البيان/وكالات: عادت قضية نتائج المؤتمر العام الـ38 لحزب الشعب الجمهوري إلى واجهة الجدل السياسي في تركيا، بعدما أصدرت النيابة العامة لائحة اتهام تطال شخصيات بارزة في الحزب بتهم تتعلق بتزوير الانتخابات الداخلية.
وقد أسفرت الجولة الثانية من التصويت الداخلي عن فوز أوزغور أوزال برئاسة الحزب، بعد حصوله على 812 صوتا مقابل 536 صوتا لمنافسه كليجدار أوغلو، ليصبح بذلك ثامن رئيس للحزب منذ تأسيسه.وأعلنت النيابة العامة في أنقرة في الأيام الماضية استكمال تحقيقاتها بشأن ما وصفته بـ"وقائع تلاعب وتزوير" شابت مجريات المؤتمر العام الـ38 لحزب الشعب الجمهوري، وأعدّت لائحة اتهام تطال 12 من قيادات الحزب وكوادره، في مقدمتهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وتتهم اللائحة هؤلاء الأشخاص بارتكاب مخالفات أثرت على نتائج انتخابات رئاسة الحزب خلال المؤتمر، وتطالب النيابة بإنزال عقوبات بالسجن تتراوح بين عام و3 أعوام، إضافة إلى فرض حظر سياسي عليهم طوال فترة العقوبة، وذلك بموجب المادة 112 من قانون الأحزاب السياسية التركي.وتنصب التهم الرئيسية على تزوير الأصوات وتقديم رِشى انتخابية لضمان فوز أوزغور أوزال برئاسة الحزب. ووفق ما ورد في اللائحة، يُتهم إمام أوغلو -الذي ترأس جلسات المؤتمر بصفته رئيسا له- بالتواطؤ مع آخرين لتقديم "منافع" مباشرة لعدد من المندوبين مقابل التصويت لصالح أوزال.
وتضيف النيابة أن المشتبه بهم طالبوا بعض المندوبين بتوثيق تصويتهم عبر تصوير أوراق الاقتراع بهواتفهم، كما نشروا أنباء مغلوطة عن انسحاب كليجدار أوغلو من الجولة الثانية من التصويت، في محاولة للتأثير على إرادة الناخبين داخل المؤتمر وضمان فوز المرشح المدعوم.
وشملت قائمة المتهمين شخصيات بارزة في الحزب، من بينهم رئيس بلدية إزمير جميل طوغاي، ورئيس بلدية بشكتاش السابق رضا أكبولات (الموقوف على ذمة قضية منفصلة)، إلى جانب عدد من مسؤولي الحزب الحاليين والسابقين.
واعتبر رئيسه الحالي أوزغور أوزال أن القضية تمثل محاولة مكشوفة لفرض "وصاية قضائية" على الحزب.وقال أوزال خلال كلمته أمام الكتلة النيابية لحزبه في البرلمان، إن الرئيس أردوغان يسعى "لاختطاف الإرادة السياسية للحزب عبر أدوات القضاء"، متعهدا بعدم السماح بما وصفه بـ"تنصيب وصي على حزب أسسه مصطفى كمال أتاتورك".
وفتح قرار القضاء بقبول لائحة الاتهام الباب أمام سلسلة من السيناريوهات القانونية والسياسية التي قد تترك أثرا عميقا على مستقبل حزب الشعب الجمهوري وموقعه ضمن خارطة المعارضة التركية. ومن المنتظر أن تنظر محكمة أنقرة الجنائية الابتدائية في القضية بجلسة محددة في 30 يونيو الجاري.في السياق، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو، أن السيناريو الأكثر تشددا يتمثل في إصدار حكم بإبطال نتائج المؤتمر، وهو ما يعني عمليا عزل أوزغور أوزال من رئاسة الحزب، وفتح الباب أمام تعيين "وصي إداري" من قبل المحكمة لتولي إدارة الحزب مؤقتا إلى حين الدعوة لمؤتمر انتخابي جديد.