عاصم منير رئيس المخابرات الباكستانية السابق قائدًا للجيش، في أجواء يحوطها نزاع مستعر بين رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف وسلفه عمران خان، فمن هو هذا القائد الجديد للمؤسسة العسكرية ذات النفوذ السياسي الهائل والترسانة النووية في باكستان؟
تاريخيًا، يحظى الجيش في باكستان بنفوذ سياسي هائل حيث حكم البلاد على مدى نصف
تاريخها الممتد منذ 75 عامًا، كما يشرف على البرنامج النووي وبرامج تطوير الصواريخ
والأسلحة، وهو منخرط أيضا في مواجهة مسلحين محليين وأجانب منذ عام 2001م منذ أن
أصبحت باكستان حليفة للولايات المتحدة فيما يُعرف بالحرب على الإرهاب، ومع انتهاء
فترة ولاية قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا التي امتدت لـ 6 سنوات، وقع
الاختيار على الفريق سيد عاصم منير ليحل محله ويصبح هو قائد الجيش السابع عشر في
البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1947م مقابل نحو 30 رئيس وزراء خلال نفس
الفترة، قال وزير الدفاع خواجة محمد آصف عن تعيين منير قائدًا للجيش إنه "يستند إلى
الجدارة والقانون ووفقا للدستور، كما أنه سيساعد بلدنا واقتصادنا على العودة إلى
المسار الصحيح، حيث أن كل شيء الآن في طريق مسدود"، مؤكدًا أنه يأمل ألا يصبح تعيين
منير مصدرًا للجدل والخلافات.
سـهم مسـتقيم
الفريق عاصم منير هو خريج مدرسة تدريب الضباط وهو من نفس دفعة الجنرالات الحاليين
المتخرجين من الأكاديمية العسكرية الباكستانية (أبوت آباد)، بكل
المقاييس
يعتبر منير ضابطًا بارزًا وقد وصفه الكاتب الباكستاني شجاع نواز، مؤلف كتاب
"Crossed Swords" الذي يتناول فيها الدور الداخلي بالتفصيل للجيش الباكستاني، بأنه
"سهم مستقيم"،
كان منير
قائدًا في قيادة قوة المناطق الشمالية (FCNA)
وهي قوة تابعة للفيلق (X) الذي كان يقوده باجوا في تلك الأثناء، وتخرج منير أيضا من مدرسة
فوجي للقيادة والأركان باليابان، وكلية القوات المسلحة الماليزية بكوالالمبور
وجامعة الدفاع الوطني في إسلام أباد، وهو حاصل على ماجستير في السياسة العامة
وإدارة الأمن الاستراتيجي من جامعة الدفاع الوطني، وقد خدم في خارج البلاد لفترة من
حياته، كانت بعضها في المملكة العربية السعودية.
تدرج منير في مناصب رئيسية في المؤسسة العسكرية، حيث تم تعيينه كقائد للإمداد العام
بالجيش وقائد لطاقم التوجيه في كلية القيادة والأركان، ورئيس أركان فيلق مانجلا،
كما تولى قيادة الفوج 23 من قوات الحدود، كما خدم كرئيس للمخابرات العسكرية في
أوائل عام 2017م، واستمر في هذا المنصب لمدة 21 شهرًا، وفي أكتوبر 2018م تولى أيضا
رئاسة وكالة الاستخبارات الباكستانية، وهو أول قائد للجيش يرأس كلا من المخابرات
العسكرية والاستخبارات الباكستانية معا، لكن فترة توليه لوكالة المخابرات
الباكستانية كانت هي الأقصر على الإطلاق بعدما أقاله باجوا بناءً على طلب رئيس
الوزراء آنذاك عمران خان، وقيل حينها إن خان كان غاضبًا من منير بعد أن ورد أنه
أبلغ بعض الجهات الرسمية بأن عائلة زوجة خان متورطة في ممارسات فساد، لاحقًا قام
الجنرال باجوا بتعيين منير كقائد فيلق جوجرانوالا، ومن هناك انتقل إلى منصبه الحالي
كقائد للجيش بدلًا من باجوا.
