• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

غدر الشيعة بأهل السنة6

 غدر الصفويين بأهل السنة

بعد دخول إسماعيل الصفوي مدينة تبريز أصّر على أن كل من يخالف ذلك ويرفضه فإن مصيره القتل، حتى ذكر له أن عدد سكان تبريز السنة لا تقل نسبتهم عن الثلثين 65%) [1] )، فقال: إن من يقول حرفاً واحداً فإنه سيسحب سيفه ولن يترك أحداً يعيش. وقد روي أن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص، ومورس ضد السكان السنة أبشع أنواع القتل والتنكيل، حيث قطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومثل بالجثث [2].

وبعد هزيمته للأوزبك في محمود آباد – وهي قرية تبعد قليلاً عن مرو – سنة 916هـ (1510م)، أعمل إسماعيل الصفوي القتل في أهل مرو، وأمضى فصل الشتاء في هراة، وأعلن فيها المذهب الرافضي مذهباً رسمياً، على الرغم من أن أهالي هذه المناطق كانت تدين بالمذهب السني. كما سعى تعصباً إلى إنشاء عدد من المدارس لتدريس مذهبه ونشره بين الناس [3].

وكان الشاه عباس الأول أيضاً شديد الحرص على نصرة المذهب الرافضي، مما دفعه للبطش بالمخالفين وإلحاق الأذى والضرر بهم، خاصة أهل السنة.

وكان عباس هذا ينتقم من أهل السنة متى واتته الفرصة لذلك. وقد وصل العداء به إلى درجة أنه حاول إقناع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مشهد. وذلك لأن الواجب القومي في زعمه يحتم عدم سفر الإيرانيين إلى مكة عبر أراضي العثمانيين السنة حتى لا يدفعوا لهذه الدولة المعادية رسم عبور [4].

أما رولان موسينيه، فيعلل هذا التصرف بالحيلولة دون خروج الذهب من البلاد [5].

ولكي يرغب قومه في هذه الفكرة، كان عباس الأول يكثر من التردد على مشهد وزيارة قبر الإمام الثامن بها. كما أن سيره على الأقدام من أصفهان إلى مشهد كان وسيلة من وسائل ترغيبهم في تقليده والحج إلى ذلك المزار القبوري، بدلاً من الحج إلى الكعبة المشرفة في مكة [6]. ولذلك اعتاد الفرس أن يحجوا إلى مشهد بدلاً من الحج إلى مكة [7].

وكانت المعاملة السيئة التي عامل بها الأكراد الإيرانيين مرجعها بالدرجة الأولى إلى تبعية هؤلاء الأكراد للمذهب السني، وعدم قبولهم الدخول في مذهب الرافضة، مما جعلهم هدفاً لغضبه وحقده، ووصل الأمر في تعنته معهم إلى درجة التشريد في البلاد، ونقل عدداً كبيراً منهم من كردستان إلى خرسان، وسبب لهم ألماً نفسياً وإحساساً بالظلم والغربة والتشرد [8].

وكان الشاه عباس الأول قاسي القلب خشنا مع الأسرى السنة من العثمانيين والأوزبك. وكان أقل عقاب يوقع عليهم إن لم يقتلوا هو سمل عيونهم. ولم يكن يصفح عن أي أسير منهم إلا إذا أعلن تخليه عن المذهب الرافضي [9].

وقد نقل جلال الدين محمد اليزيدي المنجم الخاص للشاه عباس في كتابه "تاريخ عباسي" العديد من مظاهر تعنته مع أهل السنة منها:

·      أنه نزل في عام 1008هـ (1599م) ببلدة سمنان، وبسبب تطاول حاكمها عليه وعدم امتثال أهلها لقوانينه، تم اعتقال عدد كبير من أهل السنة بها، وأمر عباس بإطعام عوامهم بأذان وأنوف علمائهم، ثم حصّل 300 تومان منهم تكفيراً لجرمهم! [10].

·      وفي عام 1018هـ (1609م) بلغه أن حاكم مدينة همدان ويدعى محمود الدباغ، وهو سني المذهب، كان يؤذي الشيعة هناك، فأمر بإلقاء القبض عليه، والفتك به، ولكن محموداً اختفى، فأصدر الشاه أمراً مؤداه: إذا لم يظهر محمود الدباغ في ظرف ثلاثة أيام فسيتم قتل كل أفراد القبائل السنية في المدينة، ويتم الاستيلاء على أموالهم ونسائهم وأطفالهم، وأخيراً ألقي القبض على الدباغ فأعدم [11].

·      وفي عام 1020هـ (1611م) زار عباس قبر الشيخ زاهد الجيلاني مرشد جده صفي الدين الأردبيلي، وتصدق بأموال طائلة، وأمر أن توزع على خدام القبر وزواره بشرط ألا يقدم منها شيء لأي سني، كما قام بلعنهم [12].

وعلى العموم، فإن الصفويين الذين أقاموا دولة فارسية رافضية متعصبة في إيران، قد حاربوا أهل السنة الذين كانوا أكثرية في البلاد بكل الوسائل المتاحة لهم.

 

المقدمة  1  2  3  4  5  6  7  الخاتمة
 

 


[1]- عبد الله الغريب: وجاء دور المجوس، ص 80، (بتصرف).

[2]- أحمد الخولي: الدولة الصفوية، ص 51.

[3]- فوزي توكر: الصفويون، شبكة المعلومات الدولية، موقع (Google)

[4]- بديع محمد جمعة: الشاه عباس الكبير، ص 101، (بتصرف).

[5]- القرنان 16-14م (تاريخ الحضارات العام)، بإشراف موريس كروزيه، ج 4، ص574.

[6]- بديع محمد جمعة: الشاه عباس الكبير، ص 102.

[7]- رولان موسينيه: القرنان: 16-14 (تاريخ الحضارات العام)، ج 4، ص 574.

[8]- محمد أمين زكي: تاريخ الكرد وكردستان، ص 102.

[9]- محمد بديع جمعة: الشاه عباس الكبير، ص 103.

[10]- المصدر السابق، ص 102 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص 37 وما بعدها).

[11]- المصدر السابق، ص104 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص 37 وما بعدها).

[12]- المصدر السابق، ص 104 (نقلاً عن تاريخ عباسي، ص 37 وما بعدها).

 

 

أعلى