شكلت عودة ترامب إلى البيت الأبيض حالة من الارتباك على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية في كافة أنحاء العالم، فلا أزمة أو لا صراع إلا ووعد ترامب بوضع رؤية لحله، من واقع تجربته السابقة ماذا يتوقع العالم من ترامب؟
حقق الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب عودة تاريخية لرئاسة
الولايات المتحدة بعد غياب استمر 4 سنوات، هذه العودة ليست مجرد نجاح سياسي سيتوّج
به في يناير 2025م عندما يصبح الرئيس الـ 47 لأمريكا، بل قد تمثل نقطة تحول جذرية
في السياسة الدولية إذا واصل ترامب تنفيذ رؤيته الخاصة، فبعودته كرئيس للقوة العظمى
الآن في العالم، لن يكون تأثيره مقتصرًا على الداخل الأمريكي فحسب، بل ستمتد
تداعياته إلى السياسة العالمية والنظام الدولي بمختلف أبعاده، وهو ما يفتح الباب
للتساؤلات والمخاوف حول تبعات عودة ترامب.
تبعات على النظام الدولي
في ولايته الأولى، انتهج ترامب سياسة خارجية غير تقليدية تحت شعار "أمريكا أولاً"،
حيث انسحب من اتفاقيات دولية محورية، وأطلق حربًا تجارية مع الصين، وأثار استياء
حلفائه من خلال خطاباته المثيرة للجدل، بينما حاول إجراء مفاوضات صعبة مع خصوم
بلاده التقليديين، وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، تعهد ترامب باستكمال مساعيه في
تغيير الاتفاقيات الدولية أو تعطيلها، مما قد يؤدي في المدى الطويل إلى تغييرات
جوهرية في خارطة القوى العالمية، تمامًا كما تركت قراراته السابقة بصمتها العميقة
على السياسة الخارجية، ويمكن قراءة التبعات المحتملة على النظام الدولي في النقاط
التالية:
* حلف شمال الأطلسي:
واجه ترامب حلف شمال الأطلسي بانتقادات لاذعة خلال ولايته الأولى، متهمًا دول
التحالف بتقاعسها عن زيادة إنفاقها الدفاعي، مما دفع بعض الدول لرفع ميزانياتها
العسكرية بالفعل. وقد تساءل صراحةً عن أهمية بقاء الحلف، وأخذ خطوة غير مسبوقة بسحب
ما يقرب من 10 آلاف جندي من ألمانيا في 2020، ورغم أن اتفاقية حلف شمال الأطلسي لا
تتضمن آلية انسحاب، فقد أقر الكونغرس مؤخرًا قانونًا يحظر على الإدارة الانسحاب من
الحلف دون موافقته، في محاولة لتعزيز استمرارية عضوية واشنطن، لكن رغم هذا العائق
القانوني، يُحتمل أن تجد إدارة ترامب الثانية طرقًا أخرى لإضعاف الحلف عبر تقليص
التزاماتها تجاه الحلفاء فيه.
* التجارة الدولية:
سياسة ترامب التجارية التي تنطلق من شعار "أمريكا أولاً" قد تدفعه إلى فرض زيادات
جمركية أكبر على الواردات، في خطوة يُحتمل أن تُشعل حربًا تجارية عالمية وترفع
الأسعار، ففي حين يواصل ترامب تعهده بإعادة الوظائف إلى الداخل الأمريكي ومعاقبة
الدول الصديقة والخصوم على حد سواء بضرائب استيرادية قاسية، يركز نهجه بشكل أكبر
على تقليص العجز التجاري الأمريكي الضخم، وليس على فتح أسواق جديدة، كما يتمحور حول
اعتبارات الأمن القومي والجيوسياسية. هذه السياسة قد تُحدث ارتباكًا في الهيئات
التنظيمية المالية العالمية، والتي تشكل قواعدها صمام أمان لمنع أزمات مالية جديدة.
|
وقد علق المتحدث الإيراني على عودة ترامب بأنها لن تشكل فرقًا كبيرًا
لطهران، إلا أن احتمالية تقديم إدارة ترامب الثانية دعمًا أعمق لإسرائيل قد
تشكل تهديدًا جادًا لإيران، خصوصًا مع التصعيد المتواصل بين الطرفين |
* التعاون الدولي:
تراجعت الولايات المتحدة عن التزاماتها البيئية العالمية في عهد ترامب، حين انسحب
من اتفاقية باريس للمناخ التي تلزم الدول بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس
الحراري، كما انسحب من معاهدات رئيسية مثل معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى
ومعاهدة الأجواء المفتوحة، بالإضافة إلى اتفاقيات دولية للهجرة، مما عكس تحولًا
جذريًا عن مسار التعاون الدولي، وفي حال عودة ترامب إلى السلطة، فإنه يُتوقع أن
يسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس مجددًا، مع تعهده بزيادة استخدام الوقود
الأحفوري، وهو ما قد يُبطئ التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، ويعد هذا التراجع
محوريًا، إذ تتحمل أمريكا وحدها أكثر من عُشر تلوث الانحباس الحراري العالمي.
