النبتة المُصْحرَة

فلن يُحسِن الإنسان إلى نفسه بمثل أن يكون من الصالحين، ولن يُحسِن لوالديه وزوجه وذريته بأفضل من أن يكون من الصالحين، فبركة الصالح تمتد لآبائه وزوجه وذريته، فتشمل الصالحَ منهم رحمةُ الله ودعوةُ الملائكة،

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه، وبعدُ:

حقائقُ لا مريةَ فيها: أن لا نبات بلا ماء، وأن النباتات تزهر حيث الماء، وتذبل وتذوي مع فقده.

ومن الناس من هو كنبتة جميلة أخَّاذة مبهرة، طرية الأغصان، مخضرة الأوراق، ريانة العود، تُرَوِّي عروقَها الجداولُ عن يمينها وشمالها، في تربة طرية غنية.

وفجأة تمتد يد آثمة غادرة فتقتلع هذه النبتة الطرية الجميلة الوادعة من تربتها وتخلعها من جذورها، وتغرسها هناك في المرتفَع، بعيداً عن أخواتها وبمنأىً عن جداول المياه العذبة، فإذا بها تُحرَم من العيش بجوار أخواتها، وقربَ جداول المياه العذبة الصافية، وفي بيئة التربة الريانة الثرية.

إلى هناك حيث وعر الجبل، وقحط الماء، وسَموم الأجواء، ونكد العيش، فتذبل شيئاً فشيئاً وتبقى على رمق الحياة فقط، وربما أدركها الظمأ والقحط وفقر التربة... فماتت.

اقتلعتها يد صديق سوء غادر، أو قناة عهر فاجر، أو مطالعة في جريدة زائغة أو مجلة منحرفة أو كتاب ضال، أو إبحار في تيه محيط الظلمات والشبهات والشهوات في سفينة متهالكة بلا مجاديف.

كيف لهذا الإنسان (النبتة) أن يعود هانئاً سعيداً في بيئة غنية ثرية تمده بكل مقومات الحياة الحقيقية؟

مفتاح هذا أن تأخذ بأسباب القرب من نهر الخيرات والبركات، فمتى اقتربت منه نلت كل خير وفضيلة.

أتدري - أيها المؤمن - أن نوحاً عليه السلام يستغفر لك؟

أليس قد دعا ربه: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِـمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28]؟ ألستَ من المؤمنين؟ ألستِ من المؤمنـات؟ إذاً فاستبشـروا جميعاً باستغفار هذا النبي العظيم الكريم لكم، وهو أقدم رسول، وأول أولي العزم من الرسل.

فهذا دعاء بالمغفرة لعموم المؤمنين والمؤمنات، الأحياء والأموات. «قال بعض العلماء: إن الإله الذي استجاب لنوح عليه السلام فأغرق بدعوته جميع أهل الأرض الكفار حقيق أن يستجيب له فيرحم بدعوته جميع المؤمنين والمؤمنات»[1].

فتلَمَّس - أيها المبارك - صفات المومنين الأخيار الصالحين وبادر بالاتصاف بها واستكمالها، حتى تشملك دعوة نوح عليه السلام بالمغفرة. تلك الدعوة التي أطلقها قبل آلاف السنين، وما زالت ولن تزال تجلجل في أرجاء الكون وتسري في ذريته، وستبقى تسري إلى آخر نفْس مؤمنة في هذا الوجود.

لقد حل السلام ونزلت البركات على نوح عليه السلام، وعلى من كان معه، وعلى من سيأتي بعده من المؤمنين إلى قيام الساعة، كما قال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [هود: 48]. قال محمد بن كعب القرظي: «فدخل في ذلك البركةِ والسلامِ كلُّ مؤمن ومؤمنة، ودخل في ذلك العذاب الأليم كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة»[2].

أتَعْلم أن كل مُصَلٍّ يسلم عليك في صلاته!

ففي حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في التشهد: السَّلامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: «لَا تَقُولُوا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ...»[3].

فكل مصلٍّ يقول في كل تشهد: «السلام علينا»: نحن المصلين من الإنس والجن والملائكة، «وعلى عباد الله الصالحين»: لتشمل دعوته كلَّ عبد لله صالح في السماء والأرض منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة.

قال الترمذي الحكيم: «من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلِّمُه الخلق في صلاتهم فليكن عبداً صالحاً وإلا حُرِم هذا الفضل العظيم»[4].

