يا صبا نجد

نص شعري


 

اخلع فؤادك إن في صدره خفقـــا

وافقأ عيونك إذ ما أنــزلت ودقــا

وجانـب القلـب لا تصـغ لصبوتــه

فإنما القلب حتف المرء إن عشقا
لا تبرح القلب في تيه الهوى حدثًا

وجُزْ به البحر؛ لا تخشَ له الغرقا
أَلْقِه في ذكـــوة النيــران تأمنــه

لا يسرق اللص ما أودعتــه وثقــا
جاوِزْ به الشمس لا تركنْ لوامضةٍ

ولا يغرَّنَّك زيف الحب إن برقــــا
وحاذِر العشـق لا تسلك مذاهبــه

فكلّ مَن سار في منهاجه محقــا
إني نظمــتُ مقالًا غير ذي ميــل

من غير ذي عوجٍ أستنشق العبقا
ما عاد للناي عندي محض عاطفةٍ

والعهد بالعــود قد مزّقتـه مزقــا
لم أُبقِ للقلب من شيء يؤانســـه

بعد الكتاب خلا الأحبار والورقــا
أستغفـر الله عـن دَهــر أضيّعـــه

بين الملذات حيرانًا عدمت تقـى
فُتنــت فيــه وقلت العمــر أولــه

وكــان أول أمر الظلمــة الغسقــا
مرعى الملذات في قلبي سأغلقه

وبابـه اليوم موصـود لمن طرقــا
ويا صبـا نجد إن هبَّت أصائلـهــا

فلْتجعلي بيننا عند الأصيل وقى
لا تلثمي القلــب فيــه ما يلج بـه

من اللواعـج مــا يُرديه محترقــا
ولْتحفظي الهجر فيما بيننا فلكم

قد خان بالبين من في قلبه وثقا
شطي المزار صبا، ولتهجري دنفًا

فرونــق النجــم أن تراه مفترقــا

 

 

  

أعلى