يـمـانـيـات
أيـها الـوعيُ يـا سـيفنا المصلتُ أقـــولُ الـقـصـيدةَ أم أسـكـتُ؟
سـأفترضُ الـصمتَ مـنكَ الرضا فــمـن جــوهـري هـــذهِ الـبـحـةُ
سـأتـلو مــن الـحـزنِ كـمْ سـورةٍ لــعـلَ الـمـزاريـبَ بــي تـخـفتُ!
عــلـى جـثـتي أخـريـاتُ الــردى وصــوتـي هـــو الـمـوتُ والـبـعثَةُ
أعـدنـي إلـى الـصفِ يـا سـيدي فــأمــيّـتـي هــــــذهِ الأمــــــةُ!
حــبــالُ الـمـراجـيـحِ مـقـطـوعـةٌ وعـــن ذاتــهـا تـبـحـثُ الـبـهـجةُ
عـلـى رأي مــن قــالَ: مـقلوبةٌ عــلـى رأســهـا هــذهِ الـديـمةُ!
أعــدوا لــيَ الـقـبرَ مــا قـيـمتي إذا لــــم تــعــدْ لــلأنــا قـيـمـةُ؟
هـنـا غـابـةٌ لا سـواهـا الـوحوشُ تـــعــجُ ولا غــيــرهـا الــصــرخـةُ
لـمن يـنضجُ الـحقلُ هـذي الثمارَ وقـــد أكـلـتْ جـوعـها الـصـبيةُ؟
تـعـالـوا مــعـي نـسـتردُ الـيـمين ونــمـضـي ولــيــسَ لــنـا بـيـعـةُ
سُــكـارى مــن الحُـزنِ يــا أمِّـنـا ومـــن دَمِــنا تــشـربُ الـكـرمـةُ
وفـــي سـوقـنـا يـستـمـرُ الـكـسادُ وتـضـحـكُ مــن صـرفـها الـعـملةُ
تــراودنــا الــحـربُ عـــن عُـمـرنـا ويـلـهـو بــنـا الـطـيشُ والـحـكمةُ
يــمــانـيـةٌ هـــــذه الــمـوجـعـاتُ يــمــانــيـةٌ هـــــــذهِ الــجــثــةُ!
يـمـانـيـةٌ يــــا بــريــقَ الـعـقـيـقِ ومــن غـيـرَها؟ هــذهِ الـلـمعةُ!
عـــرايــا مــــن الــزيــفِ تــواقــةٌ ومــــن عـيـنـهـا تُــقــرأُ الـقـصـةُ
مــعـي بــيـنَ ضـلـعـينِ سـكـينةٌ سـتـنـمو مــعـي هــذهِ الـطـعنةُ
وفــي داخـلـي مـحـفلٌ صـاخـبٌ بــــهِ تــولــمُ الإنــــسُ والــجِـنـةُ
وبـي مـن هـزيع الـدُجى وحشةٌ ومـن وحـشتي نفسِها وحشةُ!
أنــا شـائـقُ الـنـبضِ مـمسوسةٌ هــواجـسُ قـلـبيْ الـتـي أكـبـتُ
أرى دونَ عــيــنـيـنَ مـــــا لا أرى كــمـا لـلـخُـطى يُـنـصتُ الـمـيتُ
أنــــا أيــهــا الــوعـيُ لا أدعـــي غــرابــةَ حــــسِ هـــيَ الـغـربـةُ
بـــلادي عــلـى الــنـارِ مـتـروكـةٌ مـتـى تـسـتوي هـذهِ الـطبخةُ؟
وبــــي كــــلُ عــنـقـودِ تـفـعـيلةٍ دوارٌ كـــــــأنَ الأســى خــــمـــرةُ
ولــكــن صــحـوي ثــلاثـــيــــــةٌ هــو الـصحـوُ الصبحُ والـصحوةُ
عـلـى مـنـكبي تـستريحُ الـجبالُ وفـــي كــفـيَ الـثـلـجُ والـجـمرةُ
ولــي تـسـتقيمُ الـغـيومُ الـثـقالُ ولـــو أنــهـا فـــي الـمـدى حُــرةُ
بــــلا غــايــةٍ هـــذهِ الـتـمـتماتُ بـــــلا درهــــمٍ هــــذهِ الــصــرةُ
بــــلا صــحــةٍ بــــلْ بـــلا عــلـةٍ تـمـوتُ الـمُـنى وهــيَ مُـفـترةُ!
