الصفويون والكرد..انتهاكات الماضي ومخاوف المستقبل
لقد أثار الاحتلال الأمريكي للعراق
عام 2003م، وصعود نجم الشيعة وسيطرتهم على مقاليد الأمور فيه بدعم أمريكي وإيراني
منذ طرد السلطان العثماني مراد الرابع الصفويين من هذا البلد عام 1638م؛ العديد من
الأسئلة حول بعض المفردات التي تردّدت في الساحة كثيراً في الآونة الأخيرة، خاصة
بعد الشد والاحتقان الطائفي الذي وصل إلى ذروته بعد تدمير مرقد الإمامين العسكريين
في سامراء في شباط 2006م، مثل: الصفويون، والغزو الصفوي، والتشيّع الصفوي، وما إلى
ذلك من المفردات.
ويبدو أن الكثير من القرّاء
والمتعطشين للمعرفة في العالمين العربي والإسلامي، لا يدرون الحقيقة التاريخية
للصفويين، وتأسيس دولتهم، والمذابح التي ألحقوها بالمسلمين من أهل السنة، وكيفية
استيلائهم على الحكم في الهضبة الإيرانية وفرضهم التشيّع كمذهب رسمي لبلاد إيران،
ابتداء من مطلع القرن العاشر الهجري – السادس عشر الميلادي - ولحد الآن، رغم أن
جلّ سكان إيران كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة، ما عدا سكان مدن قم وكاشان
ونيسابور، وكيف أنهم احتلوا العراق، وتحديداً بغداد، مرتين، وفعلوا بسكانها من أهل
السنة والجماعة من القتل والتنكيل ما تقشعر من هوله الولدان.
إن انتقال زعامة الصفويين إلى (السلطان
إسماعيل) يعدّ من لدن المؤرخين نقطة تحول مهمة في الحركة الصفوية، وذلك لما أبداه
السلطان من نشاط في توحيد دفة الحركة وقيادتها. وفي الوقت نفسه، فإن مقتل أجداده:
جنيد، ثم حيدر، وإخوته: يارعلي، ثم إبراهيم؛ أصبح ملحمة أثارت حماس مريدي الطريقة
الصفوية ودفعتهم إلى نصرة الحركة والانتقام من قتلتهم، حيث راجت إشاعات شيعية بين
سكان منطقة كيلان (شرق إقليم أذربيجان) رواجاً عظيماً بأن دورهم قد حان لإدارة
البلاد والانتقام من أعدائهم، وأخذت صوفية مدينة لاهيجان وأنصار الصفويين من
القزلباشية يزدادون يوماً بعد يوم.
معاناة الكرد السنة في ظل الحكم الصفوي:
بدأ السلطان إسماعيل الصفوي (1494-1524م)
نشاطه العسكري في الولايات الشمالية من دولة الآق قوينلو، وكان لديه أكثر من سبب
يدفعه للبدء بهذه الجهات؛ فإن حكام هذه الولايات أصبحوا الآن بعيدين عن المراكز
الرئيسية لقبيلة الآق قوينلو (الخروف الأبيض) في بغداد وديار بكر، كما أن استقلال
حاكمها (ألوند ميرزا) بهذه الجهات من شأنه أن يطلق له العنان دون أن يواجه ضغطاً
فعالاً من قبل الأمراء المنافسين الذين سيسرّهم التخلص من أحد منافسيهم.
استطاع (إسماعيل الصفوي) أن يغلب خصمه (فرخ
يسار) قاتل أبيه في قرية كلشان في ولاية شماخي الواقعة في منطقة القفقاس، ويقتله،
وفي رواية أن يأسره، حيث وضعه في قدر كبير وأمر أتباعه بأكله. بعدها استولى على
مدينة (باكو) عاصمة جمهورية أذربيجان حالياً. ولما سمع (ألوند ميرزا) بهذه الأخبار
السيئة اتحد مع السلطان (مراد) على أمل القضاء على إسماعيل، لكن الأخير استطاع
دحرهما في المعركة التي جرت بينهما في (شرور) قرب نخجوان (منطقة القفقاس) أوائل
سنة 1501م وقتل نحو ثمانية آلاف من تركمان
قبلية الآق قوينلو، ولاذ ألوند ميرزا بالفرار إلى ديار بكر، ومات فيها سنة 1504م.
