارة، مؤكدا أن تعقيدات الأزمة الحالية لن تحل بين ليلة وضحاها".

في المقابل يقول هلسة إن الدولة العبرية تمارس جنونا ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة الغربية التي لا تخضع لحكم حماس، وهي تفقد شرعيتها السياسية داخليا مع امتداد أمد الحرب، مؤكدا أن هناك تململا متزايدا ومطالبات بمحاكمة نتنياهو الذي بدأ يدرك أنه لم يعد يملك كثيرا من الوقت، وبالتالي سينزل من فوق الشجرة، ويتعامل مع الواقع بعقلانية.

وخلص هلسة إلى أن الرأي العام الداخلي هو المؤثر في موقف نتنياهو، وإن هناك فقدان ثقة متزايد فيه ومطالبات بالاستقالة وهو أمر غير معهود تاريخيا في الدولة العبرية، معربا عن قناعته بأن المجتمع الصهيوني أصبح مقتنعا بأن نتنياهو ليس مؤهلا لمواصلة هذه الحرب حتى نهايتها، وهذا هو ما سيوقف الحرب، برأيه.

 

أعلى