لحزني على الناسِ حقُ السماعِ ومـــن عـــادةِ الـنـاسِ لا تُـنـصتُ
أنـــــا أيـــهــا الـــنــاسُ قــيـثـارةٌ وإيــمــاضـةٌ.. خــيـبـةٌ.. ثــــورةُ
تــكــادُ بــرأسـي تـطـيـرُ الــريـاحُ وتـأتـي عـلـى هـدأتـيْ الـصيحةُ
أنــا أيـهـا الـنـاسُ هــذي الـجياعُ وهـــذي الـجـيـاعُ هــي الـحـجةُ
ومــن عـادتي أن أُسـيلَ الـمدادَ إذا لـم تـكنْ أنـتَ مـا الـتهمةُ؟
ومـن عـادةِ الـحرفِ أن يـستحيلَ وأن يـسـتـقـيلَ وأن.. نــقـطـةُ!
أعـيـدوا إلــى الـنـاسِ أحـلامـهمْ تـخـافُ عـلـى رمـشـها الـغفوةُ!
بـمـن أنـشـبَ الـيـأسُ أظـفارهُ؟ مـفـالـيسُ تـسـطـو ولا تـشـحتُ
لـمن جـاورَ الـموتَ حُـسنُ الجوارِ ومـــا تـقـتـضي هــذهِ الـجـورةُ!
نـعـم شـاختِ الأرضُ بـالموجعاتِ ولــكـنـهـا لـــــم تـــــزلْ طــفـلـةُ
عـلـى ضـيـمها لا تُـقـيمُ الـرجالُ وعـــن صـمـتـها تـخـرجُ الـنـسوةُ
كــمــنْ طــائـرٌ فـــرَ مـــن كــفـهِ ومــن غـصـنها طــارتِ الـعشرةُ!
بـــلا مـنـطـقٍ هـــذه الـمـفرداتُ حـــصــارٌ حــــروبٌ غــلــوٌ عــتــو
أنـــا أعـــرفُ الــنـاسِ بـالـحادثاتِ ومــــا يــبــذرُ الـقـحـطُ لا يـنـبـتُ
إذا كـــانَ لـلـخـوفِ مـــن فــكـرةٍ بـــــلا فـــكــرةٍ هــــذهِ الــفـكـرةُ
أصـيخوا إلـى الحقلِ يُصغي لكمْ وتــخــرجُ مــــن كُــمـهـا الـنـبـتةُ
لــكــمْ لــلـذيـنَ لــهــم لــلأُلــى عــلـى رغـمـكـمْ كُـلـكُمْ أخــوةُ!
عـلـى شـكـلها لا تــزالُ الـطـيورُ فـهـل كــررتْ نـفـسها الـوقـعةُ؟
أمــا زلــتُ أهــذي؟ نـعم لا أزالُ وبــــي تــرغــبُ الــنـارُ والـجـنـةُ
وبـي تـستقلُ الـحروفُ الـسطورَ وتــكــمـلُ أطــرافَــهـا الــلــوحـةُ
روي الـقـصـائدِ حـسـنُ الـحـضورِ تــدافـعُ عـــن نفـسـها الـدهـشةُ
أجــلْ أيـهـا الـوعـيُ تــمَ الـكلامُ وإن شـئـتَ قُــلْ تـمـتِ الـموتةُ!
:: مجلة البيان العدد 352 ذو الـحـجــة 1437هـ، سبتمبر 2016م.