يقيم المسلمون شعيرة قيام الليل في ليالي رمضان ، وقد كان السلف يطيلونها ،
حتى إنهم يستريحون في أثنائها ليجددوا النشاط والعزم ؛ فاصطُلح بعد ذلك على
تسميتها : ( صلاة التراويح ) ، والمسلم يقيمها ويحرص على حضورها كاملة مع إمامه ،
لينال فضائل عديدة .
فضائل صلاة التراويح : من أهم فضائل صلاة التراويح ما يلي :
فضيلة قيام رمضان : لحديث أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة
، فيقول : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه » [1] ، وقوله : « إيماناً » يعني : إيماناً بما وعد الله من الثواب
للقائمين ، وقوله : « احتساباً » يعني : طلباً لثواب الله لا رياءً ولا سمعة ولا
طلباً لجاه [2] ، ولحديث أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له
قيام ليلة » [3] .
فضيلة قيام الليل : لقوله تعالى : { تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن
قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (
السجدة : 16-17 ) . ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة صلاة الليل
» [4] ، ولحديث جابر رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم
يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة » [5] .
فضيلة كثرة السجود : لقوله
صلى الله عليه وسلم لثوبان رضي الله عنه : «عليك بكثرة السجود لله ؛ فإنك لن تسجد
لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة » [6] ، وعن ربيع بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال : كنت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سل . فقلت : مرافقتك في الجنة
، قال : أَوَ غير ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود » [7] .
فضيلة إكمال نقص الفرائض بالتطوع : لقوله صلى الله عليه وسلم : « إن أول ما يحاسب العبد عنه يوم القيامة
الصلاة ؛ فإن كان أتمها كتبت له كاملة ، وإن لم يكن أتمها قال الله عز وجل :
انظروا ! هل لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته » [8] .
وبرغم هذه المقاصد والفضائل فقد اعتاد بعض المصلين لصلاة التراويح
على أدائها بطريقة معتادة ، مع غفلة عن الفضائل ، أو ذهول عن المقاصد التي شرع من
أجلها قيام رمضان ، أو ربما أدوها مع هجر لبعض السنن التي كان النبي صلى الله عليه
وسلم يواظب عليها أو يفعلها أحياناً ، أو التزموا فيها سنناً لم يلتزمها صلى الله
عليه وسلم كالتزامهم للواجبات ؛ فربما أصبحت حال بعضهم كما وصف الرسول صلى الله
عليه وسلم : « إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عُشرها ، تُسعها ، ثمنها
، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها » [9] ، ولهذا توجه التنبيه على ما يعين المصلين على حسن أدائهم لصلاتهم .
والأئمة على ثغر : ولما
كان لأئمة المساجد مكانة في تعليم الناس السنن ؛ فهم محل الاقتداء ، وإليهم يَرِدُ
العامة وعنهم يصدرون ؛ وبصلاتهم يتعلم الصغير والكبير ، وبانصرافهم من صلاة
التراويح يتم لمن خلفهم قيام ليلة ؛ ولأثرهم البالغ ومكانتهم دعا النبي صلى الله
عليه وسلم لهم في قوله : « الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة ،
واغفر للمؤذنين ! » [10] ، ومما يوقظ همة الإمام
للعناية بصلاة الجماعة وبصلاة التراويح خاصة أمور كثيرة لعل من أهمها :
1 - الإمام مع خاصة نفسه :
* الإخلاص مطلب : وكمال الإخلاص
الحذر من غوائله والبعد عما يخل به [11] ، كما حذر من ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم صحابته بقوله : « ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح
الدجال ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : الشرك الخفي : يقوم الرجل فيصلي فيزين
صلاته لما يرى من نظر رجل » [12] ، والتحذير لمن بعدهم آكد
وأشد ، والآيات والأحاديث وأقوال السلف في هذا الباب أشهر من أن يذكر به الأئمة ،
ولكن لابن مفلح رحمه الله تذكير وتساؤل يحسن إيراده ؛ حيث قال : « تُرى بماذا تحدث
عنك سواري المسجد في الظُّلَم من خوف الوعيد والتذكر للآخرة ؟ إذا تحدثت عن أقوام
ختموا في بيوتهم في الظُّلَم من خوف الوعيد والتذكر للآخرة ؟ إذا تحدثت عن أقوام
ختموا في بيوتهم الختمات اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث انسل من فراش
عائشة رضي الله عنها إلى المسجد ، لا شموع ، ولا جموع ، طوبى لمن سمع هذا الحديث ،
فانزوى إلى زاوية بيته ، وانتصب لقراءة جزء في ركعتين ، بتدبر وتفكر ؛ فيا لها من
لحظةٍ ما أصفاها من كدر المخالطات ، وأقذار الرياء ! » [13] .
