• - الموافق2025/01/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
من هو

يأتي اختيار نواف سلام رئيسا للحكومة اللبنانية في ظل مرحلة دقيقة تمر بها لبنان والمنطقة العربية على وجه العموم، فمن هذا الرجل القادم من خلفية أكاديمية وعائلة سياسية مرموقة، وما هو توجهه الفكري؟


 

نواف سلام هو دبلوماسي وقانوني وأكاديمي ومفكر سياسي، له العديد من الكتب والدراسات التي فككت وحللت الأوضاع اللبنانية، كما شغل العديد من المناصب السياسية، ويشغل حاليًا منصب الرئيس السابع والعشرون لمحكمة العدل الدولية، تم انتخابه في 9 نوفمبر 2017 قاضيًا في محكمة العدل الدولية للفترة 2018-2027، بعد حصوله على أغلبية متزامنة من الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.

كما شغل منصب سفير لبنان وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك من عام 2007 إلى عام 2017، وخلال هذه الفترة شغل منصبي رئيس مجلس الأمن ونائب رئيس الجمعية العامة.

 كما انتخب رئيسًا لمحكمة العدل الدولية في 6 فبراير 2024. سلام هو ثاني عربي يُنتخب رئيسًا وأول قاضٍ لبناني.

ولم يغادر اسم القاضي في محكمة العدل الدولية، الديبلوماسي والأكاديمي والكاتب، نواف سلام الأندية السياسية والديبلوماسية كأكثر المرشحين الجديين لتولي منصب رئيس الحكومة في لبنان منذ الانتفاضة الشعبية في 17 أكتوبر 2019، خصوصاً في ضوء معطيات عن دعم هذه الخيار من عواصم إقليمية ودولية كون سلام من خارج الطبقة السياسية المتّهَمة باقتياد البلاد إلى فم المجهول، والمتهمة أيضا بالفساد.

نواف هو ابن عبد الله سلام، وُلد لعائلة سياسية بارزة ومرموقة في بيروت فجده "سليم سلام" كان زعيم "حركة إصلاح بيروت"، وانتُخب نائبًا لبيروت في البرلمان العثماني عام 1912.

كما شارك عمه "صائب سلام"، في الحرب من أجل استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي وشغل منصب رئيس وزراء لبنان أربع مرات بين عامي 1952 و1973. وكان ابن عمه "تمام سلام" أيضًا رئيسًا لوزراء لبنان بين عامي 2014 و2016. وزوجته هي سحر بعاصيري، كاتبة أيضًا وسفيرة لبنان لدى اليونسكو اعتبارًا من يناير 2018. ولديه ولدان، عبد الله ومروان.

خلفيته العلمية والأكاديمية

·                    حصل سلام على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس (Sciences Po) (1992

·                    ودرجة الماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد (1991)،

·                    ودرجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون (1979)،

·                    ودبلومة من مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (1974).

مسيرته المهنية

·                    سفير ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة بين يوليو 2007 وديسمبر 2017.

·                    مثّل لبنان في مجلس الأمن خلال عضويته غير الدائمة عامي 2010 و2011.

·                    نائب رئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة بين 2012 و2013، ورئيس الجمعية بالوكالة في يوليو 2013.

·                    مثل لبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة عامي 2016 و2018.

·                    ترأس وفود لبنان في مؤتمرات دولية متعددة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتغير المناخي.

·                    شغل مناصب أكاديمية في جامعات داخل لبنان وخارجه.

 

كان سلام في مرحلة ما بعد العام 2000 حاضراً بقوة في الأوساط الفكرية والسياسية التي كانت بدأت تلتقي حول مشروع لبنان خارج الصراعات الإقليمية ووهج الوجود السوري وتأثيرات

توجهه الفكري

جمع نواف عبدالله سلام إلى إرثه العائلي تجارب سياسية ونجاحات علمية وأدواراً مهمة وقِيَماً شخصية مرموقة...

في مقدمة كتابه الأخير «لبنان بين الأمس والغد» المؤلف من سلسلة أبحاث، حدد نواف سلام، الذي قلّده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، شارة «السفير الممتاز» (عام 2017 لمرور 10 أعوام على اعتماده سفيراً لدى الأمم المتحدة)، ما يطمح إليه في لبنان، «داعياً الى جمهورية ثالثة» و«قيام دولة قادرة وعادلة، ذات إدارة شفافة وفاعلة؛ دولة تؤمّن صحة تمثيل المواطنين وتوافر شروط المساءلة والمحاسبة».

لكن تكن هذه المرة التي يترشح لها سلام لرئاسة الوزراء فبعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب (10 أغسطس 2020) تم تداول اسم سلام، ودعمت بعض المجموعات من الانتفاضة الشعبية ترشيحه لرئاسة الحكومة.

