نشرت الصحف البريطانية علاقتها بأعضاء منظمة "أصدقاء إسرائيل" فقد أرسلت لهم رسالة تقول فيها: “إنني أتفهم أهمية وحساسية موقع السفارة البريطانية في إسرائيل. ولقد أجريت العديد من المحادثات مع صديقي العزيز رئيس الوزراء يائير لابيد حول هذا الموضوع. ومع مراعاة ذ
أعلن حزب المحافظين يوم الاثنين عن فوز ليز تراس بزعامة الحزب ورئاسة الحكومة
البريطانية خلفًا لرئيس الوزراء بوريس جونسون، ليز بدأت مشوراها السياسي أثناء
دراستها بجامعة أكسفورد المرموقة، حيث درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وانتمت
خلال تلك الفترة إلى صفوف الديمقراطيين الليبراليين، لكنها غيرت من اتجاهها الفكري
والأيدلوجي لتتحول إلى حزب المحافظين 1966، وهو العام الذي تخرجت فيه وأصبحت مديرة
تجارية في شركة "شل".
ليز تراس، ربما لم يكن هذا هو أول تحول في حياتها فقد خالفت الاتجاه الذي ورثته من
أبويها، ليز الذي أطلت على الحياة في26 يوليو 1975، لأبويين ينتميان إلى حزب
العمال والدها جون كينيث تراس أستاذ مادة الرياضيات البحتة في جامعة ليدز ووالدتها
بريسيلا ماري ممرضة ومعلمة وعضوة في حملة نزع السلاح النووي.
صعود ليز السياسي:
في أول احتكاك عملي لها بالسياسة، ترشحت تراس للبرلمان عن دائرة في غرب يوركشاير
بالانتخابات العامة لعام 2001، لكنها خسرت، ثم خسرت مرة أخرى في انتخابات عام 2005،
ولكن في دائرة أخرى بغرب يوركشاير أيضًا.
لكنها نجحت بعد ذلك في انتخابات 2010 حيث تم ترشيحها في إحدى الدوائر التي تدين
بولائها للمحافظين، فجرى اختيارها للمنافسة على مقعد المحافظين في جنوب غرب
نورفولك، ما ضمن لها الفوز. وحصلت أخيرًا على مقعد في البرلمان وظلت تشغله منذ ذلك
الحين.
بدأت ليز صعودها السياسي بتوليها حقيبة التعليم في العام 2012، ثم أصبحت وزيرة
للبيئة في 2014. ثم شغلت منصب وزيرة العدل قبل أن تنتقل إلى منصب وزير الخزانة. في
حكومة تيراز ماي.
ثم تولت وزارة التجارة الدولية في عام 2019، وكان آخر مناصبها عندما انتقلت إلى أحد
أرفع المناسب السياسية في بريطانيا حيث تولت وزارة الخارجية في 2021 خلفًا لدومينيك
راب.
رؤيتها الاقتصادية:
تقدم ليز تراس نفسها على أنها اقتصادية ليبرالية تدعو إلى تقليص دور الحكومة وإطلاق
يد السوق، حيث تقول إنها وضعت خططًا لإلغاء الزيادات الضريبية التي فرضها وزير
الخزانة السابق ريشي سوناك على الشركات والتأمين الوطني.
تدعم ليز زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية
العقد.
ليز البرجماتية عندما شعرت أن بوريس جونسون باتت أيامه معدودة في رئاسة الوزراء
نشرت مقالة في صحيفة "صنداي تليجراف" تعهدت به بأن تتحلى بالجرأة في معالجة
الاقتصاد البريطاني الذي يعاني من تضخم يتجاوز عشرة بالمئة ويواجه ركودا.
وقالت تراس إنها تدرك "مدى صعوبة أزمة تكلفة المعيشة بالنسبة للجميع"، مضيفة أنها
ستتخذ "إجراءات حاسمة لضمان تمكن الأسر والشركات من اجتياز هذا الشتاء والشتاء
التالي".
وأضافت أن نهجها سيكون من شقين، إجراء فوري لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وخطة لتحقيق
النمو الاقتصادي، وأنها ستعين مجلسًا من المستشارين الاقتصاديين للحصول على “أفضل
الأفكار” حول كيفية تعزيز الاقتصاد.
آرائها السياسة:
كان موقفها من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أبرز مواقفها السياسية والتي
أنتجت لها شهرة سياسية واسعة إذ قامت تراس بحملة كبيرة لصالح التصويت من أجل البقاء
في التكتل، وكتبت مقالات صحفية لدعم ذلك، واصفة "بريكست" بأنه "مأساة".
ولكن بعد فوز مؤيدي الخروج في الاستفتاء، غيرت تراس مواقفها للمرة الثانية، وتحولت
إلى تأييد الخروج من التكتل الأوروبي بحجة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
وفر فرصة "لتغيير طريقة عمل الأشياء" في البلاد. كما تنتهج ليز موقفًا متشددًا من
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
أما عن موقفها من القضايا السياسية العربية والإسلامية
فقد نشرت الصحف البريطانية علاقتها بأعضاء منظمة "أصدقاء إسرائيل" فقد أرسلت لهم
رسالة تقول فيها:
“إنني أتفهم أهمية وحساسية موقع السفارة البريطانية في إسرائيل. ولقد أجريت العديد
من المحادثات مع صديقي العزيز رئيس الوزراء يائير لابيد حول هذا الموضوع. ومع
مراعاة ذلك سأفكر في قرار لضمان أننا نعمل على أقوى أسس في إسرائيل”.
يشار هنا أيضًا إلى موقفها من اعتداء "إسرائيل" الأخير على قطاع غزة، بعد اغتيال
تيسير الجعبري، قائد حركة الجهاد الإسلامي، حيث كتبت ليز على حسابها الشخصي على
تويتر: “تقف المملكة المتحدة إلى جانب إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس. إننا ندين
الجماعات المتطرفة التي تطلق النار على المدنيين والعنف الذي أودى بحياة ضحايا من
الجانبين”.
لذا فإن فوزها برئاسة الوزراء في بريطانيا أحدث ارتياحًا في "إسرائيل" بسبب مواقفها
الداعم للصهاينة وتعهدها بنقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة. وهذا ما دفع
زعيم الكهانية بن غفير، الذي يدعو لطرد الفلسطينيين، أن يكون من أوائل المهنئين
وذكرها بتنفيذ وعدها بنقل السفارة.
أما عن موقفها اللاجئين والمهاجرين إلى بريطانيا فقد أيدت ودعمت خطة وزيرة الداخلية
بريتي باتيل بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا. وأعلنت أن عن دعمها الكامل لتلك الخطة
في حال وصولها لرئاسة الوزراء.
يذكر أن العديد من الدول الأوروبية تقوم بدفن نفاياتها النووية لدى الدول الإفريقية
الفقيرة مقابل حفنة من الدولارات. ربما ترى ليز أن اللاجئين أقرب إلى تلك النفايات
لذا تؤيد تصديرهم إلى الدول الأفريقية الفقيرة لكن بمقابل أقل.