* الصحة العالمية:
تتزايد مخاوف دعاة الصحة تتزايد من احتمالية انسحاب ترامب مجددًا من منظمة الصحة
العالمية، حيث سبق أن ألغى بايدن قراره السابق بالانسحاب فور توليه الرئاسة، وتُعد
واشنطن أكبر ممول لهذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة، لذا فإن خروجها قد يُلقي
بظلال ثقيلة على مشاريع الصحة العالمية، مما قد يترك فجوة في التمويل تؤثر سلبًا
على قدرة المنظمة في مواجهة الأزمات الصحية الدولية وتقديم الدعم اللازم للدول
النامية.
* الأمن السيبراني:
يمكن لفوز ترامب أن يحمل تغييرات جذرية في مجال الأمن السيبراني، إذ يُتوقع أن ترفع
إدارته بعض شركات برامج التجسس الإسرائيلية من قائمة الكيانات التي تشكل تهديدًا
للأمن القومي الأمريكي، ومنها شركة
NSO
التي ضغطت بقوة لدعم الجمهوريين في هذا الملف، وقد يدفع هذا التحول واشنطن للتراجع
عن جهودها الدولية للحد من انتشار وإساءة استخدام برامج التجسس، مما سيضعف المساعي
العالمية للحد من أدوات المراقبة ويمنح هذه الشركات مساحة أوسع للنشاط، وهو ما يجعل
هذا المجال عرضةً لمزيد من المخاطر التي تهدد أمن الدول والأفراد في مواجهة
التهديدات الإلكترونية المتنامية.
تأثيرات على دول العالم
قد يتخذ ترامب قرارات حاسمة بشأن إعادة تموضع الولايات المتحدة حول العالم، تشمل
سحب قوات أو إغلاق قواعد، أو التوقف عن تمويل البنية التحتية المشتركة واللجان
اللوجستية التي تُبقي على تماسك التحالفات وتُعزز ارتباط الولايات المتحدة
بشركائها، ولا شك أن توجهات ترامب تجاه الحد من الالتزامات الأمريكية الخارجية قد
تجعل الحلفاء أكثر عرضة للضغط وتضفي عدم استقرار على التحالفات الدولية الراسخة منذ
عقود، مما يُعيد صياغة المشهد الجيوسياسي العالمي، يمكننا قراءة ذلك بالنسبة لبعض
الدول والقارات في النقاط التالية:
* بالنسبة لإيران:
خلال فترة ولايته الأولى، انسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي
أبرمت في عام 2015م تحت إدارة باراك أوباما، والتي كانت تهدف إلى تخفيف العقوبات
الأمريكية على إيران مقابل تقليص برنامجها النووي وخضوعه لرقابة دولية مشددة، إلا
أن ترامب اعتبر الاتفاق "أسوأ صفقة" وقامت إدارته بإنهائها في 2018م، مما دفع إيران
إلى زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب وتعزيز إمداداتها الصاروخية، مقتربة بذلك
خطوة من امتلاك قدرات نووية، التساؤل الكبير الآن هل سينجح ترامب في منعها من ذلك؟،
من المرجح أن يعود ترامب إلى سياسة أكثر صرامة تجاه إيران،
وقد علق المتحدث الإيراني على عودة ترامب بأنها لن تشكل فرقًا كبيرًا لطهران، إلا
أن احتمالية تقديم إدارة ترامب الثانية دعمًا أعمق لإسرائيل قد تشكل تهديدًا جادًا
لإيران، خصوصًا مع التصعيد المتواصل بين الطرفين، وآخره
الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية
الإيرانية.
* بالنسبة للصين:
تشكل السياسة الأمريكية تجاه الصين محورًا استراتيجيًا رئيسيًا له تأثيرات واسعة
على الأمن والتجارة العالمية، فخلال ولايته الأولى اعتبر ترامب الصين منافسًا
استراتيجيًا وفرض رسومًا جمركية على وارداتها إلى أمريكا، مما دفع الصين لفرض رسوم
مضادة، وسرعان ما جاءت جائحة كورونا لتزيد من توتر العلاقات، خاصة مع وصف ترامب
لفيروس كوفيد-19 بـ "الفيروس الصيني"، ورغم أن ترامب أشاد بقدرات الرئيس الصيني شي
جين بينج بوصفه زعيمًا قويًا يحكم بقبضة حديدية"، إلا أنه قوبل بانتقادات حيث تم
اعتباره مناصرًا للدكتاتوريين، ويبدو أن ترامب خلال فترته المقبلة سيتجنب النهج
الحالي القائم على تعزيز الشراكات الأمنية مع دول آسيا لاحتواء الصين، مفضلاً
سياسات أكثر تشددًا عبر فرض رسوم جمركية صارمة مع مواصلة دعمه لتايوان المستقلة.
