• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
من السجن إلى القصر.. فوز

إلى مدى سيشكل فوز "دا سيلفا" فارقًا في الحياة السياسية بالبرازيل، لا سيّما وأنه يُنظَر إليه على أنه رمز كبير لليسار الأمريكي اللاتيني؟، وهل سنشهد تحولاً ملموسًا في تعاطي الدبلوماسية البرازيلية مع القضية الفلسطينية التي دعمها "دا سيلفا" خلال فترتيه الرئاسي


"لقد حاولوا دفني حيًا، ولكن ها أنا هنا الآن".. بهذه الكلمات أعلن الرئيس البرازيلي السابق "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" انتصاره في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية البرازيلية على الرئيس اليميني الحالي "جاير بولسونارو"، هذا الانتصار يشكل عودة غير عادية لرجل كان في السجن بتهمة الفساد قبل 3 سنوات، كما أنه يحمل أملاً جديدًا لليسار بالعودة إلى السلطة بعدما عانى في البرازيل وغيرها من الدول من تفوق اليمين المتطرف بأفكاره العنصرية وخطاباته الشعبوية، فهل سينجح الابن السابع المنحدر من أسرة من المزارعين الأميين، والبالغ من العمر الآن 77 عامًا، أن يحقق مطالب الطبقة العاملة التي عانت خلال فترة سلفه؟، وإلى مدى سيشكل فوز "دا سيلفا" فارقًا في الحياة السياسية بالبرازيل، لا سيّما وأنه يُنظَر إليه على أنه رمز كبير لليسار الأمريكي اللاتيني؟، وهل سنشهد تحولاً ملموسًا في تعاطي الدبلوماسية البرازيلية مع القضية الفلسطينية التي دعمها "دا سيلفا" خلال فترتيه الرئاسيتين من قبل؟

 فـوز صـعب

بعد ماراثون طويل من المسيرات الانتخابية في أفقر زوايا البلاد لمناشدة الناخبين المتعطشين للعودة إلى ماضي البرازيل الأكثر ازدهارًا، حصل "دا سيلفا" على 50.9٪ من الأصوات، هو ليس بغريب عن الحكم إذ ترأس البرازيل خلال الفترة من عام 2003م إلى عام 2010م، ساعدته الأزمات التي لم يتعامل فيها بولسونارو بذكاء خلال فترة رئاسته في تحويل مزاجية الناخبين لتكون في صالحه، أظهرت العديد من استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات أن الناخبين كانوا أكثر قلقًا بشأن قضايا مثل الاقتصاد والصحة والبطالة التي ارتفعت إلى ما يقرب من 15٪ العام الماضي، وبالرغم من أن بعض البرازيليين يرونه اليوم رمزًا للفساد، إلا أنه لا يزال يحظى بالاحترام من قبل كثيرين نظرًا للطفرة الاقتصادية التي حققها، كما أن نزعة بولسونارو الاستبدادية كانت سببًا في انتخاب البعض لـ "دا سيلفا" كتصويت عقابي لـ "بولسونارو".

 

 في استمرار للخط المتشابه بين ترامب وبولسونارو، يترقب كثيرون ما سيفعله الأخير، بعض التقارير تشير إلى أنه قد يغادر البلاد لتجنب مقاضاته على جرائم مزعومة، في مقدمتها صفقة لقاح مشبوهة في وزارة الصحة خلال فترة الوباء