وبعدها دخل (إسماعيل الصفوي) مدينة تبريز مظفراً وأعلن نفسه شاهاً فيها عام 1501م،
واتخذ من تبريز عاصمة له، وبعد دخوله تبريز أمر بأن تقرأ الخطبة باسم الأئمة الـ
12، وأن تسكّ على العملة عبارة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله)،
ثم يتبع ذلك ذكر اسم السلطان، وأقرّ مذهب الشيعة مذهباً رسمياً لدولته، وارتدى
علامة هذا الرسم تاجاً من السقرلاط الأحمر (الديباج الأحمر) بعد أن خلع الملابس
الخاصة بالتصوف. وبعد هذا النصر جرد (الشاه إسماعيل) جيوشه على عراق العجم وقاتل
(مراد بك) زعيم الآق قونيلو (خلف ألوند ميرزا) على مقربة من مدينة همدان (غرب
إيران)، وألحق به الهزيمة، فلما فر (السلطان مراد) إلى شيراز أتاها (الشاه
إسماعيل) يتعقبه، وفي ربيع الأول 909هـ/ 1503م دخل هذه المدينة، وسقطت نتيجة هذا العمل
أسرة الآق قونيلو تماماً في الهضبة الإيرانية، وضمت عراق العجم (غرب إيران)
وأقاليم فارس وكرمان، إلى دولة الشاه إسماعيل. وعلى أثر انسحاب السلطان (مراد بن
يعقوب) إلى العراق، تقدمت الجيوش الصفوية فاحتلت مراكز الآق قوينلو الأخرى داخل
الهضبة الإيرانية، الواحدة تلو الأخرى، وهي: أصفهان وشيراز وهمدان.
التوسع الصفوي في العراق وكردستان:
في سنة 1506م غادرت القوات الصفوية العاصمة
تبريز واتجهت إلى إقليم كردستان الذي يفصل الهضبة الإيرانية عن إقليم العراق
العربي وعن الأناضول؛ لمحاولة الاستيلاء عليه، لكنها فشلت من النيل منه لوقوف
الزعيم الكردي (صارم بن سيف الدين المكري) في وجهها، لكن ذلك لم يمنع من أن يخضع
عدد من أمراء كردستان طوعاً وكرهاً للنفوذ الصفوي.
وقد دشن العهد الصفوي (1502 – 1736م) بداية
جديدة للتاريخ الكردي في إيران تشغل الفواجع والأحداث الدموية معظم صفحاته، على حد
تعبير المؤرخ (كمال مظهر)، فإن مؤسس الدولة الصفوية إسماعيل الصفوي (1487 – 1524م)
كان يرفض كل ما هو كردي؛ بسبب كونهم من أهل السنة والجماعة، بحيث إنه لم يتحمل حتى
أولئك الأمراء من الكرد الذين أتوه إلى بلدة (خوي) لتقديم الولاء له، فأمر بإلقاء
القبض عليهم جميعاً، وعيَّن مكانهم ولاة من أتباعه (القزلباش)، وفي تعليق له على
تلك الحقبة يقول محمد أمين زكي ما نصه: «وكان عهد الشاه إسماعيل وسيره في الكرد
مثل عهد تراكمة الآق قوينلية (التركمان الشيعة)، عهد ظلم وعدوان شديدين؛ لأن الكرد
كانوا من أهل السنة فكان لا يأمن جانبهم ولا يثق بهم، بخلاف التركمان الذين كانوا
من غلاة الشيعة، فلهذا لم يكن يدع فرصة تمر من غير أن ينتهزها ويلحق فيها بالأكراد
أذى كبيراً؛ فمن ذلك أنه قدم مرة إلى بلدة خوي فتقدم إليه أحد عشر أميراً من أمراء
الكرد مقدمين له الطاعة والخضوع، فما كان منه إلا أن ألقى القبض عليهم جميعاً –
على خلاف ما كانوا يأملون منه – وزجهم في السجن، وعيّن بدلهم ولاة القزلباشية في
إماراتهم الموروثة، فكان من ضمن هؤلاء الأمراء المنكوبين (الملك خليل) حاكم (حصن
كيف)، وزوج أخت الشاه إسماعيل نفسه، حيث لبث في سجن تبريز ثلاثة أعوام كاملة إلى
أن نجا منه على أثر الخسارة الكبيرة للشاه (إسماعيل الصفوي) أمام السلطان العثماني
(سليم الثاني – ياووز) في معركة جالديران الشهيرة في 23 آب 1514م».
ومن جانب آخر، فإن الدولة العثمانية عرفت
كيف تستفيد من الصراعات المذهبية التي جرت بين الأمراء الكرد والدولة الصفوية، حيث
وقفت إلى جانب الكرد في صراعهم المصيري ضد الصفويين وتجاوزاتهم؛ لذلك سرعان ما
ثارت كردستان السنية ضد الحكم الصفوي الشيعي في كافة أنحاء كردستان الشرقية
والوسطى، حيث تمكن الثوار الكرد من طرد الحكام الصفويين الموالين للشاه إسماعيل،
وعندما حاول الأخير استعادة ما فقده من نفوذ في المناطق الكردية، جوبه بمقاومة
شديدة أينما حل، ما كلف الكرد خسائر جسيمة؛ فإن حصار قوات الشاه إسماعيل لمدينة
ديار بكر الذي دام أكثر من عام واحد، أودى بحياة 15 ألفاً من سكانها.