لكن فيتو الرئيس السابق ميشال عون، و«حزب الله» وبري مَنَعَ فتْح الباب أمامه، فهذه الأطراف اعتبرت أنه مرشح الولايات المتحدة، وليس «مرشح تكنوقراط» أو تسوية أو مرشحاً وسطياً، واتُهم بأنه كان يقف ضد «حزب الله» خلال عمله الديبلوماسي، فكلف السفير مصطفى أديب (31 أغسطس 2020) بإيعاز من فرنسا ثم اعتذر، ليعاد تكليف الحريري (22 أكتوبر 2020) تأليف حكومة لم ترَ النور بعد.

في مستهل حياته السياسية، خاض سلام تجارب يَعتزّ بها في دفاعه عن المقاومة الفلسطينية وعن جنوب لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية،

كان سلام في مرحلة ما بعد العام 2000 حاضراً بقوة في الأوساط الفكرية والسياسية التي كانت بدأت تلتقي حول مشروع لبنان خارج الصراعات الإقليمية ووهج الوجود السوري وتأثيراته، وأصبح أحد وجوه الأكاديميين - السياسيين في مرحلةٍ حفلت بأحداث وتحولات أساسية.

واختير يومها عضواً في الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير الراحل فؤاد بطرس، وهي الهيئة التي صاغت في 2006 وأقرت قانون الانتخاب على أساس النسبي والأكثري، لكن لم يُعمل به في حينه.

لم يمارس سلام السياسة التقليدية، فانتقل من الجامعة الأمريكية ومن القانون والدراسات إلى الديبلوماسية حين عيّنه الرئيس فؤاد السنيورة مندوباً دائماً للبنان في الأمم المتحدة العام 2007 .

موقفه من القضية الفلسطينية:

كثيرة هي مواقف سلام التي دافع فيها عن موقف بلاده إبان تمثيله لها في الأمم المتحدة لا سيّما تلك المرتبطة بانتهاكات إسرائيل اللامتناهية للقوانين الدولية كما كانت له مواقفه الداعمة لحقّ فلسطين بالانضمام إلى الأمم المتحدة.

فقد دافع سلام عن القضايا العربية والقضية الفلسطينية وهو أكد في كلمة له العام 2015 أن «الخيار العربي المعتمد منذ قمة بيروت عام 2002 هو خيار السلام، وهو خيار اجماعي واستراتيجي وثابت، وقد أضحى خيار 57 دولة إسلامية.

ويسرد سلام في إحدى لقاءاته كيف بكى يوم أتت فلسطين لتقديم طلب عضويتها إلى الجمعية العامة. يقول، «بكيت في تلك اللحظة التي توجت عقوداً من العمل الفلسطيني». أُحيل طلب فلسطين آنذاك إلى مكتب رئيس مجلس الأمن الدولي، أي مكتب نواف سلام فحرص الأخير ألّا يُناقش طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة في المجلس تخوفاً من الفيتو الأمريكي المُحتم.

أوقف سلام الجمعية العامة للأمم المتحدة 17 مرة تصفيقاً للطلب الفلسطيني، واستباقا للضغط الأمريكي توجّه سلام إلى الإعلام معلناً استلامه ملف انضمام فلسطين من البعثة الفلسطينية، مؤكداً أنّ الهيئة ستدرسه وتبتّ فيه.

كذلك، في عهد "سلام" وبمسعى من الدول العربية والدول الداعمة لفلسطين مَنحت الجمعية العامة للأمم المتحدة فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، في تشرين الثاني 2012.

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية انتخابه على رأس محكمة العدل الدولية مصدر قلق بالنظر لمواقفه المعلنة المساندة للقضية الفلسطينية.

وكتبت جيروزاليم بوست أن لنواف سلام تاريخا في الإدلاء بتصريحات مناهضة لإسرائيل، وسردت عددا من تصريحاته، إذ كتب في مواقع التواصل الاجتماعي عام 2015 "عيد ميلاد غير سعيد لك 48 عاما من الاحتلال".

وكتب أيضا أن "تصوير منتقدي سياسات إسرائيل على أنهم معادون للسامية يعد محاولة لترهيبهم وتشويه سمعتهم وهو ما نرفضه"، ودعا إلى عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وهو ما يعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

يعد اختيار نواف سلام رئيسا للوزراء دفعا جديدا لعملية التغيير السياسي التي تجتاح لبنان منذ حالة الضعف التي اعترت حزب الله والمحور الإيراني في المنطقة، وهو ما فتح المجال للشخصيات السياسية التي تلقى دعم الشارع اللبناني خاصة الشباب منهم أن يكون لها حضور وتأثير في المشهد السياسي.

أعلى