المسك
سُئِلَ التاريـخُ
يوماً فأجابا
ومضى يفتحُ من ذكراه بابا
وروى من سيرةِ
الصدِّيقِ شهداً
كل معنىً فيه يحتاج كتابا
يعشقُ الصدق ويشدو
بالوفا
ينثر المسكَ أريجاً
مستطابا
أصدقُ الناس مدى
الدهر أبو
بكرٍ الصديقُ، أعلاهم
ثوابا
كم تلقَّى في سبيل
الله ضيماً
ولأجل الحقِ كم لاقى
عذابا!!
صحبَ المختار من
مولده
لم يفارقه ذهاباً وإيابا
حدَّث التاريخُ عن
أمجاد عملاقٍ
ولمْ يتركْ لمن
يأتي خطابا
هل لنا يا أمتي من
مثلٍ
يرجعُ المجدَ فتياً
وشبابا
هل لنا من صولةٍ بين
الورى
مثلما كنا شماريخاً
عِرابا
قد تولانا الأسى من
بعدما
مُرجتْ أخلاقنا والعزُّ
غابا
وتداعى الجور في
أوطاننا
ومغاني عزنا أضحت يبابا
لم نزل باقين في
غفلتنا
وربى أوطاننا تخشى
الذئابا
ها هو الصديق من أجل
عقالٍ
يعلن الحربَ على الباغي
احتسابا
والملايين تموت اليوم
قهراً
فنرى الصمت إذا
ناحتْ جوابا
أين من يرجع جيلاً
شامخاً
يتسامى مثلما
كان الصحابا
آه لا تحزن أبا
بكرٍ ففينا
ألف صــــــديق ولكن
نتغابى
كــم جرعنا لهباً من
قادةٍ
كمموا الأفواهَ لم يبقوا
صوابا
ملأوا الآفاق
إفكـــاً وأذى
هتكوا الأستار واقتادوا
الرقابا
حجبوا الأمة عن
آمالها
فاكتسى الأفقُ غيوماً
وضبابا
أيها الصديق يا
عنوانَ حب
لرسول الله لبى واستجابا
كم بذلت الجهد
للإسلام إعزازاً
فأسعدت الروابي والشعابا
يا رفيقاً للهدى منذ
ابتدا
وبحب المصطفى شبَّ وشابا
شهد الغار دموعاً منك
تهمي
ليزيل المصطفى عنك
المصابا
لم تحرك يا أبا بكرٍ
سكوناً
جرتِ الدمعةُ قهراً
واغتصابا
تحتسي الأوجاع كي
يهنأ نوماً
وله كنت وقــاءً وحجابا
أيها الصديق يا قائد
رشدٍ
يصنع النصر ويستهدي
الكتابا
رحمة أنت على طول
المدى
لبني الإنسانِ سلماً
وحرابا
قــدوةٌ أنتَ إمام
للهدى
تَمنح الأجيال فقهاً
وصوابا
زادك الرحمن بين
الناس ذكراً
وثمار الغرس تجنيها ثوابا
::
مجلة البيان العدد 314 شوال 1434هـ، أغسطس - سبتمبر 2013م.