الشيخ كي كي أبو بكر حضرت:  عبقريّ أحيا عِلْم الحديث في الديار المليبارية

وكان الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله-، ممن نذروا حياتهم للارتقاء بجمعية العلماء في كيرالا. وكان له دور بارز في تحصين قلعة هذه الجمعية الإسلامية


إن ولاية كيرالا الهندية الواقعة في جنوب الهند تُعدّ من أحسن المناطق التي شهدت الدعوة الإسلامية والنشاطات العربية، الخارجة عن حدودها الجغرافية؛ إذ إن أبناءها الأخيار قد بذلوا ما في وُسعهم من الطاقات في تخريج أجيال مصطبغة بلون إسلامي أصيل. وإن أعمالهم الدعوية لم تقتصر على نشر الدين بطريقة معتادة فحسب، بل إنهم قد بنوا آلاف المؤسسات الإسلامية التي قامت بدور مهم في نهضة الأمة الإسلامية.

وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل إن الدعوة الإسلامية قد ازدهرت في هذه الولاية منذ أن بزغت في أُفقها شمس الإسلام. وقد كثرت النشاطات في مجال التدريس والتأليف والنهضة العلمية. ونرى بداية هذه السلسلة العلمية والدعوية بقدوم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  في السنوات الأولى للدعوة، ثم تتابعت فيما بعد رحلات الأُسَر العربية والقبائل اليمنية حاملين على عواتقهم مهمة نشر الدين الإسلامي.

وقد أسهمت هذه الأُسَر في مجال العلم والتدريس والتثقيف، كما أنها شاركت في الثورات ضد المستعمرين البرتغاليين والبريطانيين، وألفوا في اللغة العربية كُتبًا ودواوين تُعالج أدب المقاومة والمكافحة. وتركوا بصمات جميلة في بناء هذه الحضارة الإسلامية في ربوع كيرالا.

وهذه السطور سوف تُسلِّط الضوء على عالم رباني، ومُحدِّث مليباري، ورجل صالح شارَك في بناء الحضارة الإسلامية والثقافة الدينية في منطقة مليبار. وهو الأستاذ الكبير العالم الرباني كي كي أبو بكر حضرت -نوَّر الله مرقده-، وكان رئيسًا لجمعية العلماء بعموم كيرالا، كما أنه كان صدر الأساتذة في مدرسة «الباقيات الصالحات» بفيلور، ولاية تاميل نادو، ثم تولى عمادة الجامعة النورية العربية.

ولم يكتفِ الشيخ بشَغْل بعض المناصب التي شكَّلها الآخرون، بل إنه قد أدَّى دوره الريادي في إعداد جيل يجمع بين العِلْمَين الإسلامي والمادي؛ إذ إنه أسَّس مركز التربية الإسلامية الذي صار فيما بعدُ -بجهود جبارة مباركة مِن قِبل عميد المركز ونائبه- مركزًا للجمع بين العلم الديني والمادي.

وحينما نقرأ سيرته العطرة يتبادر إلى القارئ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث قال النبي المصطفى، «كلٌّ مُيسَّر لما خُلِقَ له»، نعم إنه خُلِقَ لتحقيق هذه الأهداف النبيلة. رجل تحمَّل الأمانة وأدَّاها في أحسن طرق وأحلاها.

حياته الشخصية

وُلِدَ الشيخ في ولاية كيرالا، يوم الأربعاء الموافق العاشر من شهر رمضان سنة 1347هـ، وكان أبوه السيد كورودام فارامفيل كونجو محمد تاجرًا يقوم بتصدير المنتجات السمكية إلى البلدان العربية. ولم يكن له إرث متوارث في الدراسات الإسلامية، بل شاء الله أن يكون هذا المولود عالمًا تَسِير بمناقبه الركبان. حينما كان الشيخ طالبًا في مدينة تانور، طلب الأستاذ يد كونجيوي (Kunjeevi) كريمة السيد محمد مولا (Mammad Molla). ولم يكن والد الشيخ أبو بكر حضرت راضيًا بهذا الزواج المبكر؛ حيث إنه كان يخاف أن يفوت عليه فرص الدراسة العليا.

وكانت زوجته ورعة متدينة وعابدة. وتتذكر زوجة الأستاذ تلك الأيام الماضية التي عاشتها بعد زواجهما. وكان الأستاذ يرسل من دار العلوم ديوبند رسائل متعددة إلى زوجته ووالدها. ويكتب الأستاذ رسالتين في صفحة؛ رسالة إلى زوجته بلغة عرب مالايالم (Arabimalayalam)، ورسالة أخرى إلى والد الزوجة بلغة مالايالام (Malayalam). والرسالة الخاصة إلى زوجته كانت عامرة بالنصائح والإرشادات؛ حيث كانت الرسالة تُلِحّ على إقامة الصلاة وأعمال الخير وتقوى الله.