|
تعتمد
الكثير من ملامح السياسة الخارجية لإدارة ترامب على الأشخاص الذين سيعينهم
في المناصب العليا مثل وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي،
فاختياراته لهذه المناصب قد تؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية
الأمريكية |
* بالنسبة للاتحاد الأوروبي:
رغم رسائل التهنئة الأوروبية التي توالت على ترامب بمجرد الإعلان عن فوزه، إلا أنها
تخبئ وراءها مخاوف عميقة من أن ترامب لا يعطي أهمية لما يعتقده حلفاؤه الأوروبيون،
ففوز ترامب يعني أن أوروبا ستجد نفسها أقل قدرة على الاعتماد على الولايات المتحدة
في قضايا الدفاع والأمن، فقد سبق لترامب أن هدد خلال ولايته الأولى بالانسحاب من
حلف شمال الأطلسي، وكرر مرارًا خلال حملته الانتخابية أن واشنطن لن تتدخل لمساعدة
الحلفاء الذين لا يستثمرون بما فيه الكفاية في تعزيز جيوشهم، خاصة في حال حدوث
عدوان روسي، وربما تلجأ العواصم الأوروبية إلى محاولة كسب ود ترامب على المستوى
الثنائي، لضمان استمرار اهتمام واشنطن بأمنها، ومن ذلك زيادة مشتريات الأسلحة
الأمريكية.
* بالنسبة لأفريقيا:
على الرغم من تراجع النفوذ الأمريكي في أفريقيا وتزايد المشاعر المعادية للغرب، لا
يزال لدى ترامب العديد من المعجبين في القارة السمراء، فمواقف ترامب حول القيم
العائلية، خاصة فيما يتعلق بالإجهاض والشذوذ، تلقى صدى قويًا هناك، حيث لا تزال
قوانين مكافحة المثلية الجنسية سارية في العديد من البلدان الأفريقية، ويدعم البعض
في أفريقيا سياسة "أمريكا أولاً" لترامب، معتقدين أنها تعني تقليص التدخل الأمريكي
في القارة، كما أن بعض المحللين يرون أن أفريقيا كانت في وضع أفضل خلال الإدارات
الجمهورية.
* أمريكا اللاتينية
فوز ترامب سيكون له تأثير كبير على أمريكا اللاتينية، حيث سيشعر الزعماء المحافظون
مثل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيس السلفادور نجيب بوكيلي، و الرئيس
البرازيلي السابق جايير بولسونارو، بالنشوة من جراء هذا الفوز، بينما يستعد
التقدميون مثل: جوستافو بيترو من كولومبيا، لعلاقات أكثر توترًا مع ساكن البيت
الأبيض الجديد، وقد تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين غير
الشرعيين، مما قد يتسبب في تأثيرات سلبية كبيرة على العديد من دول المنطقة التي
تعتمد على التحويلات المالية من الولايات المتحدة لدعم اقتصاداتها، كما أن تقييد
الهجرة قد يخلق تحديات كبيرة، خاصة إذا فرضت السياسات الاقتصادية الأمريكية إجراءات
تؤثر سلبًا على اقتصادات أمريكا اللاتينية، وأخيرًا قد تستفيد الأنظمة الاستبدادية
مثل فنزويلا ونيكاراغوا من سياسة أكثر مرونة في التعامل مع أمريكا، حيث من المحتمل
أن يتغاضى البيت الأبيض عن انتهاكات الديمقراطية طالما أن تدفقات الهجرة إلى
الولايات المتحدة تتراجع.
