وأشار تقرير للموقع، أول من أمس، إلى تراجع أعداد المهاجرين الناطقين بالروسية إلى إسرائيل، ما أدى إلى انخفاض إجمالي أعداد المهاجرين سنويا، بشكل لا يعوض أعداد الإسرائيليين المغادرين.
ووفق التقرير فإن بيانات دائرة الإحصاء الإسرائيلية تشير إلى أن الأشهر الـ7 الأولى من عام 2025 شهدت قدوم 11314 مهاجرا فقط، بانخفاض نسبته 42% عن عام 2024 و60% عن عام 2023، حين ارتفعت الهجرة بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويؤكد الخبير الديموغرافي سيرجيو ديلا-برغولا أن هذه الاتجاهات في معدلات الهجرة مقلقة.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، كانت روسيا المصدر الرئيسي للمهاجرين، إذ هاجر نحو مليون متحدث بالروسية إلى إسرائيل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن الهجرة انخفضت لاحقا مع تحسن الاقتصاد الروسي، غير أنها قفزت مجددا عام 2022 مع الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ ارتفع العدد من 28000 إلى أكثر من 74000، معظمهم من روسيا وأوكرانيا.
وبحلول عام 2023 وصل نحو 38500 مهاجر إلى إسرائيل، لكن العدد انخفض إلى 22000 في عام 2024، ثلثاهم من دول الاتحاد السوفييتي السابق. وفي 2025 شكّل هؤلاء أكثر من نصف القادمين إلى إسرائيل.
ويرى ديلا-برغولا أن دوافع هؤلاء المهاجرين تختلف عن دوافع المهاجرين الغربيين، إذ ترتبط أسباب هجرتهم غالبا بالهروب من الحرب والأزمات الاقتصادية، لا بالصهيونية أو معاداة السامية، ما يستلزم تحليل بياناتهم بشكل منفصل لفهم الاتجاهات العامة للهجرة.
وخلال عام 2024 ارتفعت الهجرة إلى إسرائيل من الدول غير الناطقة بالروسية بنسبة 47%، إذ وصل العدد إلى نحو 11000 مهاجر مقارنة بنحو 7500 مهاجر في 2023، مع توقعات بتجاوز العدد 10000 في 2025.
وارتفع عدد المهاجرين القادمين من الولايات المتحدة من 3000 إلى 3200 في 2024 مع توقع بوصول الأعداد إلى 4000 في 2025.
ويصف الباحث سيرغيو ديلا-برغولا هذا الوضع بأنه تحول تاريخي مهم، إذ اعتادت إسرائيل، باستثناء فترات محدودة في الخمسينيات والثمانينيات، تسجيل معدلات هجرة إيجابية.
ويتوقع استمرار هذا العجز في عام 2025، رغم أن الأرقام الرسمية لم تصدر بعد، حيث يرى خبراء أن هذه الموجة ترتبط بالأوضاع السياسية والأمنية الداخلية، وخصوصا بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.