 فوز "دا سيلفا" في البرازيل وعودته إلى قصر بلانالتو العملاق في الأول من يناير يعدّ تتويجًا لسلسلة انتصارات اليسار في أمريكا اللاتينية، إذ سينضم إلى فريق من القادة الذين تفوقوا الآن على اليمين السياسي في كولومبيا وتشيلي وبيرو وهندوراس والأرجنتين والمكسيك، لقد كشفت الانتخابات الأخيرة أيضًا عن حالة الانقسام الواسعة بين فئة كبيرة تدعم خطاب بولسونارو اليميني الشعبوي، وفئة الناخبين الأكثر فقرًا الذين لديهم ذكريات عن أوقات أفضل في عهد "دا سيلفا" الذي انتشلهم من الفقر، سيكون على "دا سيلفا" أولاً العمل على تقليل الفجوة بين الفئتين لمنع المزيد من الانقسام، وهذا هو ما حاول توضيحه في خطاب فوزه حين حاول طمأنة الذين عارضوه قائلاً: "سأحكم 215 مليون برازيلي، وليس فقط أولئك الذين صوتوا لي، نحن دولة واحدة، شعب واحد، بلد عظيم"، مضيفًا إنه "سيعيد المصداقية والقدرة على التنبؤ للشركات والمستثمرين لكي يزدهروا في البرازيل".

 هزيمة اليمين

بالرغم من أن بولسونارو، البالغ من العمر 67 عامًا، قد صرح قبل يوم واحد من جولة الإعادة بالقول: "ليس هناك أدنى شك، من لديه عدد أكبر من الأصوات، سيأخذ الرئاسة"، إلا أنه لم يعترف بالهزيمة حتى الآن، وهو ما أثار قلق بعض البرازيليين والمحللين السياسيين بشأن رد فعل بولسونارو وأنصاره على الخسارة، خاصةً وأنه خلال حملته الانتخابية قال مرارًا وتكرارًا إن التصويت سوف يتسم بالتزوير على نطاق واسع وأنه سيُسرق منه النصر، لم يقدم الضابط السابق بالجيش والذي خدم في ظل الدكتاتورية العسكرية من عام 1964م إلى عام 1985م، أي أدلة على حدوث تزوير محتمل، تتركز مخاوف البرازيليين على رفض بولسونارو تسليم السلطة، أو قيام أنصاره بأعمال شغب في تكرار لما حدث في الولايات المتحدة عندما خسر حليفه المقرّب، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانتخابات أمام الرئيس الحالي جو بايدن وظل يردد أن الانتخابات قد سُرِقَت منه، كانت المخاوف من أن بولسونارو الذي اتبع الكثير من كتابات ترامب أثناء صعوده إلى السلطة وأثناء وجوده في المنصب، أن يكرر ما فعله ترامب عند الهزيمة، لكن هذه المخاوف ليست بوليدة اللحظة، ففي نهاية يوليو الماضي، أعرب ما يقرب من 40٪ من البرازيليين في استطلاع رأي عن قلقهم من أن بولسونارو قد يقود انتفاضة شعبية وعسكرية للبقاء في السلطة إذا خسر الانتخابات.

 كانت الفترة السابقة للتصويت فترة استقطاب وانتشار للشائعات والأكاذيب بصورة واسعة في البرازيل، أصرّت الروايات المضللة التي نشرها بولسونارو وأنصاره على أن "دا سيلفا" سيغلق الكنائس وسيجعل الحمامات مشتركة للجنسين في المدارس، رفض "دا سيلفا" مرارًا هذه المزاعم ووصفها بأنها أكاذيب صارخة، لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن العديد من أنصار بولسونارو قد صدقوها بثبات، والغريب أن صدى الانتخابات البرازيلية كان متواجدًا بقوة في الولايات المتحدة أيضا، إذ بدا التنافس بين دا سيلفا وبولسونارو وكأنه حرب بالوكالة بين الديمقراطيين والجمهوريين، فقد حذر الديمقراطيون في رسالة إلى الرئيس بايدن من أن "خطاب بولسونارو المتهور والخطير بشأن تزوير الانتخابات يثير مخاوف جدية من أنه سيحاول عرقلة الانتقال السلمي للسلطة إذا خسر"، في تلك الأثناء وقبيل وصول البرازيليين إلى مراكز التصويت بساعات، تحدث ترامب إليهم وقال في مقطع فيديو: "لديكم فرصة الآن لانتخاب أحد السياسيين العظماء لقيادة بلدكم"، وبمجرد الإعلان عن نتيجة الانتخابات سارع بايدن إلى الاعتراف بفوز "دا سيلفا"، مؤكدًا على أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة وذات مصداقية، قاطعًا الطريق على أي تشكيك محتمل في نزاهتها ولا سيّما من طرف ترامب.