* وللتميز سبيل : حيث قال الخطيب البغدادي رحمه الله : « ينبغي لطالب
الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار الرسول صلى الله
عليه وسلم ما أمكنه ، وتوظيف السنن على نفسه ؛ فإن الله تعالى يقول : { لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (
الأحزاب : 21 ) » [14] .
* صلاة الإمام لوحده أطول : لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا صلى
أحدكم للناس فليخفف ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء » [15] ، وهو تصريح بتخفيف صلاة الفريضة على الناس ، وفيه إشارة إلى أن صلاة
الإمام لنفسه ستكون أطول من صلاته بالناس ؛ حيث داعي الأجر موجود ، والمانع من
التطويل قد زال ، فإذا حدث العكس فإن ذلك خلاف للأصل ، ولعله عارض لا يدوم .
* وله أوقات لجلاء قلبه : لأنه لا زاد له سواه { يَوْمَ
لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ( الشعراء : 88-89 ) ؛ ولذلك حين أوصى ابن دقيق العيد رحمه الله أخاً له في الله
أكد عليه برعاية أحوال قلبه ودله على ما يعينه ، فقال : « وهذه والله أحوال تنال
بالخضوع والخشوع ، وبأن تظمأ وتجوع ، وتحمي عينيك الهجوع ، ومما يعينك على هذا
الأمر الذي قد دعوتك إليه ، ويزودك في سفرك للعرض عليه أن تجعل لك وقتاً تعمره
بالتذكر والتفكر ، وأياماً تجعلها معدة لجلاء قلبك ؛ فإنه متى استحكم صداه صعب
تلافيه ، وأعرض عنه من هو أعلم بما فيه ، فاجعل همتك الاستعداد للمعاد ، والتأهب
لجواب الملك الجواد ؛ فإنه يقول : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا
يَعْمَلُونَ } (الحجر:92-93) ، ومهما
وجدت من نفسك قصوراً ، واستشعرت من نفسك عما بدا لها نفوراً ، فاجأر إليه ، وقف
ببابه ؛ فإنه لا يعرض عمن صدق ، ولا يعزب عنه خفاء الضمائر { أَلاَ
يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } (
الملك : 14 ) » [16] .
2 - الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم :
لقوله صلى الله عليه وسلم : « صلوا كما رأيتموني أصلي » [17] ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « تقدموا فأتموا بي ، وليأتم بكم من
بعدكم » [18] ، وقيل في معنى الحديث :
تعلموا مني أحكام الشريعة ، وليتعلم منكم التابعون بعدكم ، وكذلك أتباعهم إلى
انقراض الدنيا [19] .
وفي الحرص على سنة المصطفى فضائل جمة وكثيرة يجملها ابن قدامة رحمه
الله بقوله : « وفي اتباع السنة بركة موافقة الشرع ، ورضى الرب سبحانه وتعالى ورفع
الدرجات ، وراحة القلب ، ودَعَة البدن ، وترغيم الشيطان ، وسلوك الصراط المستقيم »
[20] .