ومن هذه العلاقة الأسرية المتميزة، رزقهما الله -تعالى- ثلاثة أبناء وست بنات. وقد اهتم الأستاذ بتعليم أبنائه وبناته المسائل الفقهية والعلوم الدينية. وفي جميع صباح يوم الجمعة، كان الأستاذ يدعو بناته إليه ليعلّمهن المسائل الفقهية التي تحتاج إليها الفتيات المؤمنات.

حياته العلمية

تلقَّى الشيخ كي كي أبو بكر حضرت العلوم الرسمية من المدرسة الحكومية. وكان الشيخ يرتاد حلقة الدرس الواقعة في المسجد الجامع في منطقته؛ حيث تلقَّى العلوم الابتدائية من هذا الدرس، كما هي العادة المتّبعة في ولاية كيرالا. وكان لأستاذه يد طولى في تشكيل حياته العلمية؛ حيث إن الأستاذ قد وجَّهه إلى الالتحاق بالدراسات الإسلامية العليا. وبعد إتمام دراسته من قريته، غادر الشيخ كي كي إلى حلقة الدرس في المسجد الجامع بقرية وينميناد.

مدينة تانور

وبعد أن أتم هناك سنة واحدة، ارتحل الشيخ إلى مدينة تانور (Tanur)، التي كانت تتمتع بالدعوة والنشاطات الإسلامية في تلك الأيام. وكان هذا الطالب أيام دراسته يمتاز من بين زملائه بذهنه الثاقب وقوة حافظته العجيبة. ومدينة تانور لها أهمية كبرى ومكانة مرموقة في خريطة العلوم الإسلامية في ولاية كيرالا/ الهند، وهذا الجوّ العلمي أسهم في بناء شخصية الشيخ العلمية، والمكتبة الشهيرة الموجودة في المسجد تزخر بعناوين متعددة في العلوم الإسلامية والمخطوطات العربية. وكانت مدينة تانور تُعْرَف في تلك الأيام بالفناني الثاني. وهذا الطالب المُجِدّ قد استوطن هذه المدينة، واستقر بها، وبنى فيها بيته، وركَّز فيها أعماله العلمية والدعوية.

ثم رحل إلى مدينة فيلور؛ حيث التحق بكلية الباقيات «الصالحات» الشهيرة، وقضى هناك ثلاث سنوات متتالية، مرتويًا من مناهلها العذبة، ومستزيدًا من مصادرها الأصيلة. ولكنّ الأستاذ لم يشبع بما نال من العلوم في «الباقيات الصالحات»، وظل فؤاده يشتاق لمزيد من العلوم الشرعية، وخاصةً في علم الحديث. وكان أساتذته في «الباقيات الصالحات» يساعدونه في الاستزادة من العلوم الشرعية. وبعد دراسته في «الباقيات الصالحات»، نصحه أستاذه المبجل الشيخ حسن حضرت -رحمه الله- بالذهاب إلى دار العلوم ديوبند. وقد جاء الشيخ حسن حضرت إلى محطة القطار، وأعطى له خمسين روبية هندية كهدية، وأوصاه بتقوى الله والإخلاص والتعمق في العلوم الدينية، ثم دعا له بالخير، وودَّعه إلى دار العلوم ديوبند.

في دار العلوم ديوبند

وبعد أن أتم الشيخ دراسته الابتدائية والثانوية والعليا على يد الأساتذة الفضلاء من داخل كيرالا وخارجها، قصد الشيخ دار العلوم ديوبند، لكي يرتوي من مناهلها العذبة، ولكي يتتلمذ على شيوخها المحدثين الكبار مثل أمير الهند حسين أحمد المدني، والعلامة إبراهيم الطنطاوي، ومولانا أبو أحمد، ومولانا فقر الدين حسن، ومولانا بشير أحمد -رحمهم الله-.

وبعد زواجه، استمر الشيخ في حياته العلمية لمدة ثماني سنوات طويلة، وهذه هي العلامة الأولى على رغبته الشديدة في الحصول على العلوم الدينية والإسلامية. ويذكر صديقه الحاج مويدوتي (Moidutty Haji) أن الأستاذ كان يحفظ قرابة خمسة آلاف حديث من الأحاديث النبوية. ويصفه السيد آطيري مامي كوتي مسليار (Aatteeri Mammikkutty Musliyar) بأن الشيخ أبو بكر حضرت كان شيخًا في علم الحديث. وقلَّما نرى في الهند عالمًا تفوق في علم الحديث مثل ما نبغ هذا الرجل القدير.

