حدثٌ ربما يكون عابراً في مدينة (سيدي بوزيد)، لكنه لم يكن كذلك في هذه المرحلة، فقد اشتعلت المدينة كلُّها، ثم انتقل لهيبها إلى تونس كلِّها، وسط ذهول جميع المراقبين في الداخل والخارج، وما هي إلا أيام قلائلَ حتى عصفت بالمنطقة العربية تغيرات فاقت كلَّ التوقعات!
أيام قلائلُ في تاريخ العرب غيَّرت كثيراً من الموازين، وأعادت بناء كثير من المعادلات السياسية والاجتماعية، وأدخلت بعض شعوب المنطقة في صراع إرادات مع حكوماتهم. كان الفاعل الأقوى فيها أمرين:
الأول: الشباب الذين أثبتوا أنهم طاقة هائلة، ومخزون كبير قادر على إعادة كتابة التاريخ.
الثانــي: الإعــلام، فــإذا كانـت الصحافة الورقيـة تسمـى بالسلطة الرابعة في ما مضى، فقــد أثبـت الإعلام الاجتماعي في الأحداث الأخيرة أنه السلطة الأولى.
أثـارت هـذه المشـاهد المتسـارعة مـوجةً متلاحقة من الأسئلة، وفتحت سلسلة من الملفات المغلقة، نحاول في مجلة البيان الإجابة عن بعضها، مع يقيننا أن تسارع الأحداث سيكشف مزيداً من الإجابات، والأيام حبلى بمشاهد جديدة لا يعلم أحد نهايتها إلا الله سبحانه.