 

يمثل فوز "دا سيلفا" بالرئاسة نفحة أمل للقضية الفلسطينية العادلة، إذ يُعدّ "دا سيلفا" أحد أكبر الداعمين لها، ومع عودته مجددًا إلى سدة السلطة فمن المتوقع حدوث تغيرات كبيرة في الموقف البرازيلي إزاءها

بهزيمته الأخيرة أصبح بولسونارو هو أول رئيس يفشل في الفوز بإعادة انتخابه خلال 25 عامًا منذ تعديل دستوري جعل إعادة الانتخاب أمرًا ممكنًا، تميزت فترة بولسونارو في الرئاسة بسياساته اليمينية المتطرفة، وأسلوبه الفظ وتوجيه الإهانات إلى النساء وانتقاده الحاد للصحافة ووسائل الإعلام، وعلى غرار ترامب كان دائم الاستهزاء بفيروس كورونا، وظل يكرر مزاعم بأن اللقاحات يمكن أن تحول الناس إلى "زواحف"، وادعى خطأً وجود صلة بين اللقاح و الإيدز، فيما كانت جائحة الفيروس التاجي تضرب البرازيل بشدة وقتلت أكثر من 680 ألف شخص، وبينما كانت البرازيل في وقت ما تحتل المرتبة الثانية في الوفيات بعد الولايات المتحدة، ظل بولسونارو يردد بأن كورونا ما هي إلا إنفلونزا صغيرة وطلب من البرازيليين التوقف عن الأنين وطالبهم بالعودة إلى العمل مهما كانت النتائج، يُضاف إلى كل ذلك سياسته الاقتصادية التي تسببت في ارتفاع معدل التضخم مما تسبب في زيادة الفقر والجوع الذي يؤثر الآن على 33 مليون شخص، وفقًا لمجموعة الأبحاث البرازيلية "Penssan"، في حين تُظهر البيانات الحكومية أنه تم إزالة الغابات في منطقة الأمازون بصورة كبيرة، حيث تم قطع التمويل لإنفاذ القوانين البيئية وأعرب بولسونارو علنًا عن دعمه لمربي الماشية وعمال المناجم في منطقة الأمازون، وهو ما أثار غضب دعاة حماية البيئة وبعض الحكومات الغربية ضده.

 في استمرار للخط المتشابه بين ترامب وبولسونارو، يترقب كثيرون ما سيفعله الأخير، بعض التقارير تشير إلى أنه قد يغادر البلاد لتجنب مقاضاته على جرائم مزعومة، في مقدمتها صفقة لقاح مشبوهة في وزارة الصحة خلال فترة الوباء، فيما يتوقع آخرون منه أن يبقى في البرازيل ليحول نفسه إلى زعيم معارضة يسعى إلى تقويض حكم "دا سيلفا" وإذكاء الانقسامات الوطنية مستفيدًا من ذلك حين يرشح نفسه للانتخابات المقبلة، حيث يمكنه الاعتماد على قاعدة مخلصة من أعضاء البرلمان الذي يكنون الولاء له، بالإضافة إلى حكام أقوياء في بعض أكبر الولايات في البلاد، فيما سيبقى سلاحه الأقوى جيشًا من الأتباع على شبكات التواصل الاجتماعي الذين يستخدمهم كسلاح في وجه خصومه السياسيين.

 صـديـق فلسـطين

لم تنجو البرازيل وحدها من مشروع اليمين المتطرف الذي كان يجر البرازيل صوب سيناريو كارثي داخليًا وخارجيًا، فالسياسة الخارجية التي تبناها بولسونارو كانت تحمل أفكارًا شديدة الشبه من أفكار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وآخرين ممن يتشاركون في جوهر الأفكار اليمينية والمعادية للحريات والحقوق، فيما يخص القضية الفلسطينية على سبيل المثال نجد أن بولسونارو قد أقام علاقات قوية بقادة الكيان الصهيوني منذ بداية ولايته الرئاسية، فيما أعلن خضوعه لأفكار ترامب التي ربما كان يستقي منها بعض أفكاره المتطرفة، والغريب أن بولسونارو تحدث في 4 مناسبات في الأمم المتحدة ولم يقل كلمة واحدة عن القضية الفلسطينية، والمؤسف أنه قام بتوجيه الدبلوماسية البرازيلية للتصويت ضد حقوق الشعب الفلسطيني في المنظمات الدولية.

