• - الموافق2025/10/22م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أفتطمعون!!

طمع المسلمين في رضا اليهود وهم، فطبعهم الغدر والخيانة ولن يرضوا إلا بترك المسلمين دينهم كاملاً؛ لذا على الأمة أن تترك هذا السراب الخاديع وتستقل بمشروعها الحضاري، وتستعيد عزتها بالقوة والبناء لا بالتسول والتفاوض.


الطمع في الشيء يعني ترقُّب حصوله، ويعني -من جهةٍ أخرى- أنه ممكن الحصول في ذاته، وليس بعيدَ المنال، فضلًا عن أن يكون مستحيلًا.

فما يستحيل حصوله لا عَقْل لمن يطمع فيه! ولا لُبّ لمن يرتقبه.

ويستنكر ربنا -سبحانه وتعالى- طَمَع المؤمنين في الوصول مع اليهود إلى أيِّ حلّ! لأيّ قضية! في أيّ وقت! مقابل أيّ ثمن! فخُلُقهم الغَدْر، وطَبعهم النَّكْث، ودَيْدَنهم الخيانة، فما لم نترك ديننا جملةً وتفصيلًا، ونتّبع ملتهم، ونكون لديهم في درجة ثالثة أو رابعة، ضمن القطيع المرضي عنه! وإلا فلن يتقبّلونا بأيّ صورة أو شكل.

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} [البقرة: 75]! استغراب شديد أن يستجيبوا لنا فيتّبعوا ديننا، وهم الذين حرَّفوا دينهم نفسَه! وبدَّلوا وغيَّروا، وفق أهوائهم ورغباتهم ومصالحهم الدنيوية قصيرة المدى.

إنهم لو كانوا سيقبلون دينكم لكانوا قَبِلوا دينهم ورضوه وحافظوا عليه! لكنّهم هم الذين مزَّقوا دينهم إرَبًا، وهيَّأوا أنفسَهُم لجهنم حطبًا، وامتدّت أيديهم الآثمة الغادرة إلى كُتُبهم بإخفاء ما لا يُعْجِبهم تارةً، وبالتحريف أخرى، وبالتبديل ثالثة.

فهل يَعقل اللاهثون خلف بني إسرائيل؛ طلبًا لرضاهم، أنهم يَركضون نحو سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا!

هل يُدركون أنهم يَرُومون تناوُش الجزرة المُعلَّقة أمامهم في العصا المربوطة فوق أدمغتهم!! فهم يركضون طلبًا لها، وهي تهرب أمامهم بنفس السرعة!

ألَا يُصَدّقون ربّ العالمين! ألا يَكُفُّون عن التجارب البليدة، التي يترقّب فيها صاحبها نتيجةً مختلفةً مع سلوك الخطوات نفسها!

اسْتمِع لتأكيدات ربّ العالمين، الأعلم بما تُكِنُّ الصدور؛ {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].

ألا يعلمون أن اليهود هم الأشد عداوةً لهذه الرسالة المباركة -حتى من المشركين!-؛ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]؛ بدأ بهم قبل المشركين!

لقد بلغ بهم القُبْح والوقاحة أن صحَّحوا دين المشركين على دين المسلمين؛ {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51].

هل في الدنيا عَفَنٌ ونَتَنٌ أقذر من هذا العفن والنتن الذي يدور في دماغ كلّ يهودي نحو الله -تبارك وتعالى- ونحو أنبيائه! {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181]؛ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64]، ووصفوا الأنبياء -عليهم السلام- بأقبح الرذائل، وقتلوا مَن قدروا على قتله؛ {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]؛ فما عسى أن تكون منزلة من دونهم في دماغ اليهودي؟!

إن القرآن الكريم يفتح أمام عينيك دماغ كلّ يهودي، لترى فيه مكانك الصحيح، بكل وضوح وصدق! فمن أنتَ عندهم؟! وماذا تكون في تصوراتهم؟! {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران: 75].

إنهم هم الذين مَاحَكُوا رسولَهم في بقرة! ومارَوْهُ في دخول قرية مكتوبة لهم! ورفضوا إيمانهم بنبوة رسولهم ما لم يُرِهِم اللهَ جهرةً! ورفضوا السمع والطاعة حتى نُتِقَ الجبلُ فوقهم كأنه ظُلّة! وتحوَّلوا للشرك بعبادة عجل، بمجرد أن تَوارى عنهم نبيهم -عليه السلام- أيامًا قلائل! إنهم هم الذين هُرِعوا لطلب إله جديد، بعد أن أنقذهم الله من بطش فرعون بآية باهرة!

فهل تغيَّرت تلك النفوس؟! وهل تَطَهَّرت تلك العقول من هذه الأدناس والأرجاس؟!

اسأل الذين تعاقبوا على الجلوس إليهم طوال سبعين سنة! بماذا رجعوا غير الخيبة والذلة والمهانة... وكانوا أحقر عند حُنَيْن من أن يُكْسِبهم خُفَّيْهِ ليعودوا بها!

ألَا مَن يشتري سهرًا بنَوْمِ

سَعِيدٌ مَن يَبيتُ قَريرَ عَيْنِ

إنّ على الأمة الجادة أن تتجاوز عتبة الأنذال، وتشقّ طريقها نحو التميُّز والاستقلال، وتنفض عنها غبار الذلة والهوان، وتأخذ بأسباب القوة والبناء، ونشر النور في العالم.

وإن على كل مسلم حِملًا من هذا؛ أن يبذل وُسْعه، فإنه مسؤول بين يدي الله تعالى.

 

أعلى