مشاهدُ عزٍّ بين أهل التقدمِ
|
أمِن أمة الإسلام عند التكلّمِ
|
وما هي عنها بالحديث المرجّم[1]
|
فقد كانت الأمجادُ هَطْلَ سحابِها
|
أنيقاً لعين الناظر المتوسِّم
|
وكانت رياضاً للقلوب ومنظراً
|
عليها هناءُ الصالح المُتنعِّم
|
ودوْحاتِ سعد يبتسمن بروضة
|
وأنوارُها تبدو على كل مَعلَم
|
وظلّت هي الشمسَ المضيئة في السما
|
وتُسلِم آفاقَ السماء لأظلم
|
فما لي أراها اليوم تدنو وتختفي
|
من الدهر في أفْق مُنيف مكرّم
|
وقفتُ على أحوالها بعد حقبة
|
فلأياً تَبيْن الشمسُ بعد تَوهم[2]
|
فألفيتُها في الناس يُرثى لحالها
|
ألا انعم عتيقاً أيها الوجه واسلم
|
فلما عرفت الشمس قلت لوجهها
|
لدى أمة الإسلام بعد التهدم
|
تبصّرْ خليلي هل ترى العز باقياً
|
وطاف به جمعاْ مُحلٍّ ومحرِم
|
فأقسمت بالله الذي عزَّ بيتُه
|
أضاعت لها دين العلا والتسنّم
|
يميناً لقد ضلّت عن المجد أمة
|
وتفخر في سُوح المذلة بالدم
|
تُخَلِّي عِداها ثم تقتل بعضها
|
وتزهو بإتيان العظيم المحرّم
|
تفرِّقُ ما كان منها ململَماً
|
على أرضها والله لم تتثلّم
|
ولو أنها أرست دعائم دينها
|
مغلغلةً تُتلى على كل مسلم[3]
|
ألا أبلغنْها من زهير رسالة
|
وتخشون يوماً من ورود جهنم
|
ألا تتقون الله حين لقائه
|
وحادوا عن الدرب المنير المقوَّم
|
وقد بانَ سعي الأكثرين عن التقى
|
تَقضَّى بأمر السلم قبل التندم
|
وسالت دماهم بينهم في مآرب
|
وما هو عنها بالحديث المرجم
|
فما الحرب إلا ما علمتمْ وذقتمُ
|
وإن أُضرمت بالسعي منكم تَضرَّم
|
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة
|
وتوردكم هلكى إلى أم قشعم[4]
|
فتعرككم عرك الرحى بثِفالها
|
إلى كلأ مستوبل متوخم[5]
|
تقضّت أماني الطائشين فأصدروا
|
نُهى الحُرِّ يوم الجهل لم يتقدم
|
حروباً أقاموها ولو كان حاضراً
|
أخا الجرم يوماً لا أبا لك يندم[6]
|
سيندم أحلاس الفساد ومن يعش
|
تروح وتغدو لم تَرّيث وتسأم
|
رأيت المنايا بينكم في تزاحم
|
وعزكم في الذل لم يتجمجم[7]
|
ويمسي عِداكم آمرين عليكمُ
|
تلوذ برب العالمين وتحتمي
|
تسود على هام البرية أمةٌ
|
وتأبى خضوع النفس للمتهكم
|
وتبني على المجد الأشم حياتها
|
ومن يسمع النُّصاح يعقل ويفهم
|
بذلت لكم نصحي ودُرَّاتِ حكمتي
|