• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الإخطبوط العلماني في تونس

الإخطبوط العلماني في تونس

 
 

حضور أصحاب التوجه الرأسمالي – العلماني قويا اليوم في المشهد السياسي والاجتماعي  بتونس، حيث تظهر سيطرتهم على الخارطة السياسية بعد وصولهم للسلطة و تنفيذ أجنداتهم بتوجيه حربا ممنهجة نحو الإسلاميين وبث سمومهم عبر وسائل الإعلام المحلية.

إبان الثورة، ولئن تزعمت حركة النهضة الخارطة السياسية معلنة عن فوز الإسلاميين في انتخابات المجلس التأسيسي، فإن الوضع تغير بمجرد نشأة تكتل حزبي يحمل عدة توجهات متحالفة، بين العلمانيين واليساريين ومجموعة من رجالات النظام السابق للرئيس المخلوع بن علي .

وفي هذه الأثناء بدأت طموحات التيار العلماني أكثر تصاعدا، ببناء دولة جديدة على نمط علماني من خلال ثقافة الغرب التي تغزو الرأي العام التونسي .

فالحضور القوي للعلمانيين يظهر من خلال سيطرتهم على وسائل الإعلام ومؤسسات رصد الإحصاء ومكانة كل طرف، والتي تلعب دورا مهما في صناعة الرأي العام، وسيطرتهم على جوانب الحياة السياسية والإجتماعية، وظهور ما يعرف بالجمعيات الثقافية المدافعة على البرامج العلمانية كالجمعية الثقافية للدفاع عن اللائكية، والتمويلات الكبيرة التي يتلقونها من مختلف الدول وتواجد مجموعة كبيرة من رؤوس الأموال ورجال الأعمال الذي يدعمون هذا الفكر و التوجه، وهو ما يؤكد النفوذ الكبير الذي أصبحت تمتلكه الرأسمالية-العلمانية .

دعم الثورة المضادة

قال الدكتور راغب السرجاني " إن داعمي الثورة المضادة بتونس والإنقلاب على شرعيتها هم العلمانيون الذين استغلوا الظرف المتدني للأوضاع، للتحالف و تعطيل مسار الثورة بتونس ".

فسياسيا يعد حزب نداء تونس هو أحد أبرز مراكز القرار العلماني بتونس إثر تشكله بدعم خارجي لمواصلة الأهداف الغربية الساعية إلى تجذر التيار العلماني، وبشخصيات عرفت منذ السابق بدعمها لهذا التيار على غرار الطيب البكوش، الباجي قائد السبسي، محسن مرزوق، ولزهر العكرمي . كذلك أحزاب أخرى تتبنى التيار العلماني منها القوى اليسارية و الليبرالية منها حزب الجبهة الشعبية اليساري و أحزاب أفاق تونس والحزب الوطني الحر لمؤسسه رجل الأعمال سليم الرياحي صاحب النفوذ المالي .

فالثورة المضادة حققت فوز كاسحا خلال الانتخابات الأخيرة لصالح أصحاب التوجه العلماني و الرأسمالية التي يتحكم فيها قلة من رجال الأعمال المحسوبين على النظام الحالي .

وفي دراسة قصيرة نشرت للمؤلف توفيق المديني بموقع شمال أفريقيا للدراسات والتحليل، أكد كون الرأسمالية العلمانية هي أحد العوامل القوية في تمسك واستمرار الأنظمة الديكتاتورية الراهنة في بعض الأقطار، وهي تتعارض أساسا مع مشروع الديمقراطية الذي هو رهن النشأة وأستغل الأوضاع لإعادتهم للحكم وتونس مثالا "

ولعب العلمانيون دورا سلبيا في مسار العدالة الانتقالية والانقلاب على شرعية الثورة التونسية، بعد أن تراجعت مكانتهم لصالح الإسلاميين الذين أتت بهم رياح الثورة، عبر اعتماد طرق تعطيل الحياة بشكل تام والتشجيع على الإضرابات لخلق أزمة شاملة لمختلف جوانب حياة التونسيين وخاصة منها الأمنية والاقتصادية التي تهم الناس بصفة مباشرة، وما اعتصام باردو في شهر رمضان في السنة الماضية إلا دليل على التحالف العلماني – اليساري لتغيير مسار الثورة كليا والانقلاب على شرعيتها، والأحزاب المنتشرة في تونس والظاهرة عبر الإعلام المحلي هي أحزاب علمانية ويقودها مجموعة من رجال الأعمال الرأسمالية أصحاب النفوذ المالي الكبير.

العلمانية و مواجهة الصحوة الإسلامية

 تسعى الرأسمالية العلمانية إلى مواجهة الصحوة الإسلامية عبر تمرير الثقافة المعادية لنمط عيش التونسيين وتمويل الأحزاب ذات البعد العلماني و محاربة الاتجاه الإسلامي في وقت عرفت فيه تونس صحوة إسلامية سرعان ما دبرت لها المكائد نتيجة الغزو العلماني الغربي .

وهناك عديد المؤسسات والجمعيات المتخصصة في المساهمة في نشر التوجه العلماني وتقوية حضوره بالبلاد، بنشر سبر أراء واستفتاءات وطنية تشجع على الثقافة العلمانية وتساهم في تكريس الرأسمالية، على غرار شركة سيكما كونساي الأكثر شهرة في تونس لصاحبها حسن الزرقوني من فلول النظام السابق للمخلوع بن علي .

على المستوى الإعلامي، يظهر التواجد و الحضور الأقوى لوسائل الإعلام خاصة التلفزيونية ذات النمط الغربي والعلماني خاصة وأن أصحابها من هذا التوجه، حيث يوجد في تونس فقط قناتين ذات توجه ديني و هما الإنسان والهداية مقابل أكثر من 10 قنوات تركز في برامجها على المسلسلات والبرامج الهابطة .

وقال المحامي ومستشار وزارة العدل سابقا خلال حكم الترويكا فوزي جاب الله " الإعلام يعتبر سلاح حقيقي للتستر على المجرمين والفاسدين وهو قائم على رأس مال علماني يهدف أساسا لخدمة المصالح الغربية " .

ويبدو المشهد سيتواصل على حاله و سيتسارع نفوذ وحضور العلمانيين بتونس في صورة ما تواصل تشويه الإسلاميين والدعم الخارجي لهم في المواجهة .

حيث تضاعفت عمليات التحريض على الإسلاميين بمختلف توجهاتهم خاصة شباب الصحوة الإسلامية، وشباب التيار السلفي الذي عرف هجمات مسترسلة، مما أدى إلى حل تيار أنصار الشريعة واتهامه بالإرهاب والاغتيالات السياسية دون أي دليل واضح .

 

 

 

 

 

 

 

أعلى