• - الموافق2025/04/30م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة

والأمر بالإعداد في هذه الآية الكريمة عامّ وشامل ومُوجَّه للأمة كلها؛ شبابها وشيوخها، رجالها ونسائها؛ دفاعًا عن حقّ مُغتصَب، ودفاعًا عن إخوان لنا في العروبة والإسلام تواطأت الدول الاستعمارية الكبرى على إخراجهم من ديارهم وأموالهم بغير حق


لا بد للحق من قوة تنصره وتحميه.

إن مَن ينظر إلى سُنة الله في الأنبياء والمرسلين، ومَن حمل لواء الدعوة مِن بَعدهم إلى الحق والحرية والعزة والكرامة؛ يجد أن أعداء الحق أقاموا في طريقهم العقبات، ووضعوا في سبيل دعوتهم الصعاب، ولكنهم لمَّا ثبتوا وصبروا وأعدّوا العُدة للدفاع عن الحق والحرية، أتَى الله هذه العقبات من قواعدها فخرَّت فوق رؤوس مَن وضعوها وتلاشت الصعاب وتبدَّدت، كما تتبدَّد موجات المياه فوق الصخور القوية، وتلك سُنة الله في كل صراع يقوم بين الحق والباطل، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

يشترك الحق والباطل في حرب طاحنة، وتطول بهما الأيام والأعوام، فإذا تكشف غبار النقع، وانتهت المعركة وجدتَ سلاح الباطل مُحطَّمًا مكسورًا، وسلاح الحق ظافرًا منصورًا؛ ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ [الأنبياء: ١٨].

وهذا رسول الحق والعدل محمد صلى الله عليه وسلم ، لمّا استبطأ انتصار الدعوة الإسلامية وانتشارها؛ أخبره الله -سبحانه وتعالى- بأن هذه هي سُنّة الله مع أنبيائه ورسله؛ ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب:٦٢]. تَمُرّ بهم فترة عنيفة من الصراع بين حقهم وباطل أعدائهم، ليَميز الله الخبيث من الطيب، والمؤمن الصادق من المرائي المنافق، وفي نهاية المعركة ينتصر الحق على الباطل، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: ٥٢]؛ إذا تمنَّى هداية قومه؛ ألقى الشيطان في أمنيته، ووضع أعداء الحق العقبات في طريق دعوته؛ ﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾؛ يُزيل الله العقبات ويُحطِّم العراقيل؛ ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحج: ٥٢].

وإذا كان الحق لا بد له من قوة تحميه وتنصره، فقد أمرنا الله -تعالى- بإعداد كلّ ما نستطيع من قوة؛ للدفاع عن أوطاننا ومعتقدتنا ومقدساتنا؛ قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60].

والأمر بالإعداد في هذه الآية الكريمة عامّ وشامل ومُوجَّه للأمة كلها؛ شبابها وشيوخها، رجالها ونسائها؛ دفاعًا عن حقّ مُغتصَب، ودفاعًا عن إخوان لنا في العروبة والإسلام تواطأت الدول الاستعمارية الكبرى على إخراجهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، وإحلال حَفدة القردة والخنازير من الصهاينة في ديارهم بدون سند من دين أو تاريخ أو قانون؛ قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ [الحج: 39-40]؛ والقوة التي أمرنا الله بإعدادها في الآية الكريمة نوعان: 1- قوة مادية؛ 2- قوة معنوية.

النوع الأول: القوة المادية،

وتشمل ما يلي:

أ- بذل المال بسخاء لتزويد المجاهدين بالسلاح والعتاد والمؤونة؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ١٩٥]، ومعنى الآية: لا تبخلوا ببذل المال لإعداد العُدَّة للدفاع عن الدين؛ لأن المال عَصب الحرب، ومَن خاض غمارها واصطلى بنارها قبل أن يُعِدّ ما يلزم لها؛ كانت عاقبة جنده الفشل، ومصيره إلى التهلكة.

وقد رغَّب الإسلام في الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 10-11]، وقال -جل شأنه-: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111].