3 - أهمية العمل بالسنن :
للعمل بالسنن والمستحبات أجور وغنائم من علم بها شمَّر عن ساعد الجد
، وابتدر ميدان التنافس ، وسابق إلى خيرات ربه ، ومن أعظم ما يحفز المرء على ذلك
الحديث القدسي العظيم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله تعالى
قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ
مما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، وكنت رجله التي
يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه » [21] .
4 - آثار هجر السنن :
لهجر السنن آثار متعددة ؛ فمن ذلك أنه لما اعتاد كثير من الناس أداء
صلاة التراويح بطريقة ثابتة شب عليها الصغير ، وهرم عليه الكبير ، حسبوا أن السنة
المشروعة لصلاة الليل لا تكون إلا كذلك ؛ وهذا فيه خلل كبير ؛ ولهذا حذر الأئمة من
هذا المسلك ؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : « هجرُ ما وردت به السنة وملازمة
غيره قد يفضي إلى جعل السنة بدعة » [22] ، « ولهذا أكثرُ المداومين
على بعض الأنواع الجائزة ، أو المستحبة ، لو انتقل منه لنفر عنه قلبه وقلب غيره ،
أكثر مما ينفر عن ترك كثير من الواجبات ؛ لأجل العادة التي جعلت الجائز كالواجب » [23] ، حتى إنه قال رحمه الله : « ومن أصر على ترك السنن الرواتب دل ذلك
على قلة دينه ، وردت شهادته في مذهب أحمد الشافعي وغيرهما » [24] .
وقال عبد الله بن منازل رحمه الله : لم يُبتلَ أحدٌ بتضييع السنن إلا
يوشك أن يبتلى بالبدع [25] .
بل عد ابن مسعود رضي الله عنه أن ملازمة نوع من السنة وهجر نوع آخر
من كيد الشيطان وتلاعبه على ابن آدم ، فقال رحمه الله : « لا يجعل أحدكم نصيباً
للشيطان في صلاته أن لا ينصرف إلا عن يمينه ، قد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم أكثر ما ينصرف عن شماله » [26] يعني بعد السلام ، ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله : « ولبَّس
الشيطان على آخرين منهم ؛ فهم يطيلون الصلاة ، ويكثرون القراءة ، ويتركون المسنون
في الصلاة ، ويرتكبون المكروه فيها » [27] ؛ فما الشأن إذا كان « كثير من الناس اليوم يصلون التراويح بسرعة
عظيمة ، لا يأتون فيها بواجب الهدوء والطمأنينة التي هي ركن من أركان الصلاة ، ولا
تصح الصلاة بدونها ، فيخلون بهذا الركن ، ويتعبون من خلفهم من الضعفاء ، والمرضى ،
وكبار السن ؛ يجنون على أنفسهم ، ويجنون على غيرهم . وقد ذكر العلماء رحمهم الله
أنه يكره للإمام أن يسرع سرعةً تمنع المأمومين فعل ما يسن ؛ فكيف بسرعة تمنعهم فعل
ما يجب ، نسأل الله السلامة » [28] . قال النووي رحمه الله في
صفة التراويح : « كصفة باقي الصلوات ، ... كدعاء الافتتاح واستكمال الأذكار
الباقية ، واستيفاء التشهد والدعاء بعده ... وإن كان هذا ظاهراً معروفاً فإنما
نبهت عليه لتساهل أكثر الناس فيه ، وحذفهم أكثر الأذكار » [29] ، و « ما اعتاده أئمة المصلين في التراويح من الإدراج في قراءتها
والتخفيف في أركانها ... وسبب جميع ذلك إهمال السنن ، واندراسها لقلة الاستعمال ،
حتى صار المستعمل لها مجهّلاً عند كثير من الناس لمخالفته ما عليه السواد الأعظم »
[30] .
5 - من دعا إلى خير فله مثل أجره :
إن مما هيأ الله للأئمة من فضل في رمضان [31] ، وفي غيره : فرصة تعليم الناس ودلالتهم على الخير ؛ فقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يتخول الصحابة بالموعظة ، ويستثمر اجتماع الناس للصلاة ،
فيحدثهم نساءً ، ورجالاً ، وكفى الإمام حافزاً لذلك أن الملائكة تستغفر لمعلم
الناس الخير ، وأن من تعلم منه سنة بقوله أو فعله فله أجر من عمل بها ، لقوله صلى
الله عليه وسلم : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل من تبعه ، لا ينقص ذلك من
أجورهم شيئاً » [32] .
