• - الموافق2024/10/06م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ولتلبسي يا ذُرَى الأمجــــاد أكفانا

نص شعري


عن الشذوذ وعمـــــا كــــان بهتانا

قد راحَ يسألني ظلمًا وعدوانا

ماذا أقــــولُ، وقولي لـم يعذْ بيدٍ

عن الظلام الذي قد صـــــار ألوانا

عن الرّذيلة في شتّى البقاع غدت

حرّيّــــةً تلتظـــــــــي بالشر نيرانا

تلك الضباع التي لا ترعـــوي أبدًا

وإن تبدّت بثوب المكـــــر حمـلانا

عن الرزايا التي حلّــــــت بمجتمعٍ

قد كان يكبحُ جمْـــــع الفسق أزمانا

عن المعاصي وعن كل الشّرور فقد

أضحــــت على كبدِ الإسلام أدرانا

عن فطرةٍ لبني الإنسان أفسدهــــا

أتبــــــــاع إبليس: إنسيًّا وشيطانا

عن الضَّياع الذي أهدى مُحـــارِبنا

رقابنا فغدونــا اليوم عبدانا

عن العفاف وعن جعل النِّسا غرضًا

أضحت غــــــلافَ مجلاتٍ وإعلانا

وعن طلــــــول لنــا ما زال دارسـها

                    يثير ضمن حنايــا الصـــــدر تحنانا

عن طيف وحشٍ وعن أنياب مفترسٍ

                    قد استحالوا على الأخــــلاق غيلانا

عن ارتكاس النهى حتى اشتهى رجلٌ

بعـــــــد الحسان من النسوان غلمانا

عمّ الفساد وطـــــمَّ الأمـــر وانتُهكت

محارم الله فارقــــبْ موعــــدًا آنــــا

كم يستحلّ رجـــالٌ حرمـــةً عظمت

وتبتغي فتيـــــــــات الخـــدر أخدانا

وإن علت مومسٌ في ظـــل مجتمعٍ

                    فإن أمـــــــــرَ انتقــــامِ الله قد حانا

وإن علا منبرًا أهــلُ الخنـــــــا فلقد

                    كان الخطــــاب على الأسماع ألحانا

وأضحت العود من آي العقــــول إذا

                    صار الأكابـــر في الأقــــــوام ذؤبانا

وساقطـــات النساء اللاهيـات رمت

                    أردانُهـــــــــنَّ بإفحــاشٍ فأردانا

العابثـــات بألبــــــابِ الشبــــاب إذا

                    حلّت إزار الحيا فالطهــــــر قـد هانا

أيمكــرون وربُّ العرش قــد علم الـ

                    أمـــر الخفيَّ وما قـــــد كــان إعلانا

قم وانتحــبْ يا قريضي إنها هزلت

                    هذي الحياةُ فصــغ للشعـــــر أوزانا

وقم خطيبًا بنا فــي ظــــــل مأتمةٍ

                    ولتلبسنَّ مــن الأثـــــــواب سودانا

وشيّعــــنَّ لنــا الأخــلاق وارثِ لنا

                    مــــــــــــروءةً وازدردْ ذلاً وإمعــانا

وبُثَّ شكـــواك للعــــــــــلام مبتهلًا

                    ولتشتملْ من ثياب الطهـر بيضـانا

فالله يسمــــع نجوى الضارعين له

                    يُفرّجُ الأمـــــــــــر دام الله رحمانا

عن التفرُّق في قوم غـــدوا شِيَعا

                    كانوا عبادًا بديــــــــن الله إخوانا

أوّاه يا أُمـةً في ذلّها ارتفعت

                    مثل الغثاء عــــلا بالسيل طوفانا

أواه هل ينفع التأويـــــه ذا دنــفٍ

                    أم هل تُفيد الرقى والموت قد حانا

والماء أشهى شراب المرء ما جمعت

                    له المشارب أصنافــــــــــــا وألوانا

والقلب يرويه ذِكْــر الله مـن يبسٍ

                    كالماء يحيي يبــاب الأرض أزمـانا

إذا استبدَّت بنا الأهــواء وارتكست

                    نفوسنا وهجرنــــــــــا اليــوم قرآنا

وأدلجـــت سدف الآثــــــام داحيةً

                    وطفّــــف القــوم حتى ساء ميزانا

فانعِ المبادئ والأخـــــلاق قاطـبـة

                    ولتلبسي يا ذرى الأمجــــاد أكفانا



 

 

  

أعلى