في مجال التدريس

وبعد أن أنهى تلك الأيام الجميلة في طلب العلم والحرص عليه، انتقل الأستاذ إلى مجال التدريس. وقد بدأ الأستاذ حياته المهنية بتولّي حلقة الدرس في المسجد الجامع بقرية كاندابورام. وبعد ثلاث سنوات في تلك القرية وصل الأستاذ إلى كلية إصلاح العلوم بمدينة تانور. وفي أيامه هناك، نالت هذه المؤسسة شعبية كبرى بين الناس، وقد شهدت مدينة تانور المزيد من الحركات العلمية والأنشطة الدينية.

وبعد ست سنوات ارتحل الشيخ إلى مدرسة «الباقيات الصالحات» بفيلور سنة 1964م. وكان سنّه في ذلك الوقت قد بلغ خمسة وثلاثين عامًا. وقد دعاه إلى «الباقيات الصالحات» الأستاذ الكبير الشيخ حسن حضرت -رحمه الله-. وهذه الشهادة مِن قِبَل أستاذه هي خير وسام تقلّده الشيخ على صدره في حياته العلمية. ثم تقاعد الشيخ من عمادة كلية «الباقيات الصالحات» في سنة 1966م.

إلى الجامعة النورية العربية

وفي سنة 1977م التحق الأستاذ كي كي أبو بكر حضرت بالطاقم التدريسي بالجامعة النورية العربية، بدعوة من الشيخ شمس العلماء، عميد الجامعة النورية العربية آنذاك. وهذه الجامعة كما يسميها أهل العلم في ولاية كيرالا، «أم المدارس»؛ لما لها من ريادة في تثقيف الأجيال بالعلوم الإسلامية والدراسات الدينية.

وكانت دروس الأستاذ الشيخ كي كي حضرت جامعةً بين التعليم والتزكية، كما يشهد بها العلماء المتخرجون من الجامعة النورية العربية.

وفي سنة 1987م، تولى الشيخ أبو بكر حضرت عمادة الجامعة النورية العربية بعد وفاة عميدها الشيخ كوتومالا أبو بكر المسليار -رحمه الله-.

ومنذ ذلك اليوم، شغل الأستاذ منصب عمادة الجامعة إلى أن وافته المنية سنة 1995م. وكانت دروسه تمتاز بالجدية والحيوية، ويقول الخريجون من الجامعة النورية العربية في تلك الأيام، بأن الأستاذ كي كي أبو بكر حضرت كان يلتزم بالمواعيد، ويتقيد بالأوقات، ولم يترك التدريس، ولم يغب عن المحاضرة مهما كثرت مسؤولياته وأشغاله.

إلى رئاسة جمعية العلماء

وكان الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله-، ممن نذروا حياتهم للارتقاء بجمعية العلماء في كيرالا. وكان له دور بارز في تحصين قلعة هذه الجمعية الإسلامية. وبينما كان في السابعة والعشرين من عمره دُعِيَ الشيخ أبو بكر حضرت إلى حضور مجلس اجتماع العلماء، وذلك في سنة 1957م. وهذا الاختيار للانضمام إلى هذه الجمعية الشهيرة في هذا السن المبكرة هو خير شاهد على تفوقه العلمي في الدراسات الإسلامية.

وفي سنة 1978م اختِيرَ الشيخ رئيسًا لجمعية مقاطعة مالابورام. وفي سنة 1987م تولى الشيخ منصب نائب الرئيس لجمعية العلماء بعموم كيرالا. ولما لبَّى الشيخ أحمد مسليار الكانيياتي -رحمه الله- نداء ربه سنة 1993م؛ تولى الأستاذ كي كي أبو بكر حضرت رئاسة هذه الجمعية الكبرى. وأثناء رئاسته لهذه الجمعية، شهدت ولاية كيرالا نشاطات علمية كبيرة في مجال العلوم الدينية والدراسات الإسلامية. 

ورعه وتقواه

إن أول شيء يتبادر إلى أذهاننا حينما نجلس لقراءة سيرة هذه الشخصية العبقرية، هو ورعه وتقواه وحُسن تعامله مع الناس، وأنه كان يُخالق الناس بخُلُق حَسَن. وكان مثالًا في صفائه وإخلاصه، وكان الشيخ شديد الحرص في الورع والزهادة.

وكان عالمًا ربانيًّا أخلص لله نياته وترك حلاوة الدنيا لحلاوة الآخرة، وتعمَّق في العلوم الإسلامية، لا سيما في السُّنة النبوية، وتبحَّر فيها. وكان لكلامه ودعائه أثر في القلوب، وكان الأستاذ كوتومالا أبو بكر مسليار -رحمه الله- يقول: «أنا لا أخاف الشيخ كي كي حضرت، ولكني أخاف دعاءه؛ لأن دعوته مستجابة».

