• - الموافق2024/11/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 تحالف صهيوني إيراني لمواجهة السنة

تحالف صهيوني إيراني لمواجهة السنة

دعت نخب صهيونية بارزة دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى التعاون مع إيران في مواجهة الإسلاميين السنة، وحثت هذه النخب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على اكتشاف العوائد الإيجابية للتعاون مع طهران في الكثير من الملفات المتعلقة بمواجهة الإسلاميين.

ودعا معلقون صهاينة بارزون حكام تل أبيب للاستفادة من تجربة الأمريكيين، الذين يتعاونون مع إيران في العراق ومع الحوثيين في اليمن. فقد دعا أمير أورن كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "هأرتس" القيادة الصهيونية ليس فقط لتجنب التصعيد مع إيران وحزب الله، بل أيضاً اعتماد تفكير "إبداعي" ومحاولة إيجاد صيغ للتعاون غير المباشر مع إيران في سوريا.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اعتبر أورن أن صعود تهديد الحركات الجهادية السنية يفرض على نتنياهو عمل كل ما في وسعه من أجل التوصل لتفاهمات مع الإيرانيين بشأن التعاون ضد هذه الحركات، دون أن يكون الأمر مقترن بتقديم تنازلات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ودعا أورن للتعلم من "أخطاء" الماضي، مشيراً إلى أن الحماس الصهيوني لطرد القوات السورية من لبنان عام 2005 تبين أنه في غير محله على الإطلاق. وحسب أورن، فقد تبين أن الكيان الصهيوني كان أكثر الأطراف التي تضررت من الانسحاب السوري من لبنان، لأن هذا الانسحاب أدى إلى غياب الضوابط التي كان يمكن أن تمنع اندلاع حرب 2006.

وتأتي هذه الدعوات في ظل تبادل رسائل الطمأنة بين الكيان الصهيوني وحزب الله، حيث أن كل المؤشرات تدلل على أن هذه الرسائل تتم بموافقة إيران. ولقد مثل خطاب حسن نصر الله أمين عام حزب الله الأخير أوضح مثال على رسائل الطمأنة، على الرغم من أنه قام بتهديد الصهاينة ظاهرياً.

فعلى الرغم من أن نصر الله استثمر مساحة كبيرة من الخطاب في تهديد الكيان الصهيوني بشكل مباشر وغير مباشر، إلا أنه كرر عبارة واحدة ثلاث مرات في في الخطاب، حيث أكد أن مواجهة مع الصهاينة لم تعد أولوية بالنسبة للحزب.

ولا يكاد يختلف إثنان في تل أبيب على أن الحفاظ على نظام الأسد يقف على رأس أولويات حزب الله وإيران في المرحلة الحالية، على اعتبار أن الإبقاء على هذا النظام يمثل انجازاً جيوإستراتيجياً مهماً له ولإيران، لأنه يضمن للإيرانيين الوصول لشاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويضمن للحزب عمقاً يمكنه من فرض هيمنته على لبنان.

 فحسب ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الصهيونية العاشرة، فأنه ليس فقط إيران وحزب الله معنيان بألا يفضي التصعيد الأخير إلى تهديد فرص النظام على البقاء،بل إلكيان الصهيوني أيضاً.

 ونوه بن دافيد إلى أن آخر ما تفكر به القيادة الصهيونية هو أن يؤثر التصعيد مع حزب الله على موازين القوى القائمة بين النظام السوري ومعارضيه. وأشار إلى أن تل أبيب غير معنية بأن تستفيد قوى المعارضة السورية من الضربات التي يمكن أن توجه لحزب الله، الذي يلعب دوراً مركزياً في الحفاظ على بقاء النظام.

 وأوضح بن دافيد أن الكيان الصهيوني يرى في بقاء النظام السوري ضعيفاً منهكاً يقاتل على وجوده، أفضل من سقوطه ووقوع سوريا تقع في قبضة الحركات الجهادية السنية التي لا يمكن مراكمة الردع في مواجهتها.

 من ناحية ثانية كشفت محافل عسكرية صهيونية النقاب عن أن دول التحالف الدولي ونظام بشار الأسد ينسقان فيما بينهما في كل ما يتعلق بعمليات القصف التي تستهدف مواقع التنظيمات الجهادية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن المحافل قولها إنه على الرغم من أن الأمريكيين لا يقرون  بالتنسيق مع قوات الأسد، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن دول التحالف تنسق مع جيش النظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوى التحالف تغض الطرف عن قيام سلاح جو النظام بقصف تجمعات للمدنيين السوريين في مناطق شمال شرق البلاد، وهي المناطق التي تستهدف من قبل طائرات التحالف.

وأوضحت المحافل أنه لولا التنسيق المسبق بين التحالف الدولي والنظام السوري لحدثت مواجهة بين الطرفين بكل تأكيد. وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء النقاب عن أن الولايات المتحدة حالت دون قيام جهاز الموساد بتصفية قاسم سليماني، قائد قوات "القدس" في الحرس الثوري عام 2008.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموساد كان يخطط لاغتيال سليماني إلى جانب عماد مغنية، الذي تمت تصفيته في نفس العام بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه".

وعدت الصحيفة الخطوة الأمريكية بمثابة "رسالة غزل" لإيران، مشيرة إلى أن الأمريكيين يحاولون مغازلة إيران بطرق شتى، مشيرة إلى أن تعاوناً وثيقاً يتم بين الجانبين في العراق.

وفي ذات السياق، ذكرت إذاعة عبرية أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للموافقة على تحول إيران إلى دولة على "حافة قدرات نووية" مقابل تعاونها مع واشنطن في إدارة ملفات المنطقة بما يراعي المصالح الأمريكية.

ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني عن موظفين أوروبيين يشاركون في المفاوضات الجارية في جنيف حالياً بين إيران وممثلي الدول العظمى قولهم إن الأمريكيين والإيرانيين يجرون مفاوضات جانبية حول صفقة تلتزم بموجبها إيران بمراعاة المصالح الأمريكية في المنطقة، مقابل موافقة واشنطن على تضمين الاتفاق النهائي بشأن برنامج إيران النووي كل المركبات التي تضمن إضفاء شرعية تحول إيران إلى دولة على حافة قدرات نووية.

ونوهت الإذاعة إلى أنه في حال تم التوصل لهذه الصفقة بشكل نهائي، فأن هذا يعني الموافقة على الإبقاء في يد إيران عدد "معقول" من أجهزة الطرد المركزي المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم، علاوة على الإبقاء على جميع المنشآت النووية الإيرانية، بشرط أن يتواجد فريق من المراقبين الدوليين، لضمان عدم استخدام الإيرانيين اليورانيوم المخصب في صناعة قنابل نووية.

وفي مقابلة مع الإذاعة، حذر الجنرال يعكوف عامي درور، مستشار الأمن القومي الصهيوني السابق من أن مراعاة إيران المصالح الأمريكية لا يعني بالضرورة موافقتها على وقف توسعها في المنطقة في لبنان وسوريا واليمن والعراق والبحرين.

أعلى