عن بيتك تُقصِيني!
(ماذا كتبتُ على خـدِّ الـحـيـاطـيــن)
فغرَّدت في ظلام الليــلِ مــن دونــي؟
ماذا وشى هامسٌ للبيت عن شفتي؟
أنـا الـذي جـاره أبـكـي ويــبــكــيــنــي
كم قرَّب البلبلُ الـصــداح مــئـذنـةً!
لكنها أصبحتْ أقـصــى مــن الصــيــنِ
كم راقبتْ خطوتي تمضي لحيعـلــةٍ!
مثلَ الحنونِ بَدَت، أدنــو فــتــدنــيــنــي
(الله أكبر) كـم كــانــت تـروِّضني!
كم كنتُ أسرحُ رغمَ الغيثِ والطيـنِ!
صحائفي ما لها؟ هل أُشـبــعــت كـدراً؟
حتى يُذادَ عن المحرابِ تلــحــيــنــي؟
يا قاهرَ الخلق ذيدَ الخلقُ عن حـجــرٍ
تُمحى بـقُـبــلــتِــه ســودُ الــدواويــنِ
بأصغرِ الخلقِ عن محرابه طُـردَت
لفائفٌ بلَّـهــا دمــع الــمســاكــيــنِ
حتى الجُــنــابــيُّ مــا ذادت ركــائــبُــه
فرداً عن البيت أم تقوى وتقصيني؟
يا صاحب الحِلم! لا تنظرْ لأسفهـنـا
يا صاحبَ البيت! جُد للحق والدينِ
يا منزلَ الذكرِ شابَ الحرفَ أتربةٌ
وتُكثِر المكثَ بين القافِ والسـيــنِ
سنكتبُ التوبَ من أنوارِ صحوتنــا
ونطرُدُ الذرَّ من قــافٍ ويــاســيــنِ
عُتبى أيا بارئاً قد قل مشــبــهــهـا
عُتبى فقد وجدوا سم الـثــعــابيــنِ
آبوا فما وجدوا للحِجـرِ مــن بــدلٍ
هاموا وقد قصدوا قطف الأفانـيــنِ
يا أهل مغفرةٍ ما للــورى ســكــنٌ
فأبعدْ صحائفهم عن ذكر سجِّـيــن