البيان/صحف: قالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون يتجه للإعلان عن إطلاق خدمة عسكرية تطوعية جديدة، في خطوة تأتي بعد أشهر من الدراسة في ظل بيئة دولية تتصاعد فيها التوترات ومؤشرات عدم الاستقرار. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطّلعة أن الاستعدادات للمشروع باتت متقدمة، رغم غياب أي تأكيد رسمي من قصر الإليزيه حتى الآن.
ورفضت وزارة القوات المسلحة التعليق على تفاصيل البرنامج المقترح، بما في ذلك مدته وتكلفته وعدد المشاركين المتوقعين، مكتفية بالقول إن أي معلومات رسمية ستُنشر في الوقت المناسب. وتشير تقديرات أولية إلى إمكانية استقطاب ما بين عشرة آلاف وخمسين ألف شاب وشابة سنوياً، بعمر يقارب 18 عاماً، على أن تمتد مدة التدريب والخدمة نحو عشرة أشهر مقابل تعويض شهري يصل إلى نحو ألف يورو.
وخلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، قال ماكرون إن العالم يشهد "تصاعداً في التهديدات"، مؤكداً أن فرنسا تحتاج إلى تعزيز قدرتها على الردع والتعبئة السريعة، مضيفاً: "فرنسا يجب أن تظل أمة قوية، بجيش قوي، ومجتمع قادر على الحشد عند الحاجة".
وتأتي الخطوة في وقت تعيد فيه عدة دول أوروبية خصوصاً في شمال القارة ودول البلطيق إحياء برامج التجنيد الإلزامي أو تعزيز الخدمة الوطنية، في ظل المخاوف من التهديدات الروسية. وفي السياق ذاته، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الفرنسية الجنرال فابيان ماندون إن التجارب الأوروبية في هذا المجال "يجب أن تُدرس بعناية" داخل فرنسا.
وكان ماكرون قد طرح فكرة الخدمة التطوعية لأول مرة في يوليو الماضي، معتبراً أن "التهديد الروسي بات دائماً" وأن أوروبا "باتت في خطر"، مشدداً على ضرورة امتلاك فرنسا قدرة أعلى على الصمود والتعبئة من خلال إطار حديث ومرن يتيح بناء جيش احتياطي أكبر.
ويشير "التقرير الوطني للاستراتيجية 2025" إلى أن المشروع الجديد يهدف إلى "تعزيز التماسك الوطني" و"إنشاء قاعدة بشرية قابلة للتعبئة في حال وقوع أزمة". وتضم القوات المسلحة الفرنسية حالياً نحو 200 ألف عسكري و47 ألف احتياطي، ومن المتوقع ارتفاع هذه الأعداد إلى 210 آلاف و80 ألفاً بحلول 2030. ويرى رئيس أركان الجيش البري الجنرال بيير شيل أن تعبئة جزء من الفئة العمرية الشابة على أساس طوعي يمكن أن يوفر "الكتلة الضرورية لتحمل الأعباء خلال نزاع طويل الأمد".