تلك هي النبتة الريانة، الغضة الطرية التي تتعرض لملايين التسليم من المصلين، في كل لحظة، في يومها وليلتها، في حياتهـا وبعد مماتها؛ إذ لا تكاد الأرض تخلو لحظة واحدة من عشرات الآلاف من المصلين؛ فرضاً أو نفلاً.

فاهرع - أيها المبارك - إلى النهر واحشر نفسك مع نبتاته الغضة الطرية المورقة حوله، انطلق واسبح مع السابحين في مجراه، وزاحم مع المتسابقين... اركض ولو أعرجَ كسيراً، اركض إلى هناك باتصافك بالإيمان والعبودية لله تعالى والصلاح: {وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} [آل عمران: 133]، {سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الحديد: 21].

وإليك هذه البشارة الثالثة: فإن {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} عرش الجبار تبارك وتعالى من ملائكته الكرام {وَمَنْ حَوْلَهُ} حول العرش من الملائكة الذين يحفُّون به {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر: ٧] يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص، والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح، وتلك عبادات لا ينفكون عنها {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20].

والذي يَمَسُّك أيها المؤمن من حالهم عليهم السلام هو: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} يسألون ربهم أن يغفرَ ذنوب الذين أقرُّوا بمثل إقرارهم من توحيد الله، والبراءة من كلِّ معبود سواه، وأن يعفوَ عنهم. يقولون في استغفارهم: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً} فرحمتك وعلمك وسعت كل شيء من خلقك، فعَلِمتَ كل شيء، فلم يخْفَ عليك شيء، ورَحِمتَ خلقك، فوسعْتهم برحمتك {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} فاصفح عن ذنوب من تاب من عبادك، واتبع أمرك ونهيك فسلكوا الطريق الذي أمرتهم أن يسلكوه، ولزموا المنهاج الذي أمرتهم بلزومه، {وَقِهِمْ عَذَابَ الْـجَحِيمِ} [غافر: ٧] اجعل بينهم وبين عذاب النار يوم القيامة وقاية. {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ} بساتين إقامة {الَّتِي وَعَدتَّهُمْ} أن تُدْخِلَهم إياها {وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} وأدخل معهم هؤلاء الذي عملوا بما يرضيك عنهم من الأعمال الصالحة في الدنيا، وإن لم يكونوا عملوا عمل والديهم (كرامة من الله لهم). {إنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ} [غافر: ٨][5].

عن سعيد بن جبير قال: يدخل الرجل الجنة، فيقول: أين أبي؟ أين أمي؟ أين ولدي؟ أين زوجتي؟ فيقال: لم يعملوا مثل عملك، فيقول: كنت أعمل لي ولهم، فيقال: أدخلوهم الجنة، ثم قرأ هذه الآية.

فلن يُحسِن الإنسان إلى نفسه بمثل أن يكون من الصالحين، ولن يُحسِن لوالديه وزوجه وذريته بأفضل من أن يكون من الصالحين، فبركة الصالح تمتد لآبائه وزوجه وذريته، فتشمل الصالحَ منهم رحمةُ الله ودعوةُ الملائكة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإيمَانٍ أَلْـحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

{وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} واصرف عنهم فعل السيئات حتى يسلموا من الوقوع فيها، أو اصرف عنهم وَبالها وسوء عاقبتها إن وقعوا فيها، فلا تؤاخذهم بها، ولا تعذبهم عليها، {وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} فمن تصْرفْ عنه سوء عاقبة سيئاته بذلك يوم القيامة فقد أدركَته رحمتُك، فنجيته من عذابك {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [غافر: ٩] فمن نجا من النار وأدخل الجنة فذلك بلا شك ولا ريب هو الفوز العظيم[6].

«قال خلَف بن هشام البزار القارئ: كنت أقرأ على سليم بن عيسى فلما بلغت: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}بكى ثم قال: يا خلف! ما أكرم المؤمن على الله! نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له!»[7].

وقد «أشار تعالى إلى أن الرابطة التي رَبَطَتْ بين حملة العرش ومن حوله، وبين بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم، إنما هي الإيمان بالله جلَّ وعلا»[8].

توسَّلَ هؤلاء الملائكة الكرام إلى الله تعالى وتقربوا إليه بذكر محبوبيه عنده.

عن مُطَرِّفٍ قال: وجدنا أنصح العباد للعباد ملائكة، وأغش العباد للعباد الشياطين، وتلا: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}... الآية [غافر: ٧][9].