 وكان الأستاذ أبو بكر حضرت ممن يتمسكون بالشريعة الإسلامية قلبًا وقالبًا، ويتَّبع سُنَّة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم  شبرًا بشبر، أحيا السُّنة النبوية في دائرته وأُسرته، وترك الشبهات، ونذر حياته للنهضة بالأمة الإسلامية في ولاية كيرالا.

الآثار العلمية

ومن أهم المساهمات التي خلَّفها الأستاذ الشيخ كي كي أبو بكر حضرت وراءه، مركز التربية الإسلامية. وهذا المبنى الذي شيَّده الشيخ لنشر تعاليم الدين في سنة 1984م، لا يزال تشعّ أنواره أمام طلاب العلم في ولاية كيرالا. وفي أيامه الأخيرة استدعى الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله- الأستاذ عبد الحكيم الفيضي، التربوي الكبير والأمين العام لتنسيق الكليات الإسلامية، ودعاه لتولّي عمادة المركز.

واشترط الأستاذ عبد الحكيم الفيضي ليتولى عمادة المركز أن تكون له الحرية في إضافة التجديدات العصرية اللازمة إلى المنهج المتّبع في مركز التربية الإسلامية. وقد ساعده في تجديد المنهج وتطويره صهر الشيخ كي كي أبو بكر حضرت، فضيلة الأستاذ كونجامو الفيضي، نائب العميد في مركز التربية الإسلامية. وتخليدًا لاسمه، سُمِّيت الكلية الإسلامية بمركز التربية الإسلامية باسم كلية الشيخ كي كي أبو بكر حضرت للآداب والعلوم الإسلامية. والمكتبة العربية الكبيرة في مركز التربية الإسلامية أيضًا سُمِّيت باسم بانيها، مكتبة الشيخ كي كي أبو بكر حضرت، وهي مكتبة تحمل في رفوفها آلاف الكتب الدينية والعربية.

وكان الأستاذ ذا قلم سيّال في الدراسات الدينية، وقد أضاف الشيخ أبو بكر حضرت إلى رفوف المكتبات الإسلامية مقالات متعددة تعالج قضايا ساخنة مختلفة في ولاية كيرالا. وفي سنة 1986م رحل الشيخ قاصدًا حج البيت وزيارة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وفي هذه الرحلة، ظهرت له مقابلة صحفية في جريدة «المسلمون»، وحينما كان الأستاذ عميدًا في كلية محضرية القادرية بكايال فاتانام (Kayalpattanam)؛ طلب منه السيد عثمان صاحب أن يقوم بشرح وافٍ لكتاب فتح المعين. وقد كتب الشيخ حاشية جميلة لهذا الكتاب تحت العنوان «حاشية الملهم». ومما يثير دهشتنا أن الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله- لم يذكر في هذا الكتاب اسم المؤلف؛ لأنه -رحمه الله- كان يحب الخمول وعدم الشهرة.

وكان الأستاذ الشيخ أبو بكر حضرت رئيس تحرير مجلة «المعلم»، وهي المجلة التي لا تزال تصدر لأجل تثقيف المعلمين والمدرسين في ولاية كيرالا. وكان الأستاذ ينشر في هذه المجلة مقالات عربية ذات قيمة تربوية تتكفل بتوعية المعلمين وتثقيف المدرسين بمعايير الجودة الشاملة داخل المدارس المنتسبة إلى SKMBV.

وكان الشيخ يدرك ويعي بأن العالم الجديد الذي نودّ تشكيله يحتاج إلى جيل جديد، وهذا الجيل لا يتكون إلا بطريقة تغير المجتمع نحو الأفضل. ولكي تتحسن الظروف المادية في حياة المعلمين أنشأ الأستاذ الشيخ كي كي أبو بكر حضرت صندوقًا لرفاهية المعلمين. وهذا الصندوق لا يزال يسهّل الصعوبات المالية التي يواجهها المعلمون في ولاية كيرالا.

الرحلة الأخيرة

وبعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والثقافي، ودعَّت الساحة العلمية والدينية في ولاية كيرالا أستاذها ورئيس علمائها الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله-، وتتذكر زوجته بأن الأستاذ كي كي كان يقول في الليلة السابقة لوفاته: «إن شاء الله سأذهب غدًا...»، وقد رجعت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية يوم الاثنين الموافق 6 من شهر رمضان المبارك سنة 1415ه، الموافق لـ6 فبراير سنة 1995م. ودُفِنَ الأستاذ الشيخ كي كي أبو بكر حضرت -رحمه الله- في ساحة المسجد القادري بمدينة تانور.

 

 

أعلى