وغير خاف أن تذكير الناس بما هم يباشرونه من عبادة مقدم في التعليم ؛
وذلك للحاجة إليه ؛ وخاصة إذا كثرت المخالفات جهلاً أو إهمالاً ، كأحكام الصلاة
والصيام ، فريضة ونفلاً ، وأن يخص هنا التنبيه إلى أهمية تعليم الناس هدي المصطفى
صلى الله عليه وسلم قبل العمل به إذا كان سنة مهجورة ، أو غير مألوفة عند عامة
المصلين ؛ فإن ذلك أدعى لقبول الحق ، وأحرى بحسن التسليم والانقياد .
حتى لا تنحسر روح العبادة في صلاة التراويح :ومن أجل أن لا تصبح صلاة
التراويح ، وقيام الليل عادة ، تنحسر فيها روح العبادة ، يتأكد التنبيه على الأمور
الآتية [33] :
1 - الاستفتاح بصلاة خفيفة : لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: « إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين » [34] ، وروت عائشة رضي الله عنها مواظبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ذلك فقالت : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته
بركعتين خفيفتين » [35] .
2 - تنويع أدعية الاستفتاح : وإن طال السكوت بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة اقتداءً بالنبي صلى
الله عليه وسلم ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : « بأبي وأمي يا رسول الله
! أرأيت إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال : أقول : اللهم باعد بيني وبين
خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب
الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد » [36] .
وثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كان يجهر بدعاء الاستفتاح : « سبحانك
اللهم وبحمدك » [37] .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من
الليل افتتح صلاته : « اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض
، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما
اختُلف فيه من الحق بإذنك ؛ إنك تهدي إلى صراط مستقيم » [38] .
وأحاديث الاستفتاح كثيرة [39] ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « فالأفضل أن يستفتح
بكل واحد ؛ فلكل استفتاح حاجة ليست لغيره ، فيأخذ المؤمن بحظه من كل ذكر » [40] .
3 - قراءة الفاتحة آية آية : فعن قتادة رحمه الله أنه قال : « سألت أنس رضي الله عنه عن قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان يمد مداً . ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم
: يمد بسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم » [41] .
وعن يعلى بن مَملكٍ أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصلاته ؟ قالت : « ما لكم وصلاته ؟ ثم نعتت قراءته ؛ فإذا
هي تنعت قراءةً مفسرةً حرفاً حرفاً » [42] . وذلك والله أعلم هو المقصود من قوله تعالى : { وَقُرْآناً
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } (الإسراء:106).
وقال ابن الجوزي : { عَلَى مُكْثٍ } (
الإسراء : 106 ) : على تؤدة وترسُّل ليتدبروا معناه » [43] . وقوله : { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً }) المزمل( 4: . قال
البغوي رحمه الله : ترتيل القراءة : التأني والتمهل ، وتبيين الحروف والحركات ،
تشبيهاً بالثغر المرتل ، وهو المشبه بنَوْر الأقحوان » [44] ، وقال القرطبي : « أي لا تعجل بقراءة القرآن ، بل اقرأه في مهل
وبيان مع تدبر المعاني » [45] .
4 - الوقوف عند الآيات : بالتسبيح
والسؤال والتعوذ ، كما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ذلك عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؛ فقد قال : « صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح
البقرة فقرأها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ
مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ
، ثم ركع ، فجعل يقول : سبحان ربي العظيم ، فكان ركوعه نحواً من قيامه ، ثم قال :
سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد . ثم قام طويلاً قريباً من ركوعه ، ثم سجد فقال
: سبحان ربي الأعلى ، فكان سجوده قريباً من قيامه » [46] .
