نص شعري
ما بال عينك بالأسرار تنهمعُ
وقلبك الصبّ من جنبيه ينخلعُ
شوقًا لغزة إذ تأبى مكارمها
أن تُستباح لمن جاعوا وما شبعوا
الحمد لله لم نخضع وما خضعوا
وما وَهَنّا وما أجدى بنا الوجع
وإن يكن مَسَّنا قَرْح وطارقة
من الحوادث فالأحرار ما جزعوا
وإن تسل ما الذي نالوا وما فعلوا
فانظر لأعدائهم تَدْرِ الذي صنعوا
هنا الملاحم تحكي قصة عجبًا
أبطالها بالدما يوم الوغى ادّرعوا
بهذه الأرض أخزى الله جَمْعهم
وها هنا مادت الدنيا فما وقعوا
وها هنا قام جمع الكفر منتفشًا
على الركام فقل للكافرين قَعوا
هنا الغزاة هوت آمالهم فمضوا
يجرجرون بقاياهم وما انتفعوا
بل قد أذقناهم من بعد ذلتهم
كأس الهزيمة من لأوائه اجترعوا
في عسقلان لنا أهل وإن بعدوا
أرواحنا نحوهم بالشوق تنتزعُ
تساقطت عندهم صهيون وانكفأت
قوى الشرور على أعقابهم رجعوا
مدّت قوى الشر أيديها لتخنقهم
فلم يُبالوا وهم لله قد رفعوا
أكُفّهم طالبين الله نصرتهم
أمّا الجِبَاه فللرحمن قد وضعوا
أُنوفهم شاهقات الطود حين ثوت
أنوف أعدائهم بالذل وانخزعوا
تحية من غريب الدار يصحبها
مع السلام إلى إخواننا السنعُ
يا أهل غزة والآذان يطربها
عويل صهيون لمّا مسّها الوجع
مبارك عيدكم فالشام تغبطكم
والقدس موعدكم إذ خصمكم هلعُ
فالله أعظمه أجرًا بميتكم
فالوجه مبتسم والرأس مرتفع
طوبى لطوفانكم فالله صيّره
آي العذاب لمن عن دينه انخلعوا
ثم السلام سلام لا انقضاء له
ولا عزاء لمن عن نصركم جزعوا
سطرتم بالدما ما ليس تسطره
بجبهة المجد أشعار ومن سجعوا
وكنتم الشامة الغراء في زمن
على مخازيه أرذال الورى اجتمعوا
إخواننا أنتم والدين يجمعنا
والله يرفعنا مهما هم ارتفعوا
فما سوى الله يدري ما بمهجتنا
من الأمان إذا أعداؤنا فزعوا
قد بيَّض الله وجه الحق بينا هم
سود الوجوه إذا ما ابيضت امتقعوا