لواعج الشوق
هدّني
الشوقُ والفؤاد معذَّبْ
والجوى
فـي جوانحي يتوثَّبْ
واصطباري
هنا وطولُ طريقي
وأمامي
مفاوزٌ تتقلّب
والعِدى
ترصد الـمسيرَ عليها
وتنادي
ركائبي تتنكّب
كثُر
الشوكُ في طريقي ولكن
حين
تسمو مقاصدي لستُ أَرهب
أيها
الشوك لو وقفتَ فإني
سوف
أمضـي إلى الـمنى وستُغلب
سوف
أمضـي إلى حبيبة قلبي
وسأسعى
إلى العناق وأَتعب
أصبحَتْ
مُنيتي فطِرتُ إليها
وغدا
الشوقُ للحبيبة مركب
لا
تلُـمني فإنني أتغنَّى
طولَ
ليلي بذكرها وأُعذَّب
إنني
يا حبيبةَ الروح ساعٍ
في
سبيلي إلـى لقاكِ وأرغب
أنتِ
يا من نزلتِ في القلب غيثاً
فنما
القلب بالنزول وأعشب
أنت
يا مَن تجمّلين حياتـي
وتداوينَ
خاطري إن تقطَّب
وإذا
ضمَّني الأسى وكوانـي
كنتِ
لي من تلك الـمصائبِ مهرب
وإذا
العينُ مَن سواكِ رأتْها
كذَّب
القلبُ ما تجـيءُ ورهَّب
حُقَّ
للقلب أن يَهيم ويشكو
حُرقةَ
البُعد عن حماكِ ويَنصب
ما
رأتْ وجهَكِ الـمُنيرَ عيوني
إنما
الوصف عن كمالكِ حبَّب
ما
رأى الكون من سناكِ بصيصاً
لو
رأى غادر الدجى وتحجب
لو
على البحرِ تبصُقين لصـ
ـار
البحرُ مثلَ الفرات طعماً وأعذب
درّةٌ
تلبس الثيابَ فيبدو
من
وراء الثياب نُورٌ وزَرْنب
ومَعينُ
الجمال يبقى عليها
وسواها
مع الزمان سينضب
وتغنّي
وفي غناها جمالٌ
يأسـرُ
السمعَ والجَنان فيطرب
تقصـر
الطرفَ لا تخون بلحظٍ
ما
رأتْ مثلَ مَن تحب وأطيب
وطَهُورٌ
من الخبائث دوماً
شـرَّق
الخبْثُ عن حماها وغرَّب
روضةٌ
فاح منها العبيرُ ولكن
لحبيبٍ
دون الورى يتطيّب
آهِ
يا قلبُ هل هناك سواها
تسكبُ
الحبَّ في لَـماها وتشـرب
كمُلتْ
في الصفات حسناً ولـمّا
يكملُ
الوصفُ ما سواه سيذهب
ليت
شعري متى الوصول إليها
ومتى
يشتفي الـمحب الـمعذَّب
مُنَّ
ربي بوصلها وتفضَّل
ففؤادي إلى اللقا يتلهّب
:: مجلة البيان العدد 323 رجب 1435هـ، مايو 2014م.