• - الموافق2025/11/06م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
دبلوماسية الإعمار... وجه آخر لتواطؤ ألمانيا في جرائم الحرب الصهيونية

سلّط موقع "كاونتر بانش" الأمريكي الضوء على الدور الذي يُتوقع أن تلعبه ألمانيا في تنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة

 

البيان/متابعات: سلّط موقع "كاونتر بانش" الأمريكي الضوء على الدور الذي يُتوقع أن تلعبه ألمانيا في تنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة، معتبرًا أن برلين تستعد للقيام بـ"العمل القذر" نيابة عن واشنطن، في إشارة إلى تحملها أعباء إعادة الإعمار المالي والسياسي دون مشاركة فعلية في صنع القرار.

وبحسب التقرير، لا تطرح الولايات المتحدة أو الدولة العبرية فكرة تحمّل مسؤولية تمويل إعادة إعمار غزة، رغم أن الدمار ناجم عن الأسلحة الأمريكية والآلة العسكرية الصهيونية التي خلّفت خسائر قُدّرت بنحو 22 مليار دولار. في المقابل، تضغط واشنطن لتولي أوروبا والدول العربية مهمة دفع فاتورة الأضرار.

وتخطط ألمانيا ومصر لعقد مؤتمر للمانحين، وسط تقديرات بضرورة جمع نحو 80 مليار دولار لإعمار القطاع. غير أن الموقع يشير إلى أن التجارب السابقة لا تبعث على التفاؤل، إذ لم تفِ الدول المانحة بتعهداتها عقب حرب 2014، عندما أعلنت دول الخليج والاتحاد الأوروبي التزامًا بتقديم 3.5 مليار دولار لم يصل معظمها حتى اليوم.

ويؤكد التقرير أن ألمانيا ستتولى دورًا محوريًا في خطة ترامب، بعد إعلانها تخصيص 200 مليون يورو كمساعدات عاجلة لغزة. إلا أن هذا الدور يأتي – بحسب "كاونتر بانش" – في إطار النمط الأوروبي المعتاد الذي يجمع بين المشاركة في التدمير وتحمل كلفة الإعمار.

كما ربط التقرير الدعم الألماني غير المشروط للدولة العبرية بما سماه "الهيمنة الجيوسياسية الأمريكية" أكثر من كونه التزامًا أخلاقيًا نابعًا من إرث الهولوكوست. فقد زادت برلين صادراتها العسكرية للدولة العبرية عشرة أضعاف خلال الحرب، وامتنعت عن دعم قرارات وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، بل وساندت الدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية في مواجهة اتهامات الإبادة الجماعية.

ويرى التقرير أن الدعم الألماني للدولة العبرية كان في الأصل شرطًا للاندماج في المنظومة الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، لكنه اليوم أداة للحفاظ على النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة. فبعد أزمة النفط عام 1973 واعتماد ألمانيا على نفط الخليج، ثم أزمة الطاقة الناتجة عن حرب أوكرانيا، أصبحت برلين أكثر ارتباطًا بمصالح واشنطن في المنطقة.

ويخلص التقرير إلى أن تبعية ألمانيا والاتحاد الأوروبي للسياسة الأمريكية حالت دون تبني مواقف مستقلة من النزاع. فبرغم تصويتها لصالح "إعلان نيويورك" الداعي إلى تنفيذ حل الدولتين، رفضت ألمانيا – إلى جانب إيطاليا – الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، خلافًا لمعظم شركائها الأوروبيين.

ويؤكد الصحفي نيكولاس ديفيز أن بإمكان أوروبا تبني مسار أكثر استقلالًا عبر تفعيل مذكرات الاعتقال الدولية ومساءلة الدولة العبرية عن جرائم الحرب، لكن الإرادة السياسية لم تتوفر، ما سمح لواشنطن بتمرير خطة ترامب دون مقاومة جدية.

 

أعلى