وهذه الآية تشير إلى أن هناك عقدًا سماويًّا بين الله وبين عباده المؤمنين المجاهدين في سبيله، وأن هذا العقد قد استوفى جميع أركان العقود؛ فقد اشتمل على مشترٍ وهو الله، وعلى بائعٍ وهو المؤمن، وعلى سلعة وهي الأنفس والأموال، وعلى ثمن وهو الجنة. وأشارت أيضًا إلى أن في هذا البيع ربحًا وفيرًا وفوزًا عظيمًا للمجاهدين، وقد وعَد الله الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله بمضاعفة ثوابهم إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فقال -جل شأنه-: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٦١].

وفي ضوء هذا الوعد الإلهي الكريم؛ كان المسلمون في الصَّدْر الأول يتسابقون إلى الإنفاق في سبيل الله؛ ففي غزوة تبوك -على سبيل المثال- جاء أبو بكر بماله كله، ولما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. وقدَّم عمر بن الخطاب نصف ماله دعمًا للمجهود الحربي. (صحيح الترمذي: ٣٦٧٥).

وأسهم عثمان بن عفان بعشرة آلاف دينار، وقال: عليَّ جهاز مَن لا جهاز له، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم  بهذه الروح سرورًا عظيمًا، وقال: «ما ضَرَّ عثمان ما فَعَل بعد اليوم» (صحيح الترمذي: ٣٧٠١).

وأسهم عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف، وقال للرسول: كانت لي ثمانية، فأمسكت لنفسي وعيالي أربعة آلاف، وهذه أربعة آلاف أقرضها لربي. فقال له رسول الله: «بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت». فرضي الله عنهم أجمعين.

وليس هناك شك في أن الذين لا يستجيبون لدعوة الإنفاق في هذه المرحلة الحاسمة من نضالنا العربي ضد الاستعمار والصهيونية، ويدعمون المجهود الحربي، يُعرِّضون أنفسهم وأولادهم ونساءهم وديارهم للهلاك والدمار إلى جانب غضب الله ومقته، قال تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [محمد: 38].

وإنما جعل الإسلام الإنفاق في سبيل الله لتزويد المجاهدين بالسلاح وإعانة المؤمنين في المقام الأول؛ لأن المسلمين كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم لينضموا إلى الجيش الإسلامي، ويأخذوا أماكنهم في صفوف الشرف والجهاد، فإذا لم يجدوا عنده السلاح والوسائل التي تُمكِّنهم من شرف الجندية؛ رجعوا وأعينهم تفيض من الدمع؛ حزنًا ألًا يجدوا ما ينفقون.

ب- التدريب العسكري والتمرن على استعمال أدوات الحرب المختلفة، فقد خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، على قَوْمٍ مِن أسْلَمَ يَتَناضَلُونَ بالسُّوقِ، فَقالَ: ارْمُوا بَنِي إسْماعِيلَ؛ فإنَّ أباكُمْ كانَ رَامِيًا، -ارْمُوا- وأَنا مع بَنِي فُلانٍ -لأحَدِ الفَرِيقَيْنِ-، فأمْسَكُوا بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ: مَا لَهُمْ قالوا: وكيفَ نَرْمِي وأَنْتَ مع بَنِي فُلانٍ؟ قالَ: ارْمُوا وأَنا معكُمْ كُلِّكُمْ. (صحيح البخاري: ٣٥٠٧).

وإنما خصّ هذا النوع من فنون الحرب بالذِّكر؛ لأنه كان سائدًا في حروبهم، أما اليوم فقد حلَّ محل الرمي بالنبال: الرمي بالرصاص، والقذائف المختلفة، وبذلك أصبح التمرن عليها، والمهارة في استعمالها هو الواجب شرعًا. على أن الرسول أطلق كلمة الرمي حين قال: «ألَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ»، وبذلك تشمل الرمي بالنبال والرصاص، وغيرها من القذائف؛ دفاعًا عن الحق، ودفعًا للشر بمثله.

وشارك الخيلَ في وجوب العناية بها في زمننا هذا: ما اخترعه الإنسان من وسائل النقل والحرب في البر والبحر، وهي كثيرة جدًّا، وجميعها من القوة التي أمرنا الله بإعدادها في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ [الأنفال: ٦٠].