 على النقيض، يمثل فوز "دا سيلفا" بالرئاسة نفحة أمل للقضية الفلسطينية العادلة، إذ يُعدّ "دا سيلفا" أحد أكبر الداعمين لها، ومع عودته مجددًا إلى سدة السلطة فمن المتوقع حدوث تغيرات كبيرة في الموقف البرازيلي إزاءها، فالرئيس الذي لم تكن طفولته مترفة، عانى معاناة شديدة في بداية حياته من أجل المساهمة في إعالة أسرته، امتهن مهناً عديدة، قبل أن يستقر عاملاً في مصنع للحدادة وقد تسبب خطأ فني في بتر أحد أصابعه خلال فترة عمله بالمصنع، لكن هذه المسيرة المحفوفة بالآلام صاغت منه شابًا واعيًا بالطبقات المظلومة وحقوقها، ولعل هذا من أسباب وقوفه في صف الفلسطينيين المطالبين بحقوقهم العادلة، إذ  يعد أحد أبرز الزعماء الداعمين لقضية فلسطين في أمريكا اللاتينية، وخلال زيارته للضفة الغربية في عام 2010م، صرَّح بأن حلمه "أن يرى فلسطين حرة مستقلة، وتحيا بسلام تام في الشرق الأوسط"، وفي نفس العام أعلن عن اعترف البرازيل باستقلال دولة فلسطين ضمن حدود العام 1967م، وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، دعا إلى دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم كواقع على الأرض، وطالب الأمم المتحدة بضرورة تذليل العقبات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة من أجل تحقيق هذا الهدف، وصرح بأن "الفلسطينيين يستحقون كامل اهتمامنا وتضامننا"، كما تعهد بالعمل على حلحلة الوضع الفلسطيني الراكد ومجابهة الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل إسرائيل، وبإعلان فوزه مؤخرًا فإن فلسطين اكتسبت مرة أخرى صديقًا وفيًا لها ومناصرًا لقضيتها في أكبر دول أمريكا اللاتينية وأكثرها تأثيرًا على الساحة العالمية.

 وعــود ومصـاعـب

في مسار حملته الانتخابية، تعهد "دا سيلفا" بزيادة الحد الأدنى للأجور والإنفاق على الفقراء الذين يضطرون للنوم في الشوارع، كما وعد بمحاربة التمييز وتحسين نظام الرعاية الاجتماعية وإنشاء وزارة لمعالجة مخاوف السكان الأصليين في البلاد، وهي مقترحات شعبية طالبته بها ملايين العائلات التي لا تزال تعاني من تداعيات جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية، كان التحدي الأكبر بالنسبة له كمرشح هو إقناع الناخبين الذين تساءلوا عما إذا كان بعد 20 عامًا من فوزه بالرئاسة لأول مرة، لا يزال جاهزًا للمنصب، دأب دا سيلفا على تصوير نفسه وهو يمارس التمارين الرياضية، لتبديد الشائعات حول صحته بعد تعافيه من سرطان الحلق، كما اصطحب زوجته الجديدة التي تصغره بـ21 عامًا في مسيراته، في محاولة للإشارة إلى أنه لا يزال في أوج صحته ويستمتع بالحياة، لم تكن أزمة الصحة والتقدم في العمر هي الوحيدة، إذ كان على "دا سيلفا" التغلب على الفساد الذي لطخ حزب العمال خلال فترة حكمه، فقد أدت فضيحة دفع الأموال للناخبين مقابل الحصول على أصواتهم إلى توجيه اتهامات لوزراء في حكومته، كما تم الكشف عن فضيحة عمولات واسعة النطاق دفعت فيها الشركات الكبرى للسياسيين مقابل الحصول على عقود تجارية، وقد أدين "دا سيلفا" نفسه في عام 2017م بالفساد وغسيل الأموال كجزء من هذا التحقيق المترامي الأطراف، كما تمت إدانته في جريمة ثانية في عام 2019م، بينما كان لا يزال في السجن، وتم الإفراج عنه في نوفمبر 2019م بعد أن سمحت له المحكمة العليا بالاستئناف ومن ثمَّ حصوله على حريته.

