• - الموافق2024/11/22م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 دور الأنظمة السابقة في إفساد المجـتمعات

دور الأنظمة السابقة في إفساد المجـتمعات


تبنَّت الأنظمة السابقة - التي ثارت عليها الشعوب العربية وأسقطتها بفضل من الله وحده - بقوة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، الأجندةَ الأممية للمرأة والطفل، التي جرى ترجمتها إلى تعديلات عدة تم إقحامها في المنظومة التشريعية في بلادنا في العقود الأخيرة، وبالأخص في مجال قوانين الأحوال الشخصية، والتي كان واضحاً أنها تسير في خط بعيد عن القيم الأصيلة لمجتمعنا الإسلامي.

وبدأ ذلك عقب التوقيع مباشرة على اتفاقية من أخطر الاتفاقيات الدولية التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة «سيداو CEDAW») التي صدرت عام 1979م، وانضمت إليها الدول العربية والإسلامية تحت ضغوط عدة، منها التهديد بسلاح المساعدات، ومنها الضغوط السياسية التي تلت حرب الخليج، والتي نشأ عنها انضمام دول الخليج لتلك الاتفاقية المشؤومة.

وباتت تلك الاتفاقيات سيفاً مسلطاً على رقاب الشعوب، ومدخلاً خطيراً لنشر الفساد القيمي والأخلاقي في المجتمعات العربية.

ففي المجتمع المصري - على سبيل المثال - نرى أن من أخطر أوجه ذلك الفساد، ماطرأ على البنية التشريعية المصرية في العقود الثلاثة الأخيرة؛ حيث شهدت الساحة القانونية سيلاً متلاحقاً من تغيير التشريعات، بل وتلاحُق التعديلات على التشريع الواحد، وبالأخص في مجال قوانين الأحوال الشخصية؛ فقد أخذ المجلس القومي للمرأة برئاسة زوجة رئيس مصر المخلوع على عاتقه مهمة إدخال التعديلات المستمدة من تلك الاتفاقيات الدولية، مع تجاهل كل الاعتراضات التي أبداها العلماء المتخصصون، أمثال أعضاء مجمع البحوث بالأزهر الشريف، وعدد من المفكرين ومسؤولي المنظمات الإسلامية المعنية بشؤون الأسرة والمرأة والطفل.

كما تولَّى المجلس القومي للأمومة والطفولة، إدماج الاتفاقيات الدولية المعنية بالطفل والوثائق ذات الصلة ضمن قانون الطفل المصري لعام 2007م، وذلك في المادة الأولى منه. وهو أمر شديد الخطورة؛ إذ طالبت وثيقة (عالم جدير بالأطفال) - باعتبارها وثيقة آليات وسياسات لتطبيق اتفاقية حقوق الطفل الدولية، وهي مشمولة ضمن (الوثائق ذات الصلة) التي نص عليها القانون الجديد - بضرورة توفير خدمات الصحة الإنجابية لكل الأفراد من كل الأعمار، تلك التي تشتمل على تدريب الأطفال والمراهقين على استخدام وسائل منع الحمل، وتوفير تلك الوسائل لهم، وإباحة الإجهاض كوسيلة للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه، وتقييد سلطة الآباء التربوية نحو الأطفال تحت مسمى (منع العنف ضد الطفل).

وكان ذلك كله يواجَه بالرفض الشديد من مختلف طوائف الشعب وخاصة القانونيين منهم، ولكن كما جرت العادة في تلك الحقبة، كان يتم قمع ذلك الرفض عبر أغلبية الحزب الوطني الجاهزة بالموافقة في مجلس الشعب، ثم تمرير كل التعديلات.

 وقد شكل ذلك خطراً داهماً ليس على المجتمع المصري فحسب، بل على الأمة العربية والإسلامية بأسرها؛ وذلك لمكانة مصر الريادية في العالم العربي والإسلامي؛ إذ تتابعت بعده تعديلات مماثلة في دول مجاورة، وهو ما يتهدد الأسرة بالضياع.

ونرى أن سقوط تلك المجالس يُعَد من المكاسب الرائعة التي حققتها ثورات الربيع العربي، وفرصةً لإعادة غربلة وفرز حزمة القوانين المشبوهة التي تم تعديلها وَفْقا للاتفاقيات الدولية المعنية بالمرأة والطفل، في مخالفات واضحة لمبادئ الشريعة الإسلامية التي تحتكم إليها دساتير معظم الدول العربية والإسلامية.

أعلى