واستمرت هذه المجازر طيلة العهد
الصفوي، فعندما زحف الشاه طهماسب (1524 – 1576م) سنة 1454م على كردستان، فإنه (لم
يترك في الطريق الذي سلكه عامراً إلا دمره)، وأعادت جيوشه الكرة مرة ثانية على
كردستان في سنة 1455م لتدمر من المدن الكردية في كردستان العثمانية: بدليس، أرجيش،
موش، وأخلاط، وغيرها (تدميراً كاملاً، وتقتل من أهاليها مقتلة عظيمة)، ليكمل رئيس
حرسه (أمير سلطان روملو)، أحد قادة القزلباش، من بعده عمله (كان أفظع وجهاً، وأشنع
صورة)، فقد ارتكبت القوات الصفوية (من الأعمال الوحشية وضروب القسوة والفظاعة، ما
أنسى الناس هول الأعمال البربرية التي اجترحها في هذه البلاد كل من هولاكو
وتيمورلنك)، وفي يوم واحد قتل رجال الشاه طهماسب 400 من أبناء عشيرة دنبلي
الكردية، ونفذوا حكم الموت بكل دنبلي كان يعمل في بلاط الشاه، ما أجبر من تبقى على
قيد الحياة من الكرد الدنبليين على اللجوء إلى داخل الأراضي العثمانية.
وعندما اجتاحت الاضطرابات الدولة الصفوية
أيام حكم الشاه إسماعيل الثاني (1576 – 1577م) والسلطان محمد خدا بنده (1577–
1587م)، واستطاعت الدولة العثمانية السيطرة على أجزاء كبيرة من أذربيجان؛ أعلن
الكرد تعاطفهم مع العثمانيين رفقاء المذهب السني، وعندما تولى الشاه عباس الكبير
(1587 – 1629م) الحكم، استطاع طرد العثمانيين من أذربيجان، وصمم على الانتقام من
هؤلاء الكرد السنيين وتشريدهم متى سنحت الفرصة لذلك، فقد توجه بنفسه على رأس جيش
كبير إلى مدينة خوي (شمال كردستان إيران)، ومن هناك زحف على منازل عشيرة محمودي
الكردية التي دافع رئيسها مصطفى بك عن قلعة ماكو وقاتل ببسالة، لكن الجيش الصفوي
(عاث في تلك البلاد فساداً، وغالى في النهب والسلب والتدمير، وقتل من الأهالي
مقتلة عظيمة)، نقل منهم بضعة آلاف من النساء والأطفال الذين عوملوا معاملة الأسرى
إلى منطقة خراسان الشرقية، كما يقر مؤرخ الشاه عباس الشهير (إسكندر منشي).
وقد حاول الكرد من أبناء عشيرة مكري الضاربة
استعطاف الشاه عباس بعد أن أمّنهم على حياتهم، وتقدم زعيمهم (قباد خان) ومعه مائة
وخمسون فارساً إلى الشاه عباس الموجود في مدينة مراغة في ذلك الوقت؛ لإظهار خضوعهم
وتقديم فروض الطاعة للشاه، لكن ما إن وصلوا إلى بلاطه حتى فتك بهم جميعاً.
ولم يكتفِ الشاه عباس بالتنكيل بهم في
ديارهم، وإنما أقدم على اتخاذ خطوة أشد وأقسى، وهي تهجير عدد كبير منهم إلى مناطق
أخرى بعيدة عن ديارهم بآلاف الكيلومترات؛ ليفقدوا الحماس للأرض التي يعيشون عليها،
فتخبو نار ثورتهم، وليعيشوا في ذل الغربة والاستكانة، فقد أمر بنقل خمسة عشر ألف
أسرة كردية، ومعهم كل أمتعتهم ووسائل معيشتهم وقطعان ماشيتهم، إلى شرق خراسان (شرق
إيران)؛ ليكونوا فاصلاً بشرياً بين الإيرانيين والأوزبك فيما وراء النهر، ولعله
أراد بهذا الإجراء أن يجعل من هؤلاء الكرد السنيين أول من يتلقون ضربات الأوزبك
السنيين، وبهذا يتخلص من كليهما معاً. ولم يكتف الشاه عباس الصفوي بما فعله معهم
حتى الآن، بل فرض عليهم ضرائب باهظة، ووضعهم تحت رقابة صارمة وحكم حديدي؛ كي لا
يتيح لهم أي فرصة للخروج عليه ومعاودة الثورة ضده بسبب قسوته وتعصبه الشديد ضد كل
ما هو من أهل السنة والجماعة بشتى قومياتهم؛ فقد كانت قوات القزلباش الصفوية قد
هاجمت سنة 1608م الأكراد البرادوستيين (= منطقة المثلث العراقي الإيراني التركي
حالياً) مستهدفة قلعتهم الحصينة (قلعة دمدم) الواقعة جنوب مدينة أورمية، انطلاقاً
من التعصب المذهبي المقيت على حد تعبير المؤرخ (حسن الجاف)، وقد تصدى الثوار الكرد
للجيوش الصفوية، وجرت إثر ذلك معارك طاحنة دافع فيها الكرد عن ديارهم وقلاعهم دفاع
الأبطال المستميتين، أصابوا خلالها الجيش الصفوي بخسائر باهظة، وكان لزعيمهم (أمير
خان يكدست - صاحب اليد الواحدة) القدح المعلى في هذا المضمار، ولم يترك الكرد
القلعة لهؤلاء الأعاجم الشيعة إلا بعد أن أبيدوا عن بكرة أبيهم إبادة تامة، لتتحول
هذه المأساة إلى ملحمة بطولية أشاد بها المستشرقون وتغنى بها الأدباء والشعراء،
وما زالت تسري في التراث والوجدان الكردي سريان النار في الهشيم.