ونحو ذلك روى عوف بن مالك رضي الله عنه قال : « قمت مع النبي صلى
الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ، ولا يمر
بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع بقدر قيامه ، يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت
والملكوت والكبرياء والعظمة ، ثم سجد بقدر قيامه ، ثم قال في سجوده مثل ذلك ، ثم
قام فقرأ آل عمران ، ثم قرأة سورة سورة » [47] .
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : « كان صلى الله عليه وسلم
يقرأ بالسورة فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها » [48] .
5 - عدم قصر البكاء على أحوال مخصوصة : كمن يقصر تأثره على آيات
العذاب والترهيب ، أو يقصر خشوعه عند تأثر لإمام وبكاء ، أو يقصر خشوعه وتأثره
وتأمله لما يسمع في دعاء القنوت .
6 - تنويع العمل بكيفية قيام الليل : اقتداءً بالنبي صلى الله عليه
وسلم ونشراً لسنته ، وإحياء لما اندرس منها أو هُجِرَ ؛ ولقد ثبت عنه صلى الله
عليه وسلم عدة كيفيات لصلاة الليل من فعله وقوله ، ولما سألت عائشة رضي الله عنها
: « بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ؟ قالت : كان يوتر بأربع وبثلاث ،
وست وثلاث ، وعشر وثلاث ، ولم يكن يوتر بأقصر من سبع ، ولا بأكثر من ثلاثة عشر » [49] ، وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : « الوتر حق ؛ فمن شاء فليوتر بخمس ، ومن شاء فليوتر بثلاث ، ومن شاء
فليوتر بواحدة » [50] .
ومن تلك الكيفيات الثابتة [51] ما يلي :
أولاً : يصلي ثلاث عشرة
ركعة ، يفتتحها بركعتين خفيفتين ، يسلم من كل ركعتين ، ثم يوتر بواحدة .
ثانياً : يصلي ثلاث عشرة
ركعة ، منها ثمانٍ يسلم بين كل ركعتين ، ثم يوتر بخمس لا يجلس ولا يسلم إلا في
الخامسة .
ثالثاً : يصلي إحدى عشرة
ركعة ، لما روته عائشة رضي الله عنها قالت : « كان صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً
فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ،ثم يصلي
ثلاثاً » [52] .
رابعاً : يصلي إحدى عشرة
ركعة ، يصلي أربعاً بتسليمة واحدة ، ثم أربعاً بتسليمة واحدة ثم ثلاثاً .
خامساً : يصلي إحدى عشرة
ركعة ، منها ثماني ركعات لا يقعد فيها إلا في الثامنة ، يتشهد ثم يقوم ولا يسلم ،
ثم يأتي بركعة ثم يسلم ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس .
سادساً : يصلي تسع ركعات
، منها ست لا يقعد إلا في السادسة ، ثم يتشهد ولا يسلم ، ثم يقوم ثم يأتي بثلاث
ركعات .
قال الحافظ ابن نصر المروزي رحمه الله : « العمل عندنا بهذه الأخبار
كلها جائز ، وإنما اختلفت لأن الصلاة بالليل تطوع ، الوتر وغير الوتر ، فكان النبي
صلى الله عليه وسلم تختلف صلاته بالليل ووتره على ما ذكرنا : يصلي أحياناً هكذا
،وأحياناً هكذا ، فكل جائز حسن » [53] .
7 - العمل بأدعية السجود والركوع المأثورة : وهي كثيرة مشهورة ، ومنها
ما يقال فيهما مثل : ما ورت عائشة رضي الله عنها قالت : « كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه ، وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم
اغفر لي ؛ يتأول القرآن » [54] ، وتأمل أنه يكثر أن يقول
هذا الذكر وأقل الكثير ثلاثة ، وأيضاً قوله : « سبوح قدوس رب الملائكة والروح » [55] ، ومما ثبت قوله في الركوع : « اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت
، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي ، وعظمي ، وعصبي » [56] ، وتقدم في حديث حذيفة طول ركوعه وسجوده أنه بمقدار قيامه . ومما
يستوحش منه فعل بعض الأئمة حين يطيل دعاء القنوت ، حتى إذا سجد ظننته خاشعاً ،
فإذا به يعجل سجوده ، ونسي الأمر بإكثار الدعاء في السجود ؛ حيث يكون العبد أقرب
ما يكون إلى ربه ؛ فربما فوت على المصلين هذا الفضل .