|
يعتبر
منير ضابطًا بارزًا وقد وصفه الكاتب الباكستاني شجاع نواز، مؤلف كتاب "Crossed
Swords" الذي يتناول فيها الدور الداخلي بالتفصيل للجيش الباكستاني، بأنه
"سهم مستقيم"، |
في ظل هذه الأوضاع الملتبسة والنزاعات السياسية على السلطة كان تعيين القائد الجديد
للجيش مثيرًا للجدل ومشحونًا سياسيًا، حيث أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف وشقيقه
رئيس الوزراء السابق نواز شريف (الذي يعيش في المنفى الذاتي في لندن ويتم استشارته
كثيرًا في عمل الحكومة) أنه تم اتباع مبدأ الأقدمية بدقة في التعيين، وهو ما انتهى
بتعيين منير في النهاية كقائد توافقي للجيش الباكستاني، ولم تفلح محاولة أنصار خان
من خلال التعويل على الرئيس عارف علوي، عضو حزب "تحريك إنصاف" الذي يتزعمه خان،
لعرقلة تعيين منير، لأن توقيع الرئيس على التعيين هو مجرد إجراء شكلي.
مهمـة صعبـة
ينظر إلى قائد الجيش الباكستاني على نطاق واسع على أنه الحاكم الفعلي للدولة
الواقعة في جنوب آسيا ويبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، سيبدأ منير دوره الجديد وسط
نزاع مرير بين رئيس الوزراء وسلفه السابق، حيث يريد الأخير إقامة انتخابات مبكرة
وتنحي شهباز شريف الذي وصل إلى السلطة عبر تصويت بحجب الثقة في البرلمان في أبريل،
لكن شريف يصرّ على أن الانتخابات المقبلة ستُجرَى كما هو مقرر في عام 2023م، ثمة
خلاف آخر كبير بين خان وقائد الجيش السابق قمر جاويد باجوا، فبالرغم من أن خان هو
من مدد فترة ولاية باجوا في عام 2019م على أمل الاستمرار في مواجهة التوتر المتزايد
مع الهند، إلا أن الخلافات دبت لاحقًا بين الرجلين حول تعيين رئيس مخابرات جديد في
البلاد بدلاً من الجنرال فايز حميد، وقد استمرت هذه الخلافات حتى تمت الإطاحة بخان،
ومنذ ذلك الحين يتهم خان باجوا بالتآمر مع الولايات المتحدة لإسقاط حكومته، وهي
تهمة نفتها واشنطن وشريف والجيش مرارًا وتكرارًا، كما وصفها باجوا في خطاب متلفز
بأنها "رواية كاذبة".
سعى خان للتأثير على تعيين القائد الجديد للجيش، إذ يريد على ما يبدو أن يحظى بولاء
قائد الجيش كي يساعده من وراء الكواليس على استعادة السلطة، وبعد أيام من إعلان
منير كقائد جديد للجيش، عقد خان أول تجمع عام له بعد محاولة اغتياله في وقت سابق من
هذا الشهر ليعلن عن نهاية مسيرة أنصاره الطويلة في جميع أنحاء البلاد، كما أعلن أن
أعضاء حزبه سيستقيلون من المجالس التشريعية الإقليمية في محاولة لإجبار الحكومة
الحالية - وربما قائد الجيش الجديد - على الدعوة إلى انتخابات مبكرة، حيث يتمتع خان
بشعبية بين الدوائر الأساسية للجيش كما أنه لديه ما يكفي من الدعم الشعبي على خلفية
برنامجه السياسي المناهض للفساد والمناهض للولايات المتحدة لاكتساح الانتخابات
المقبلة، ومع ذلك فإن تعيين منير ـ وعلى الرغم من أنه ليس اختيار خان ـ قد يوفر
فرصة صغيرة لخان للحصول على تسوية مع المؤسسة العسكرية، إن لم تكن مصالحة شاملة،
لكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان منير سيغير مساره ويذعن لمطالب خان بالكامل.