وبهذا يتبيّن لنا أن الكرد السنة قد
تعرضوا لعمليات إبادة جماعية منظمة وتهجير قسري طيلة العصر الصفوي على يد معظم
سلاطينهم، لا لسبب إلا للتعصب الطائفي البغيض المقيت على حد تعبير المؤرخين الكرد
الرواد، من أمثال: البدليسي، ومحمد أمين زكي، ومن المعاصرين: كمال مظهر، وشكور
مصطفى، ونوشيروان مصطفى، وغيرهم.
لذلك؛ فإن تقديم بحوث ودراسات عن شرق
كردستان (كردستان الإيرانية) من شأنه أن يكشف النقاب ويميط اللثام عن المعاناة
اليومية والعذابات المجحفة بحق الكرد البائسين الذين لا يزالون يتعرضون لاضطهاد
عرقي وتعصب طائفي بغيض على يد السلطات الإيرانية الإسلامية! إلى وقت كتابة هذه
الأسطر، رغم تبجح بعض الزعامات السياسية والفكرية الكردية العلمانية واليسارية
خارج إيران بأن الكرد في إيران يعيشون في وضع جيد، وهذا ربما يعود إلى علاقاتهم
الخاصة؛ لأنها آوتهم ودعمتهم أيام الحرب مع العراق، أو تعاطفهم الأيديولوجي مع
قادة إيران بسبب محاربتهم المسلمين أصحاب العقيدة الصحيحة، متناسين في الوقت نفسه
حملات الإعدام بحق العلماء والقادة والمثقفين، وتعليقهم على أعمدة الكهرباء على
مرأى من وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى اعتقال المئات ونفيهم بحجة محاربة دولة
الولي الفقيه (الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيعية)؟، وقصف أراضي كردستان
العراق على مدار السنة بحجة محاربة المعارضة الكردية المسلحة، ومحاولة إدخال
المخدرات والأدوية والأطعمة الفاسدة إلى كردستان العراق، فضلاً عن اغتيال الدكتور
عبد الرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني في 1989، وإعدام العالم
والداعية الكردي (ناصر سبحاني) في سنة 1990م الموافق لعيد الأضحى عام 1410هـ،
واغتيال (شرف كندي) خليفة قاسملو عام 1992م، واغتيال رئيس علماء كردستان الإيرانية
(أحمد مفتي زاده) عام 1993م، والداعية (فرسد فروغ).
من جانب آخر، فإن هذا لا ينفي تعرّض الشعوب
الإيرانية الأخرى من أهل السنة والجماعة من البلوش والتركمان والعرب، بل حتى الفرس
السنة؛ لعمليات اضطهاد وقتل وإعدام النخب الدينية والثقافية والاجتماعية وسجن
وتشريد الآخرين بحجج واهية وسخيفة لا تقل شأناً عما فعلوه بالكرد، وما زالت هذه
العمليات القذرة مستمرة في عهد ما يسمى الجمهورية الإسلامية الإيرانية!
وتجدر الإشارة إلى أن الأقليات الشيعية والباطنية
في الدول الإسلامية السنية غير مضطهدة بالقياس إلى الأقليات الإسلامية السنية في
إيران، وتتحمل هذه المسؤولية الأخلاقية والقانونية منظمات حقوق الإنسان الدولية
والإقليمية التي لم تتطرق إلا على استحياء إلى هذه الانتهاكات الصارخة بحق
القوميات غير الفارسية في إيران،
وغالبيتها من المنتمين إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.
:: مجلة البيان العدد 311 رجب 1434هـ،
مايو - يونيو 2013م.