8 - إطالة ما بين السجدتين والرفع من الركوع : وذلك عملاً بالسنة
المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم في حديث حذيفة رضي الله عنه قال :
« ثم قال : سمع الله لمن حمده . فقام قياماً نحواً من ركوعه » ، وفي رواية : «
فقام قياماً طويلاً » [57] ، وإن لم يداوم الإمام على
ذلك فليفعله أحياناً ، تعليماً للناس ، وتذكيراً لهم ، وإحياءً للسنة ، ومما ثبت
مما يقال بين السجدتين قوله : « رب اغفر لي ، وارحمني ، وعافني ، واهدني ، واجبرني
، وارزقني » [58] ، ومما ثبت مما يقال بعد
الرفع من الركوع ، قوله : « اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض ، ملء ما
شئت من شيء بعد » [59] ، ونحوه بزيادة : « اللهم طهرني
بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب
الأبيض من الوسخ » [60] .
ولذلك إنك لتعجب ممن أطال الصلاة ينقر هذا الموطن فيفوِّت عليه فضيلة
هذه الأدعية ، ثم إذا قام للقنوت وعزم على إطالته لم يكن لهذه الأدعية نصيب ولا
وقت .
9 - ترك القنوت أحياناً : ومما يلفت النظر أنه لم يثبت حديث من فعله
صلى الله عليه وسلم أنه قنت بالصحابة في صلاة الليل في رمضان ، فضلاً أن يثبت أنه داوم
عليه صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كان على من أراد بيان السنة عملياً للمصلين أن
يترك القنوت أحياناً لبيان أنه غير واجب ، وأن في الصلاة مواطن للدعاء تزيد عليه
في الفضيلة كالسجود ومواطن أخرى كالركوع وقبل السلام وغيرها ، وكذلك في تركه
أحياناً تعليق أذهان المصلين بحسن التلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث يلتزم
ما ثبت أنه التزمه ، وأن يفعل أحياناً ما كان يفعله أحياناً .
10- القنوت قبل الركوع أحياناً : وكذلك فعل القنوت قبل الركوع ، فقد
ثبت فعله صلى الله عليه وسلم ؛ ففعله في صلاة التراويح تعليم للناس ، وترك للعادة
، واستحضار لروح العبادة « لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على
سبيل العادة ، ولكن إذا كان يعوِّد نفسه أن يقول أو يعمل هذا مرة وهذا مرة ، صار
منتبهاً للسنة » [61] .
11 - الدعاء في القنوت بالمأثور : والمأثور ولله الحمد مشهور معروف ،
وكثير من الأدعية القرآنية تكاد تهجر ، وقد حض الله على أدعية كثيرة ، ورغب فيها
بأساليب مختلفة ؛ فمن ذلك قوله تعالى : { وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ
مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ } (
البقرة : 201-202 ) ، وفي ذكر أدعية الأنبياء عليهم
السلام وأن الله أجاب دعوتهم أعظم ترغيب ، وكذلك ذكر أدعية الصالحين دون ذكر
أعايانهم تهييج على اللهج بأدعيتهم كقوله عن دعاء الراسخين في العلم : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ
أَنْتَ الوَهَّابُ } (آل عمران:8) ،
وكذلك ذكر دعاء الحواريين أتباع الأنبياء في سورة آل عمران ، قال تعالى : { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ
إِلاَّ أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي
أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ } ( آل عمران : 147 ) ، وما يقال في الأدعية القرآنية يقال في الأدعية النبوية ؛
حيث كان صلى الله عليه وسلم يكثر من أدعية ويرددها حتى لفت ذلك أنظار الصحابة رضي
الله عنهم ونقلوا ذلك عنه .