حـروب وصراعات
قدم ترامب وعودًا كبيرة خلال حملاته الانتخابية بشأن تسوية النزاعات الدولية، ومنها
وعده بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة، ورغم هذا الطرح الطموح،
يبدو أن الواقع سيكون أكثر تعقيدًا وصعوبة مما قد يتصور، كما كان الحال خلال ولايته
الأولى، فالمفاوضات في مثل هذه النزاعات تتطلب توازنًا دقيقًا بين القوى الكبرى، ما
يجعل من الصعب الوصول إلى حلول سريعة وفعّالة في ظل الظروف المعقدة والمصالح
المتشابكة، وبشكل عام فإن أبرز الصراعات الدائرة التي سيكون على ترامب التعامل معها
هي:
* الحرب الروسية ـ الأوكرانية:
قد يعني فوز ترامب نهاية المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، لدفع كييف للقبول
بشروط تفاوضية قد تكون أكثر ملاءمة لموسكو، فخلال حملته الانتخابية، كرر ترامب أنه
يستطيع إنهاء الحرب واقترح الإشراف على صفقة سلام، لكنه رفض تقديم تفاصيل حول كيفية
تحقيق ذلك. ومن أجل إغراء روسيا، قد يعد الغرب بتأجيل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال
الأطلسي، وهو ما قد يمثل تنازلاً كبيرًا في ظل الأزمة الحالية، وقد تضطر أوكرانيا
إلى التفاوض على أساس خطوط المواجهة الحالية، مما يعني التخلي عن بعض الطموحات
المتعلقة باستعادة كل أراضيها. من جهة أخرى، يرى معارضو ترامب، خاصة من
الديمقراطيين، أن هذا النهج يعد استسلامًا لأوكرانيا، مما يعرض استقرار أوروبا
بأكملها للخطر، فتركيز ترامب على إنهاء الحرب ووقف استنزاف الموارد الأمريكية قد
يؤثر سلبًا على قدرة الغرب على مواجهة العدوان الروسي.
* الحرب على غزة ولبنان:
وعد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط عبر إنهاء الحرب في غزة ولبنان، لكنه لم
يقدم أي تفاصيل أيضا حول كيفية تحقيق ذلك، وسبق وأن صرح مرارًا بأنه لو كان في
السلطة، لما هاجمت حماس إسرائيل بسبب سياسة الضغط الأقصى على إيران. ومن المرجح أن
يعود ترامب إلى اتباع سياسات مؤيدة لإسرائيل حيث تلقى دعمًا كبيرًا من قاعدته
الإنجيلية، ومؤكد أنه سيعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم التي طَبَّعت العلاقات بين
إسرائيل ودول عربية، مما أدى إلى زيادة عزلة الفلسطينيين.
* منطقة شبه الجزيرة الكورية:
تطرح عودة ترامب إلى السلطة أسئلة كبيرة بشأن الوجود الأمريكي في شبه الجزيرة
الكورية. قد يسعى ترامب إلى تقليص القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية البالغ عددها
أكثر من 28 ألف جندي، أو قد يطالب سيول وطوكيو بدفع المزيد مقابل ضمان أمنهما. سؤال
آخر هو ما إذا كان ترامب سيعود لاستئناف المحادثات مع كوريا الشمالية وعقد قمة أخرى
مع زعيمها كيم جونغ أون، وهل ستقبل كوريا الشمالية بذلك في ظل تحالفها العسكري
الجديد مع روسيا، إذ أصبح من غير المرجح أن تتفاوض بيونغ يانغ مع واشنطن، حيث
تستفيد من الدعم الدبلوماسي والموارد الاقتصادية والعسكرية من موسكو.
رئيس صعب التنبؤ به
تعتمد الكثير من ملامح السياسة الخارجية لإدارة ترامب على الأشخاص الذين سيعينهم في
المناصب العليا مثل وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، فاختياراته
لهذه المناصب قد تؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية الأمريكية،
بدءًا من مفاوضات وقف إطلاق النار وصولًا إلى تحديد الدول المستفيدة من نقل
الأسلحة. وفي ظل غياب جهاز دبلوماسي قوي وذو خبرة، قد يفضل ترامب التفاوض بمفرده
كما فعل في الماضي، وهو ما أسفر عن نتائج سلبية في بعض الحالات مثل محادثاته مع كيم
جونغ أون في 2019م، والتي انتهت دون أي التزامات من كوريا الشمالية بشأن برنامجها
النووي، كما أدت محادثاته مع طالبان إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ما
أسهم في انهيار الحكومة هناك.
ورغم هذه النتائج، تبدو قدرة ترامب على اتخاذ قرارات غير متوقعة بمثابة عنصر ضاغط
يبقي العديد من المسؤولين حول العالم في حالة من الترقب والقلق، خاصة في الدول التي
تعتمد على استقرار العلاقات الدولية واستمرار النهج التقليدي في صنع القرار، ولا شك
أن هذا النوع من الاضطراب في السياسة الأمريكية يترك عواقب غير محسوبة على مستوى
العالم، بما في ذلك تأثيراته الاقتصادية والعسكرية، كما أن بعض الحكومات تجد نفسها
مضطرة لإعادة التفكير في استراتيجياتها الدبلوماسية والعسكرية تحسبًا لأي خطوة غير
متوقعة قد يقدم عليها ترامب، خصوصًا في مناطق مضطربة بالأساس، وليست بحاجة إلى
حماقات رئيس الدولة الأكبر في العالم.