وقفة ببابِ الرحمن
ثْقَلاً بالذنـوبِ جئتُك ربِّي
كاسِفَ البال، طارقاً خيرَ بابِ
وبقلبي نُدُوب أيامِ سوءٍ
كنتُ فيها مَغَرَّراً بِسَرابِ76
أقطف السيئات غيرَ مُبالٍ
بوَعيدٍ مُروِّع وحِسابِ
وإمامي الهوى، ونفسي دليلي
واللعين الـمَريدُ خيرُ صِحابي
جئتُ مستعتِباً وحولي خطايا
حاصرتني، وطامِعاً في متابِ
أترجَّى السَّماح من خير سمحٍ
أسأل الصفح قبل يومِ الإيابِ
قبل أهوال مَحشرٍ، وخطوبٍ
تَدَع المرء صارِخاً: واشبابي!
لَهْفَ نفسي على سنينَ تَوَلَّتِ
وهي حُبلى بما يسوءُ مَآبي
لَهفَ نفسي على ليالٍ تَقضَّت
في سُباتٍ، فما أَطمَّ مُصابي!
ربِّ فاغفر فما لِعَبدٍ مُسِيءٍ
غيرُ رُحماك، يا أعزَّ جَنابِ!
واعفُ عفواً مُجرِّفا لِذنوبٍ
هِيَ مِني كما ترى في كتابي
أَحدَقَت بي، وأوجمتني؛ فما لي
غيرُ إشفاقِ صارفٍ لِعذابِ
غافرِ الذنب، قابل التوب ذي الطَّو
ل وذي الجودِ، مُجزلٍ لثوابِ