(1) رواه مسلم ، 147 ، وروى آخره البخاري ، 4/ 217 ، 218 ، ومسلم
759 .
(2) انظر : مجالس شهر رمضان ، ص 20 .
(3) رواه أبو داود ، 1245 ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ،
والإرواء ، 447 .
(4) رواه مسلم ، ح/ 1163 .
(5) رواه مسلم ، ح/ 757 .
(6) رواه مسلم ، ح/ 488 .
(7) رواه مسلم ، ح/ 489 .
(8) رواه أحمد ، 4/ 103 ، والترمذي ، 2/ 269 ، ح/ 413 ، وقال :
حديث حسن غريب .
(9) رواه ابن المبارك في الزهد ، 10/21 ، وأبو داود والنسائي قال
الألباني : بسند جيد صفة الصلاة ، 36 .
(10) رواه أبو داود ، 356 ، والترمذي ، 402 ، وأحمد 284 ، والبيهقي
، 430 ، وصححه أحمد شاكر في شرحه لعلل الترمذي ، 1/ 405 ، انظر : أحكام الإمامة ،
للمنيف ، 68 .
(11) كالرياء والسمعة ؛ حيث « الرياء : إظهار العبادة لقصد رؤية
الناس لها فيحمدون صاحبها ، والسمعة لما يسمع كالقراءة والوعظ والذكر » ، فتح
المجيد ، 377 .
(12) الحديث رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأخرجه أحمد ،
2642 ، وابن ماجة ، 4204 ، قال البوصيري في الزوائد : وإسناده حسن وحسنه الأرناؤوط
في تخريجه لكتاب فتح المجيد ، 440 ،
وكذلك المهدي ، 378 .
(13) باختصار يسير ، من (الآداب الشرعية) ، 2/ 301 310 .
(14) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، 1/ 215 .
(15) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وأحمد .
(16) مقدمة أحمد شاكر لكتاب (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) ، ص
38 .
(17) رواه البخاري ، 631 ، 7246 ، من حديث مالك بن الحويرث رضي
الله عنه ، ورواه أحمد ، 5/53 ، والدارمي ، 1/ 286 ، والدارقطني ، 1/ 272 ،
والبيهقي ، 2/ 17 .
(18) رواه مسلم ، 4/ 158 .
(19) انظر : فتح الباري ، لابن حجر ، 2/ 205 .
(20) كتابه (ذم الموسوسين) ، ص 41 .
(21) رواه البخاري ، 6502 ، و أبو نعيم في الحلية ، 1/4 ، والبيهقي
في الزهد ، 690 ، والسنن ، 3/ 346 ، 10/
219 ، والبغوي في شرح السنة 1248 ، انظر : تخريج الأرناؤوط لجامع العلوم ، 2/ 330 .
(22) الفتاوى ، 22/ 66 .
(23) الفتاوى ، 24/ 248 .
(24) الفتاوى ، 23/ 88 ، 127 .
(25) الاعتصام ، 1/ 128 .
(26) أخرجه البخاري ، 852 ، ومسلم 707 .
(27) تلبيس إبليس ، ص 136 .
(28) مجالس شهر رمضان ، ص 21 ، وقد نبه إلى نحو هذا
الألباني في كتابه صلاة التراويح ، ص 99 .
(29) من كتابه الأذكار ، ص 156 .
(30) كتاب العامري (بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير
والمعجزات والشمائل) نقلاً من كتاب صلاة التراويح للألباني ، ص 105 .
(31) يرجع إلى سماع المحاضرة القيمة : (رمضان فرصة للتعليم
والدعوة) ، لفضيلة الشيخ محمد المنجد .
(32) رواه مسلم ، الصحيحة ، 863 .
(33) ومنها أمور عامة لا تختص بصلاة الليل .
(34) رواه مسلم ، 768 ، وأبو داود ، 1323 ، 1324 .
(35) رواه مسلم ، 767 .