تحـديـات داخليـة
يعتبر الجيش الذي يبلغ قوامه 500 ألف جندي على نطاق واسع هي المؤسسة الباكستانية
المهيمنة داخليًا، وهو ما يجعله في مواجهة تحديات داخلية رئيسية، أهمها:
1ـ التدخل في السياسة:
انغمس الجيش الباكستاني في التدخل غير الدستوري في السياسة الداخلية لمدة 70 عامًا،
وهو ما عرّض المؤسسة العسكرية لانتقادات علنية شديدة من وقت لآخر، وبينما كان باجوا
يعطي لمنير عصا القيادة الرمزية خلال حفل متلفز على المستوى الوطني في مدينة
روالبندي حيث يوجد مقر الجيش، واصل الجنرال المنتهية ولايته والبالغ من العمر 62
عامًا طمأنة الأمة الباكستانية حول دور الجيش في الحياة السياسية، مؤكدًا أن الجيش
تحت قيادته قرر في أوائل العام الماضي إجراء مداولات حول عدم تدخله مرة أخرى في أي
مسألة سياسية في المستقبل، لكن لا يزال نهج منير في الخلاف السياسي العالق بين شريف
وخان غير واضح، صرح الجيش حتى الآن علنًا أنه لن يلعب دورًا في السياسة، مما يعني
أن الأمر متروك للحكومة لحل أي قضايا سياسية، لكن المحللين لا زالوا متشككين بشأن
ما إذا كان منير يستطيع الوفاء بتعهدات سلفه أو احتمالات أن يصبح الجيش الباكستاني
مؤسسة غير سياسية.
وسيكون على منير أيضا الدفاع عن الجيش نفسه ومحاولة استعادة الثقة فيه بعد أشهر من
الانتقادات العلنية الشديدة من خان وحزبه ضد المؤسسة العسكرية، وهذه مهمة ذات
أولوية كبيرة لكون الجيش عنصرًا مركزيًا في صنع القرار الوطني وهو الوحيد
صاحب النفوذ لإدارة المصالح السياسية والعرقية والاقتصادية المتنافسة لباكستان،
وبالرغم من تبني البلاد لما يسميه علماء السياسة بالنموذج الهجين الذي يمزج بين
السياسة الانتخابية المدنية والحكم العسكري منذ أن تنحي آخر حاكم عسكري، وهو
الجنرال برويز مشرف، في عام 2008م، لكن ظلت بصمة الجيش واضحة في كل المجالات
الداخلية والخارجية.
2ـ حركة طالبان باكستان:
ستكون إحدى التحديات الرئيسية التي يواجهها قائد الجيش الجديد أيضا هي كيفية الرد
على تهديدات من حركة طالبان الباكستانية المعروفة باسم "TTP"، وهي جماعة حليفة لحركة طالبان الأفغانية التي استولت على السلطة في
أفغانستان منذ أكثر من عام بعدما انسحبت القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، سيكون
منير مطالبًا بوضع خطة ناجعة لمواجهة الحركة التي ظهرت في باكستان منذ عام 2007م
وأمرت مقاتليها مؤخرًا باستئناف الهجمات في جميع أنحاء باكستان بينما لا يزال يختبئ
كبار قادتها ومقاتلوها في أفغانستان، لم تنجح سلسلة العمليات التي بدأها الجيش منذ
أشهر ضد مسلحي الحركة لطردهم من المناطق القبلية الشمالية الغربية السابقة المتاخمة
لأفغانستان، كما فشلت محادثات السلام معها والتي أجريت في وقت سابق من هذا العام في
العاصمة الأفغانية كابول، وهو دفع الحركة إلى وقف إطلاق النار وتعهدت بشن هجمات
جديدة على الأراضي الباكستانية، وهو ما أثار مخاوف من اندلاع أعمال عنف في البلاد
التي شهدت عشرات الهجمات المميتة.