واستمع لهذه البشارة الرابعة: ففي مجالسة الأخيار الصالحين وطلاب العلم من الفضل ما ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن الله تعالى يغفر لأهل مَجَالِسِ الذِّكْرِ ويعطيهم مَا سَأَلُوا وهو الجنة، ويجيرهم مِمَّا اسْتَجَارُوا وهو النار، فَتَقُولُ الملائكة: «رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ، هُم الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ»[10]. جلسَ معهم عَرَضاً فشملته الرحمة وفاز بالمغفرة والجنة والنجاة من النار فضلاً من الله تعالى بمجرد هذا الجلوس معهم. لقد اقترب من مجرى النهر هذا الغريبُ الموفقُ فارتوى وإن لم يكن من أهل النهر!

وأزفُّ إليك هذه البشارة الخامسة: فإن التحليَ بالإيمان يجعلك في ممر الدعوات الطيبة من اللاحقين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ} [الحشر: 10] دعوات تخترق الزمن لتصل إلى أول مؤمن في البشرية، وستشملك من اللاحقين وأنت في قبرك.

فما أشقاه من حرم نفسه هذه الأنهارَ التي تجري حوله تسقي العروق وتبل الأغصان، ونَجَعَ بنفسه فوق تل. وأضحى للشمس دون ظل، وحرم عروقه أن تبتل، أو أن يصيبه الوبل، أو ينعشه الطَّلُّ!

فبادر أيها الموفقُ بادر! وإن نَدَّت بك خطيئة فخرجت عن الجادة فعد سريعاً حتى لا يفوتك نصيبك من سقيا النهر فتذبل.

والخلاصة: أنه ينبغي لك أن لا تبتعد عن نهر الخيرات والبركات الذي يغمرك بالسلام والاستغفار والدعوات من خيار الخلق وصفوتهم؛ الأنبياء عليهم السلام، وصالحي خلق الله، وذلك:

بأن تكونَ من عباد الله الصالحين.

أن تحققَ الإيمان بما يجب الإيمان به، على وَفْقِ ما أراد الله تعالى وأراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بلا إنكار ولا تحريف ولا تأويل.

أن تكونَ من التوابين الأوابين العائدين لطاعة ربهم إن أَلَـمُّوا يوماً من الدهر بذنب.

أن تتبعَ سبيل المؤمنين قولاً وعملاً واعتقاداً، وأن تصلحَ ظاهرك وباطنك، وتؤدي ما أوجب الله عليك من حقوقه وحقوق عباده.

أن تلزمَ الصالحين؛ وتجلس مجالسهم وتدخل معهم في مشروعاتهم وأعمالهم ومؤسساتهم البنائية فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم؛ فكيف يشقى بهم العامل معهم؟

والدخول في عباد الله الصالحين أمنية ورغبة، لم يتكبر عنها نبي الله سليمان عليه السلام، إذ دعا ربه تبارك وتعالى بقوله: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِـحِينَ} [النمل: ٩١]، الذين اصطفاهم الله فنَعِموا بالسلام: {قُلِ الْـحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النمل: ٩٥]. فقد أمر الله تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه أن يحمدوه تعالى على جميع أفعاله، وأن يسلِّموا على عباده المصطفين الأخيار[11].

ودرجات الناس في الإيمان والصلاح تتفاوت، وهذا السلام والبركات يصيب المتصفين بشروطه على قدر قوة اتصافهم وضعفه. وأما الفاسد فقد حرم نفسه ونأى بها، وسمح للمُؤثرات أن تقتلعَه وترميَه بعيداً هناك.

وفقنا الله وإياك للثبات على ما يرضيه حتى نلقاه راضياً عنَّا.


 


[1] انظر: تفسير ابن كثير (8/ 237)، والتسهيل لعلوم التنزيل (4/ 152)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (18/ 314).

[2] أخرجه ابن أبي حاتم (40/ 36) (11782).

[3] أخرجه البخاري (3/ 330) (788)، ومسلم (2/ 368) (609).

[4] انظر: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (1/ 268).

[5] انظر: تفسير الطبري (21/ 354 - 357)، وتفسير ابن كثير ( 7/ 130).

[6]  انظر: تفسير الطبري (21/ 354 - 357)، وتفسير ابن كثير ( 7/ 130).

[7] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (15/ 295).

[8] انظر: أضواء البيان 3/ 46.

[9] انظر: تفسير الطبري (21/ 356).

[10] أخرجه مسلم (13/ 196) (4854).

[11] انظر: تفسير ابن كثير (6/ 201).

 

 

أعلى