• - الموافق2025/06/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ما الذي تعرفه عن قاعدة العديد الأمريكية.. قلب التمركز الأمريكي في الخليج

أنشئت قاعدة العديد الأمريكي في قطر عام 1996، وتُصنّف اليوم -بحسب وزارة الخارجية الأمريكية- كأضخم منشأة عسكرية لسلاح الجو الأمريكي خارج الأراضي الأمريكية، بل ويوصفها محللون بأنها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة


تُعد قاعدة العديد الجوية (Al Udeid Air Base) واحدة من أبرز معالم الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وقد تحولت منذ إنشائها في منتصف التسعينيات إلى حجر زاوية في استراتيجية واشنطن الدفاعية في منطقة الخليج.

الموقع والأهمية الاستراتيجية

تقع القاعدة على بُعد نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة القطرية الدوحة، وتُعرف أيضاً باسم "مطار أبو نخلة". أنشئت عام 1996، وتُصنّف اليوم -بحسب وزارة الخارجية الأمريكية- كأضخم منشأة عسكرية لسلاح الجو الأمريكي خارج الأراضي الأمريكية، بل ويوصفها محللون بأنها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.

تضم القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية، والقوات الجوية الأمريكية، والقوات الجوية الملكية البريطانية، وقوات أجنبية أخرى. كما تضم ​​مقرًا متقدمًا للقيادة المركزية الأمريكية، ومقرًا للقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، ومجموعة الاستطلاع الجوي رقم 83 التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والجناح الجوي الاستطلاعي رقم 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية.

تضم القاعدة مرافق متكاملة تشمل مناطق سكنية، مراكز اتصالات وقيادة، مستودعات ذخيرة، وأطول ممر هبوط جوي في منطقة الخليج، ما يجعلها نقطة ارتكاز حيوية للعمليات الجوية الأمريكية والدولية.

الاستخدامات العملياتية

منذ مطلع الألفية، لعبت قاعدة العديد دوراً محورياً في تنسيق العمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط. فقد كانت مركزاً لقيادة العمليات في أفغانستان والعراق وسوريا، وتستخدمها القيادة الوسطى الأمريكية (CENTCOM) والقيادة الوسطى لسلاح الجو الأمريكي كمقرات أمامية.

وفي عام 2016، انطلقت منها طائرات القاذفة "B-52" لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش، مما أكد على وظيفتها الهجومية والاستطلاعية في آنٍ معاً.

التمركز العسكري الأمريكي

وفقاً لتقارير محدثة حتى عام 2022، فإن القاعدة تستضيف ما يقرب من 8000 جندي أمريكي، معظمهم من سلاح الجو، إلى جانب وجود عدد من الوحدات الخاصة بالدعم الفني واللوجستي والدبابات والآليات العسكرية المتقدمة.

وبين عامي 2022 و2024، تراوح عدد المنشآت والمباني التي تستخدمها القوات الأمريكية في القاعدة بين 500 و600 منشأة، مما يعكس ضخامة البنية التحتية العسكرية فيها.

العلاقة مع قطر

رغم حجم الوجود العسكري الأمريكي، شدد المسؤولون القطريون مرارًا على سيادة بلادهم على القاعدة، حيث صرّح رئيس الوزراء القطري في أكتوبر 2024 بأن بلاده لا تقبل باستخدام القاعدة لشن هجمات على دول أخرى، مؤكدًا على طبيعة "الشراكة الاستراتيجية" بين الدوحة وواشنطن.

وفي مطلع عام 2024، كشفت وكالة رويترز عن توقيع اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وقطر لتمديد الوجود العسكري الأمريكي في القاعدة لعشر سنوات إضافية، مما يعكس متانة العلاقات الأمنية بين البلدين.

تطورات أخيرة: استهداف القاعدة

وفي تطور بالغ الخطورة، أعلنت إيران في يونيو 2025 أنها أطلقت ستة صواريخ باتجاه قاعدة العديد، في ما وصفته بـ"رد على العدوان الأمريكي"، مشيرة إلى أن الهجوم أوقع إصابات داخل القاعدة. وقد أكد التلفزيون الإيراني وقوع الضربة، بينما ذكرت وسائل إعلام أميركية -منها موقع "أكسيوس"- أن الهجوم استهدف البنية التحتية للوجود الأمريكي هناك.

خاتمة

تمثل قاعدة العديد الجوية في قطر نموذجاً لتشابك المصالح الأمريكية الخليجية، وتكشف في الوقت نفسه عن هشاشة التوازن الأمني في منطقة تشهد اضطرابات متصاعدة. وبينما تبقى القاعدة محورًا عسكريًا بالغ الأهمية، فإن مستقبلها سيظل مرتبطًا بتطورات السياسة الإقليمية والعلاقات الأمريكية-الإيرانية والخليجية في آنٍ واحد.

أعلى