2ـ الأزمة الاقتصادية:
يمكن للجيش أيضا أن يلقي بظلاله على اتجاه السياسة الاقتصادية للبلاد ضمن مجموعة
أخرى من القضايا المحلية، يأتي منير إلى منصبه الجديد في الوقت الذي تكافح فيه
باكستان أزمة اقتصادية خانقة وتواصل محادثاتها مع صندوق النقد الدولي، حيث يقول
المراقبون إنها ضرورية لتجنب تعثرها في سداد ديونها.
تحديـات خارجيـة
إذا كانت التحديات الداخلية عديدة فإن نظيرتها الخارجية تشكل عبئًا إضافيًا أمام
القائد الجديد للجيش، وهذه يمكن إيجازها في النقاط التالية:
1ـ التحالف مع الصين:
بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وتحول تركيزها إلى منطقة المحيطين
الهندي والهادئ لمواجهة الصين، في ظل هذا الوضع تجد باكستان نفسها في موضع صعب في
ظل المنافسة الاستراتيجية المتزايدة بين أكبر حليفين لها، إذ تتمتع باكستان بشراكة
عسكرية واقتصادية قوية مع الصين، وفي نفس الوقت هناك علاقة عسكرية تجمع الجيش
الباكستاني مع الولايات المتحدة رغم تدهور هذه العلاقات على مدى السنوات الماضية
بسبب دعم باكستان لطالبان وتحالفها المتزايد مع الصين، وسيكون منير مطالبًا بتحقيق
التوازن في العلاقات مع واشنطن وبكين في نفس الوقت، خاصةً في ظل التحديات
الاقتصادية التي لا تنتهي لباكستان.
2ـ الأزمة مع الهند:
غالبًا ما تكون الهند هي الأولوية الأمنية الأولى للقادة العسكريين الباكستانيين،
ومن المرجح أن يضطر منير إلى رسم سياسته تجاه الهند في وقت مبكر من فترة ولايته،
قام باجوا باتخاذ نهجًا تصالحيًا مع الهند سعى من خلاله إلى تقليل العداء بعد أن
وصلت العلاقات إلى الحضيض في عام 2019م، قد يكون منير أكثر حذرًا في السعي إلى
التقارب مع الهند أو دعم إجراء مصالحة جريئة معها، لكنه قد يظل منفتحًا على قبول
الوضع الإقليمي الراهن بين البلدين باعتباره نهائيًا، خاصةً وأن الجيش أبقى باكستان
خارج النزاع الحدودي بين الهند والصين في عام 2020م عندما كانت هناك تكهنات واسعة
من أن باكستان قد تفتح جبهة ثانية أمام الهند لدعم التوغلات الصينية، تقارير
الصحافة الهندية أيضا لا تشير إلى وجود تفاؤل هندي كبير بشأن تعيين منير إذ
يعتبرونه متشددًا بشأن المسألة الخلافية بين الهند وباكستان.
