ومَنْ مثلُ أمي وفي طبعِ أمي؟

ومَنْ مثلُ أمي وفي طبعِ أمي؟

  


ومَنْ مثلُ أمي وفي طبعِ أمي

ولي غربتانِ من البعد عنها

سقتني الحياةُ كؤوسَ الفراقِ

تقرُ بكِ العينُ حين تراكِ

أيا قطعةً من فؤادي الصغيرِ

لَكُلُ الحدائق بورٌ بعيني

وما الأنسُ إلا بأحضانِ أمي

أنا ابنُ أمي ومنها ومني

ومن ذا يسامرني بالمساءِ

لجبنٌ وخبزٌ جواراً لأمي

رُبيتُ على كفَّتيْها صغيراً

وقد كنتُ طفلاً يُطيل البكاءَ

وحين كبرتُ أتيتُ إليها

أقول أحبكِ من كل قلبي

 

 

وطلتُها لي إذا أشرقتْ؟

وبالدمعِ عينيَّ اغرورقتْ

وما مثل بُعدِكِ مني سقتْ

ونظرة عينيكِ إن أسهبتْ

ويا جِذعَ عشقٍ بقلبي ثبتْ

أنا في جنانِك قلبي نبتْ

وكفٌ عليَّ بها ربَّتتْ؟

فمن غيرُ أمي إذن أنجبتْ؟

وليلِ الشتاء إذا أمطرتْ؟

أحبُ إلى النفسِ مما جنتْ

وكلُ المشاعِرِ منها ربتْ

فما نام جَفنٌ لها أو غفتْ

وحملي على كاهلي خفَّفتْ

وما خفَّ قلبي بها أو خَفتْ

 

  


أعلى