(36) رواه البخاري ، 744 ، ومسلم ، 598 ، وأحمد 6867 ، وأبو داود ،
وابن ماجة 797 ، والدارمي ، 1216 ، والنسائي ، 885 .
(37) رواه مسلم ، ك 4/52 ، وعند البيهقي : قال الراوي : يسمعنا ذلك
ويعلمنا ، وروي فعل ذلك عن عثمان رضي الله عنه ، 1/31 .
(38) رواه مسلم ، 770 ، وأبو داود ، 767 .
(39) انظر : كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني رحمه
الله ، ص 91 ، وقد ذكر اثني عشر حديثاً في ذلك .
(40) الفتاوى ، 22/ 342 .
(41) أخرجه البخاري ، 9/ 79 ، ونحوه عند أبي داود ، 1456 ،
والنسائي ، 2/ 179 .
(42) رواه النسائي ، 2/ 181 ، وروى نحوه الترمذي 2924 ، وقال :
حديث حسن صحيح وأبو داود 1466 ، وفي رواية : (يُقَطِّع قراءته آية آية) ، رواه أبو
داود ، 4001 ، وصححه ابن خزيمة ، والدارقطني ، 181 ، و أحمد 6/302 ، والحاكم وأقره
الذهبي قال الجزري في (النشر) ، 1/ 226 ، وهو حديث حسن ، وسنده صحيح انظر : جامع
الأصو ل ، 2/ 463 ، وضعفه الألباني في (ضعيف أبي داود) ، 260 ، وقال في صفة الصلاة
: قراءة (مفسرة حرفاً حرفاً) رواه ابن المبارك في الزهد ، 1/ 162 ، من الكواكب ،
575 ، وأبو داود بسند صحيح ، ص 124 .
(43) زاد المسير ، 5/ 70 ، وانظر : أخلاق حملة القرآن ، ص 82 .
(44) شرح السنة ، 2/ 465 .
(45) الجامع لأحكام القرآن ، 19/37 .
(46) رواه مسلم ، 1764 ، والنسائي ، 1633 ، وأبو داود ، 871 ،
والترمذي ، 262 ، وابن ماجة ، 897 .
(47) رواه أبو داود ، 873 ، وصححه النووي في المجموع ، 4/ 67 ،
والألباني في صحيح أبي داود ، 817 .
(48) رواه مسلم ، 733 ، و الترمذي ، 373 ، و النسائي ، 1658 ، و
الدارمي ، 1350 ، ومالك ، 285 .
(49) رواه أبو داود ، 1/214 ، وأحمد ، 6/ 149 ، وصححه العراقي في
تخريج الإحياء 573 ، والألباني ، انظر : صلاة التراويح ، ص 84 .
(50) رواه البيهقي ، 3/ 27 ، و الدارقطني ، 182 ، و الحاكم ، 1/
301 ، وصححه ووافقه الذهبي ، والنووي في
المجموع ، 4/ 17 ، 22 ، وصححه ابن حبان كما في الفتح ، 2/ 386 ، وصححه الألباني ،
انظر : كتاب التراويح ، ص 84 .
(51) وما يلي ذلك مأخوذ من كتاب صلاة التراويح للألباني ، ص 86 ،
وقد اختصرها في كتاب قيام الليل ، ص 28 .
(52) رواه البخاري ، 3/ 227 ، ومسلم ، 738 .
(53) قيام الليل ، ص 119 ، نقلاً عن كتاب التراويح ، للألباني ، 95
.
(54) أخرجه البخاري ، 4968 ، ومسلم ، ك 4 ، ح/ 217 ، وأبو داود
والنسائي وابن ماجة .
(55) رواه مسلم 487 ، و أبو عوانة ، 2/ 167 .
(56) رواه مسلم ، 771 .
(57) رواه أبو داود ، 874 ، وصححه الألباني في المشكاة ، رقم 1200
.
(58) رواه أبو داود ، 850 ، والترمذي ، 284 ، و ابن ماجة ، 898 .
(59) رواه مسلم ، 376 .
(60) رواه مسلم ، 476 .
(61) الشرح الممتع ، 3/ 37 .