 بالنسبة لـ "دا سيلفا" كان هذا هو السباق الرئاسي السادس منذ عام 1989م، كما أنه يمثل عودته إلى السلطة بعد 12 عامًا من تركه لمنصب الرئيس، وقد قوبل فوزه بالغبطة بين المؤيدين الذين ملأوا الشوارع الرئيسة، وكثير منهم يرتدون العلم الأحمر لحزب العمال الذي ينتمي إليه، إذ من المعروف عنه على نطاق واسع أنه أخرج ملايين البرازيليين من الفقر خلال فترة رئاسته، فخلال فترتيه اللتين انتهتا في عام 2010م، خرج أكثر من 25 مليون شخص من الفقر وأصبح العديد من البرازيليين لأول مرة مالكي منازل والتحق الكثير من الطلاب بالجامعات لأول مرة بفضل برنامج المنح الحكومية، كما أدى ازدهار السلع الأساسية الذي تم استيرادها من الصين إلى تدفق الأموال في البرازيل، مما جعلها قادرة على سداد القروض الدولية وجذب إعجاب قادة العالم، ومن بينهم الرئيس آنذاك باراك أوباما، الذي وصف "دا سيلفا" بأنه "السياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض"، كما اكتسب شهرة وإشادة عالمية فمنحته المنظمة العالمية للغذاء "فاو" لقب "بطل مكافحة الجوع" في عام 2010م، بسببجهوده في إعانة ملايين الكادحين في بلاده ونجاح برنامجه "صفر جوع"، الذي وفر من خلاله المواد الغذائية الأساسية لملايين الفقراء في البرازيل.

حدد "دا سيلفا" برنامج فترة رئاسته المقبلة في بيان من 121 نقطة تعهد بتنفيذها، كما وعد بمنح الحكومة دورًا مركزيًا في الاقتصاد والتوقف عن خصخصة الشركات الحكومية، كما وعد بإلغاء ضريبة الدخل لأي شخص يقل دخله عن 950 دولارًا في الشهر، وهذا الأمر ينطبق على غالبية سكان البلاد، كما تعهد بإيجاد طرق أخرى لزيادة الضرائب على الأغنياء، غالبًا ما يذكر "دا سيلفا" في خطاباته حقبة رئاسته الواعدة عندما استخرجت البرازيل مخزونًا ضخمًا من النفط من أراضيها، وسجلت صادرات فول الصويا ولحوم البقر والبرتقال والسكر إلى الصين مستويات قياسية، ومن ثمَّ حققت مكاسب غير متوقعة غيرت حياة الفقراء، لكن هذه المرة يرث البرازيل مختلفة تمامًا عن الدولة سريعة النمو التي قادها، إذ يتوقع الاقتصاديون أن ينمو الاقتصاد البرازيلي بنسبة لا تتجاوز 0.6٪ خلال العام المقبل، بالتزامن مع تباطؤ نمو أكبر شريك تجاري للبرازيل وهي الصين، كما أن "دا سيلفا" سيواجه كونغرس برازيلي معادٍ له، فبالرغم من خسارة بولسونارو للسباق الرئاسي، إلا أن العشرات من حلفائه المحافظين قد فازوا في انتخابات الكونغرس والولايات خلال الشهر الماضي، على "دا سيلفا" أيضا مواجهة مخاوف المستثمرين الذين يقلقهم صعود اليسار الراديكالي.

أعلى