ج- وكما اهتم الإسلام بالتدريب العسكري؛ فقد دعا إلى طَبْع المجاهد في سبيل الله على الطاعة وحبّ النظام؛ لأن النظام هو الدعامة الأولى في تحقيق النصر على الأعداء. والدين الإسلامي يُدرّب أتباعه على النظام تدريبًا عمليًّا في الصلاة كل يوم خمس مرات؛ فهو لا يأذن أن يتقدّم المأموم على الإمام في المكان، ولا أن يسبقه في حركة من حركات الصلاة أو يخرج عن الصف، فإذا فعل شيئًا من ذلك كان آثمًا؛ وذلك ليطبع المسلمين على الدقة، ويُعوِّدهم على النظام في جميع تحركاتهم وأعمالهم، وخاصةً عند اللقاء وقتال الأعداء؛ قال تعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: ٤].

د- وعُنِيَ الإسلام كذلك بالرياضة عنايةً كبرى؛ ليجعل من المسلم رجلًا قويّ الشكيمة صلب المراس، لا تؤثر فيه الأحداث، ولا تزعزعه الملمات ولا الشدائد، وقد كتب سيدنا عمر لأهل الشام: «عَلِّمُوا أَوْلاَدَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرِّمَايَةَ، وَمُرُوهُمْ فَلْيَثِبُوا عَلَى الْخَيْل وَثْبًا» (فيض القدير)، وقال صلى الله عليه وسلم : «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف» (صحيح مسلم ٢٦٦٤).

النوع الثاني من القوة: القوة المعنوية

ليس هناك شك في أنه مهما بلغت قوة الجيش في العدد والعتاد، فإنها لا تكفل له النصر؛ إلا إذا أُعِدَّ إعدادًا معنويًّا قويًّا، بحيث يدخل المعركة وهو مُزوَّد بالإيمان بالله، يؤمن إيمانًا عميقًا بالهدف الذي يخوض المعركة لتحقيقه، وكم من جيوش انتصرت على عدوٍّ يفوقها في السلاح والرجال؛ لأنها خاضت المعركة وهي مؤمنة بالله، مؤمنة بحقها في الحياة، الحياة العزيزة الكريمة؛ ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: ٤٧].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام يُثيرون الجانب الروحي لدى المجاهدين في سبيل الله، وكان لذلك أعظم الأثر في الإقدام وإحراز النصر، ففي غزوة بدر الكبرى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرِّض أصحابه على الجهاد والاستشهاد، ويقول: « واعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ» (صحيح البخاري: ٢٨١٨).

وحين سمع سيدنا عمير بن الحمام -رضي الله عنه- دعوة الجهاد كان في يده تمرات يأكلها فألقى بها من يده واندفع كالسهم النافذ إلى قلب المعركة، وهو يقول:

ركْضًا إلى الله بغيرِ زادِ

إلّا التُّقَى وعملَ المَعادِ

والصبرَ في الله على الجهادِ

وكلُّ زادٍ عُرضةُ النفادِ

غيرَ التُّقَى والبِرِّ والرشادِ

وما زال يقاتل ويُناضل حتى قُتِلَ وفاز بالشهادة، وهي إحدى الحُسنيين (البداية والنهاية: ٥/١٠٧).

وبهذه الروح المؤمنة القوية انتصر المسلمون في صدر الإسلام، وارتفعت راياتهم من الصين شرقًا إلى سيبيريا شمالًا، إلى فرنسا غربًا إلى المحيط الهندي جنوبًا، فقد كان المؤمن يحمل حياته على كفّه، ويندفع إلى ميدان الشرف والجهاد، وهو يهتف من أعماق نفسه قائلًا:

ولستُ أُبالي حين أُقتل مسلمًا

على أيّ جنب يكون في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ

يبارك على أوصال شلو ممزع

إن الجهاد فريضة مُقدَّسة إلى يوم الدين، ولن يدع قوم الجهاد إلا ضربهم الله بالذل. واعلموا أنكم بجهادكم تبنون لأمتكم حياة كريمة حرَّة، وتُعيدون إلى الإسلام ازدهاره ومَجْده، فلنُوحِّد صفوفنا، ولنجعل أمام أعيننا في جهادنا قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: ٤٧]، وقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40].

إن المعركة بيننا وبين الاستعمار والصهيونية مستمرة حتى تصبح أرض العرب خالصة للعرب، وخيرات العرب مِلْكًا للعرب، فشدُّوا على أعدائكم شدة قوية؛ ﴿فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ [الأنفال: 11-12].


أعلى