3ـ الأسلحة النووية:
يظل البرنامج النووي الباكستاني في الأذهان كلما زاد خطر التصعيد العسكري بين الهند
وباكستان، في كل مرة كانت جهود القوى الدولية تتسارع لعدم نشوب صراع نووي بين
الجارتين النوويتين، بالرغم من ذلك ظلت برامج الصواريخ ذات المدى الأطول والصواريخ
الحديثة وحجم الترسانة الباكستانية والقدرات البحرية الكبيرة موضع قلق لصانعي
السياسة الأمريكيين، وقد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا باكستان بأنها "واحدة
من أخطر الدول في العالم التي تمتلك أسلحة نووية، دون أي تماسك داخلي"، سيكون منير
بحاجة إلى إثبات حُسن ممارسة ضبط النفس بشأن البرنامج النووي ومواصلة طريق سلفه
باجوا بشأن طمأنة الجيران والعالم بأن إسلام آباد لن تكون هي من يبدأ استعمال هذه
الأسلحة، لكنه في نفس الوقت سيكون مضطرًا إلى تحديث الترسانة النووية كي تواكب
التطوير الذي يقوم به الهنود على ترسانتهم والذي يتسارع استجابةً للتوسع النووي
الصيني، في ظل هذا الوضع قد يواجه منير ضغوطًا أمريكية لاتخاذ نهج مختلف، وقد يواجه
العقوبات الأمريكية إذا لم يكن هناك توافق مع واشنطن.
|
سيكون على منير أيضا الدفاع عن الجيش نفسه ومحاولة استعادة الثقة فيه بعد
أشهر من الانتقادات العلنية الشديدة من خان وحزبه ضد المؤسسة العسكرية،
وهذه مهمة ذات أولوية كبيرة لكون الجيش عنصرًا مركزيًا في صنع القرار
الوطني |
4ـ العلاقة مع أفغانستان:
سيكون التحدي الرئيسي الذي يواجه منير على المدى القريب هو كيفية التعامل مع
الخسائر الباكستانية المتزايدة على طول الحدود مع الأراضي الأفغانية، إذ يرث منير
استراتيجية عمل أسلافه على تحقيقها منذ الحادي عشر من سبتمبر، لكنها لم تنجح في
القضاء على طالبان بنسختيها الأفغانية والباكستانية، أثبتت أفغانستان التي تسيطر
عليها حركة طالبان الآن أنها أقل ملاءمةً للمصالح الباكستانية، على الصعيد الدولي
لا تزال حركة طالبان معزولة وسط انتقادات غربية وإقليمية للسياسات التقييدية التي
تتبعها، قد يكون منير همزة الوصل في المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان
مستقبلًا، وقد يتولى تنفيذ سياسة باكستان للضغط على طالبان بشأن المخاوف
الباكستانية.
5ـ التعامل مع الولايات المتحدة:
حتى الآن، من المرجح أن يمثل منير استمرارية لنهج المؤسسة العسكرية الباكستانية في
التعامل مع الولايات المتحدة، لن تكون سياسته مختلفة جذريًا عن سياسة العديد من
قادة الجيش السابقين الذين ينفذون ما يعتقدون أنه في المصلحة الوطنية لباكستان، لكن
ربما تكون هذه المصالح أقل وضوحًا مما كانت عليه في الماضي بسبب الاضطرابات
الاقتصادية الداخلية والأزمات السياسية الإقليمية، قد تتغير هذه المصالح في ظل
المنافسة الراهنة بين واشنطن وبكين وفي ظل سيطرة طالبان على أفغانستان بعد خروج
الولايات المتحدة منها، في الولايات المتحدة بدورها لا تزال سياسة إدارة بايدن تجاه
باكستان في حالة تغير مستمر، قد يمثل التحول العسكري الحالي في باكستان فرصة جيدة
لصناع السياسة الامريكية لإعادة تقييم اتجاهات السياسة الأمريكية ومعرفة مدى
ملاءمتها لأهداف واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في باكستان ذات التاريخ الطويل من الحكم العسكري، يميل قائد الجيش إلى أن يكون
القائد الأقوى، وفي بعض الأحيان يُنظر إليه على أنه القائد الفعلي للبلاد بسبب
تأثيره الكبير على السياسات الداخلية والخارجية، ستكشف الأيام المقبلة عن المسار
الذي ستمضي فيه باكستان في ظل قيادة الجنرال عاصم منير، المعروف إعلاميًا هناك باسم
القائد المسلم المتدين، لجيشها المسلح نوويًا والذي يعدّ خامس أقوى الجيوش في
العالم.