• - الموافق2024/11/22م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
شهداء القدس يطلقون انتفاضة ثالثة

شهداء القدس يطلقون انتفاضة ثالثة



اشتعلت ذروة المواجهات بين الفلسطينيين في القدس المحتلة والإحتلال الصهيوني لتصل إلى أبعد نقاط توهجها وذلك بعد الهجمات المركزة من قبل مستوطني الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك التي أسفرت عن سقوط العشرات من الجرحى داخل المسجد الذي أشعل الاحتلال فيه النيران فيه مراراً وتكراراً خلال الأسبوع الأخير بينما تواصلت الإقتحامات من قبل المستوطنين لكافة جنباته.

وأينما نظرت في القدس تجد مئات الجنود الصهاينة المدججين بكافة أنواع الأسحلة المحرمة دولياً والموجهة بالأساس للمدنيين فيما منع الإحتلال المصلين من الدخول للأقصى لأداء الصلاة فيه.

جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك دفعت بالفلسطينيين للتأسيس لانتفاضة فلسطينية ثالثة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المضطهد و الأقصى الجريح عبر القيام بسلسلة ردود على جنود الإحتلال وإن كانت عفوية بأغلبها.

عمليات طعن وإطلاق نار

ففي السبت الأخير ساعات قليلة فصلت بين استشهاد الشاب مهند الحلبي 19 عامًا منفذ عملية الطعن الأخيرة في القدس المحتلة التي أسفرت عن مقتل صهيونيين وجرح ثلاثة آخرين وبين الشهيد فادي علوان الذي طعن أحد الجنود الصهاينة بطعنات قاتلة وسط القدس المحتلة.

ويظهر شريط فيديو استشهاد علوان بعد أن أطلقت قوات الاحتلال عليه 7 طلقات نارية أدت إلى استشهاده على الفور، كما يتضمن مقطع الفيديو اعتداء الصهاينة على جثمان الشهيد بالضرب والشتم والسحل وهو ملقى على الأرض دون أن تحرك قوات الاحتلال ساكنا وسط هتافات الموت للعرب".

وجاءت هذه العملية بعد ساعات قليلة من عملية الشهيد مهند الحلبي والتي قتل فيها صهيونيان وأصيب اثنين آخرين بجروح في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة نفذتها باستخدام سكين، ومن ثم حصل على سلاح أحد الصهاينة وأجهز على الآخرين وقد استشهد منفذ العملية إثر إطلاق قوة عسكرية صهيونية النار عليه.

الفصائل الفلسطينية تبارك

بدوره قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن عملية القدس تعد البدايات الأولى لاندلاع انتفاضة ثالثة وتمثل حالة عارمة من الغضب للشعب الفلسطيني.

وأكد رضوان في تصريحات متلفزة، أن جرائم الاحتلال والتنسيق الأمني ضد شعبنا لن تكسر إرادة الصمود والثبات لدى أبناء شعبنا.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس يعد المخزون للمقاومة، قائلاً: " المقاومة رغم التنسيق قادرة على الإبداع والتكيف مع الظروف والانتقام من العدو".

كما حذر العدو من المساس بالأقصى المبارك، مؤكداً أنه لا أمن ولا أمان ولا استقرار للاحتلال الصهيوني طالما أن المسجد الأقصى في خطر.

وأضاف رضوان مخاطباً الأمة العربية والإسلامية،" نحن لا نحتاج للرجال لأجل الدفاع عن الأقصى المبارك بل نحتاج لدعمكم السياسي والمادي والمعنوي وهناك من الشباب أمثال مهند حلبي من يدافعوا عن الأقصى".

من ناحيتها باركت ألوية الناصر صلاح الدين عملية الطعن البطولية في القدس المحتلة، وأكدت أنها تأتي في إطار الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال ومغتصبيه ضد شعبنا ومقدساته.

 وقال أبو مجاهد الناطق الإعلامي باسم الألوية، إن "العمليات النوعية أربكت حسابات العدو وجعلته في حيرة من أمره بعد ظنه بأنه استطاع إخماد عمليات المقاومة من خلال السيطرة على القدس والضفة".

 وأضاف " شعبنا الفلسطيني قادرُ على أن يقلب الطاولة على قادة الاحتلال وأن يصنع من دمائه بصمات عز وفخرٍ نصرة للأقصى المبارك".

 ومن جهته أكد المتحدث بإسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داود شهاب أن هناك قرار لدى كافة كوادر الحركة في الضفة والقدس بالرد على جرائم المستوطنين.

وقال شهاب إن الجهاد دعت جماهير الشعب الفلسطيني عامة وعناصرها خاصة في مناسبات كثيرة لإعلان النفير والرد على الجرائم، والأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح أعلن ذلك صراحة مؤخراً.

كما باركت كتائب شهداء الأقصى “جيش العاصفة” الذراع العسكري لحركة “فتح”عملية القدس معتبرة في بيان لها، أن العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتكررة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وانتهاك حرمة مقدساتنا في مدينة القدس

ودعت الكتائب أهالي القدس وكل المدن إلى التصدي للهجمات البشعة التي يشنها المستوطنون ضد المدينة المقدسة.

وعبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن فخرها واعتزازها بالعملية، مؤكدة أنها إثبات على أن إرادة شعبنا أقوى من جبروت الاحتلال ومن إجراءاته.

ورأت الجبهة في تصاعد وتيرة العمليات الفلسطينية ضد الاحتلال والمستوطنين سواء الفردية منها أو المنظمة، تأكيد على أن شعبنا مصمم على التصدي والرد على جرائم الاحتلال.

اقتحام الأقصى وتعطل التعليم

وعقب العملية، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، واعتقلت نحو أربعين شخصا من المرابطين داخله واعتدت عليهم، بعد أن احتجزت بطاقاتهم وأجبرتهم على الخروج إلى خارج ساحاته باتجاه باب العمود.

كما اعتدى جنود الاحتلال على مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني خارج باب السلسلة بعد خروجه من الحرم.

 وفرضت قوات الاحتلال طوقاً أمنياً مشدداً على مختلف مداخل ومخارج المسجد الأقصى المبارك ومنعت من هم دون سن الخمسين عاماً من دخوله كما طردت المرابطات من النساء من داخل الحرم واعتقلت العديد منهن بعد اعتداءات عنيفة.

وأدت الإجراءات الصهيونية إلى تحول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، نصبت فيها عشرات نقاط التفتيش ومئات الحواجز.

ويقوم المستوطنين بتنفيذ اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك تحت ذرائع دينية بحته تتركز الاعتداءات فيها المسجد القبلي بالأقصى بينما تواصلت الأنفاق الصهيونية أسفل الأقصى.

وعلى أثر العدوان الصهيوني الأخير على الأقصى أعلنت مديرية التربية والتعليم الفلسطينية تعليق الدوام في كافة مدارس القدس المحتلة.

وفي بيان لها أكدت الوزارة أن التعليق شمل البلدة القديمة في القدس التي تتضمن المسجد الأقصى المبارك ومحيطها بسبب إجراءات الاحتلال الصهيوني واعتداءات المستوطنين.

وتبع تعليق الدراسة إعلان القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة والحراك الشبابي الشعبي الإضراب الشامل في المدينة، نصرة للأقصى وحدادا على أرواح الشهداء.

نتنياهو يفقد السيطرة

وتعقيباً على ما حدث ويحدث في القدس عشية العمليات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الصهاينة. هاجم أعضاء من الكنيست الصهيوني من الائتلاف الحكومي والمعارضة رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، مطالبين إياه بالمزيد من القمع وتوفير خطة لمكافحة النضال الوطني الفلسطيني واستعادة الأمن للمستوطنين في القدس.

وأعلن مكتب نتنياهو عقد اجتماعا أمنيًا بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية والجيش ووزير الأمن، كما أعلن عن عقد جلسة للمجلس الوزاري الصهيوني في أشارة لاتخاذ خطوات أشبه بالحرب.

وهاجم أعضاء في المعارضة نتنياهو، وقال زعيم المعارضة ورئيس “المعسكر الصهيوني”، يتسحاك هرتسوغ، إن “نتنياهو فقد السيطرة على أمن مواطني إسرائيل والقدس…”، وأن حكومته فشلت في “معالجة الأمن وفي المهمة الوطنية بالحفاظ على أمن وسلامة القدس.

وأضاف: "لا يمكن تحقيق الأمن لإسرائيل من خلال الخطابات والكلام ليس لدى الحكومة خطة لمحاربة الفلسطينيين” وأن إسرائيل أمام انتفاضة ثالثة.

بدوره هاجم زعيم حزب “يسرائيل بيتينو” المعارض، أفيغدور ليبرمان، نتنياهو واكتفى بكتابة خمس كلمات على حسابه في فيسبوك: “هكذا يبدو فقدان السيطرة والردع”.

أما رئيس حزب “يش عتيد” المعارض، يئير لبيد، فقد حمل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مسؤولية التطورات الأخيرة، وقال إنها “نتيجة مباشرة للتحريض الذي يقوده أبو مازن”. وأضاف أن “هذه الحكومة فشلت في توفير الأمن لمواطني دولة إسرائيل… هذه حكومة منشغلة بصراعات داخلية بدل توفير الأمن للسكان”.

ولم يوفر أعضاء حزب “البيت اليهودي” الشريك في الائتلاف الحكومي انتقاداتهم لنتنياهو.. فقد طالب رئيس الحزب والوزير نفتالي بينيت الحكومة في أعقاب مقتل المستوطنين من إيتمار الحكومة دعم الجنود في الضفة الغربية والشروع الفوري في ببناء مستوطنة جديدة وإعادة اعتقال محرري صفقة الوفاء للأحرار (صفقة شاليط).

فشل عملية أوسلو للتسوية وانهيار المفاوضات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لم يكن فقط أحد العوامل التي أدت لانهيار القبضة الأمنية للسلطة والاحتلال بالضفة بل أن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك أدت إلى انهيار تراكمي للتسوية ودفعت بالشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وللرد على جرائم الاحتلال.

أعلى