• - الموافق2024/11/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
وهم الإنقلاب في إيران

وهم الإنقلاب في إيران

سمدار بيري- صحيفة يديعوت أحرونوت

 

إن آلاف الشبان الايرانيين الذين خرجوا لرفع صور "البطل"، الرئيس روحاني، و"النجم"، وزير الخارجية ظريف، يمرون الآن في مرحلة يقظة مؤلمة. فالأوهام الحلوة تتبخر. السلطة تلمح لهم إن الاتفاق النووي لا يهدف إلى قيادة انقلاب تاريخي، بل على العكس، لقد تحققت أهداف رجال الدين المحافظين الذين يحيطون بالزعيم خامنئي والحرس الثوري، والذين تلقوا أوامر بكم أفواههم وعدم التدخل في المفاوضات حول الاتفاق. إذا كان هناك من سيربح من تحرير 150 مليار دولار وفتح سوق النفط العالمي فإنهم لن يكونوا الشبان العاطلين عن العمل ولا الحالمين بتغيير وجه إيران.

من خلال محادثات أجريتها في الأيام الأخيرة مع شبان ايرانيين في أوروبا، وقفت على حالات إحباط كبيرة وعلى عدم فهم لرسائل طهران فور الإعلان عن الاتفاق. لقد انتظر خامنئي بصبر خطابات الانتصار التي ألقاها ظريف وروحاني واوباما، وعندها خرج ليقول كلمته. الشبان الحالمون في إيران يعرفون أن هذه ستكون الرسالة الثابتة. وعندما يشجعهم خامنئي على مواصلة شتم الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه "إسرائيل" أيضا، فإنهم يفهمون أن الانقلاب لا ينتظرهم خلف الزاوية، طالما كان الحاكم خامنئي ينوي استغلال القوة والصلاحيات الوحشية من اجل منع حدوث تغيير عميق في ايران. فإذا حدث ذلك سيكون هو أول من سيطير.

لقد حصل مغني الراب المحلي، أمير تاتلو بشكل مفاجئ على نشر أغنيته الجديدة "سياسة النووي" التي حظيت حتى الآن بأكثر من مليون مشاهدة في إيران. كان يمكن إلى ما قبل الاتفاق زجه في السجن بسبب أغنية تجادل المنشآت النووية والمقاطعة الدولية والعقوبات. الآن أصبح تاتلو رمز الأمل للشبان لكنه يفهم أن هناك خطوط حمراء لحرية التعبير في إيران. انه هو من جاء لتوثيق الانتصار على "المؤامرة". لأنه في نظر آيات الله والحرس الثوري حاك اوباما وجون كيري والموساد الإسرائيلي مؤامرة تقضي بمنح إيران اتفاق يعرض على الجمهورية الاسلامية المظلمة الروائع الاقتصادية للعالم الكبير، من اجل تخريبها من الداخل. وبتعبير مبسط: إغراء روحاني وظريف بفتات اقتصادي وتشجيع الشبان على قيادة انقلاب يتخلص من آيات الله.

لم تنجح الخطابات الحماسية لنتنياهو ويعلون بتجاوز طهران. قيادة التنظيمات أقنعت أنفسها بأن نتنياهو يقول شيئا واحدا ويسمح لنفسه بفتح جبهة ضد اوباما، ولكنهما يتعاونان من وراء الكواليس. وفي واشنطن والقدس قرروا إغداق المكافآت الاقتصادية الخطيرة من أجل تجنيد شبان إيران لمواصلة الانقلاب الذي فشل في عام 2009. وبسبب "المؤامرة" يشرحون في المنتديات المغلقة في إيران، أن اوباما تنازل لخامنئي عن إطلاق سراح أربعة مدنيين أمريكيين، ولم يعرض مطالب بشأن العراق، و"نسي" تزويد وزير الخارجية جون كيري بقائمة مشتريات بشأن سوريا والخليج الفارسي ودعم إيران لإرهاب حزب الله.

يجب قراءة رسالة خامنئي وجوقة المتحدثين بلسانه حول عدم حدوث تغيير في السياسة إزاء الولايات المتحدة، بكل بساطة واستيعابها كما هي. هذه الرسالة لم تهدف إلى طمأنة معارضي الاتفاق في المعسكر المحافظ. وحتى صدور بيان آخر، ستبقى هذه هي السياسة والسلوك الإيراني، وعلى الطريق سيواصلون إطلاق التهديدات للمعسكر العربي المعتدل، وسيبلغون "إسرائيل" بأنكم تقرئوننا بشكل أفضل من الآخرين، لكننا ننجح بكشف ما يختبئ وراء "المؤامرة". لقد ضبطناكم. لا تحاولوا إظهار الذكاء معنا، نحن نعرف كيف نعالج كل من يتآمر من أجل ترجمة الاتفاق إلى خطوة دراماتيكية.

أعلى