البيان/متابعات:رفض الجيش السوداني، الأحد، مقترح اللجنة الرباعية لوقف إطلاق النار في السودان، واعتبره "غير مقبول" و"غير محايد"، في أحدث تصعيد سياسي وعسكري منذ فقدان سيطرته على مدينة الفاشر وغالبية إقليم دارفور. وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة في مقطع مصوَّر نشرته الحكومة، إن الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات "ليست مبرّأة للذمة"، متهماً الإمارات بدعم "الميليشيا المتمردة" في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأوضح البرهان أن المقترح الذي نقلته الرباعية عبر المبعوث الأميركي مسعد بولس هو "أسوأ ورقة" تُطرح على الجيش، قائلاً إنها "تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية، بينما تبقي الميليشيا المتمردة في مناطقها". وأضاف موجهاً حديثه لوسيط الرباعية: "نقول له إن ورقتك هذه غير مقبولة".
وكانت مليشيات الدعم السريع أعلنت، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، موافقتها على المقترح الذي يتضمن "هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر" تنطلق خلالها محادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق سلام شامل، على أن يتم استبعاد الجيش والدعم السريع من المشهد السياسي بعد انتهاء النزاع. غير أن رفض الجيش للمبادرة يعرقل المسار الدبلوماسي الذي تراهن عليه أطراف دولية وإقليمية لوقف القتال.
ويأتي هذا التطور بينما خسر الجيش السوداني مؤخراً السيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقله في إقليم دارفور، لصالح قوات الدعم السريع التي باتت تفرض سيطرتها على كامل الإقليم. وتحدثت تقارير دولية عن ارتكاب انتهاكات واسعة عقب السيطرة على المدينة، شملت مجازر واغتصابات ونهباً ونزوحاً جماعياً للسكان.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة البرهان ومليشيات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي" في أبريل/نيسان 2023، قُتل عشرات الآلاف ونزح نحو 12 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".