البيان/وكالات: شهدت مدينة غزة تصعيدًا ميدانيًا غير مسبوق باستخدام الجيش الصهيوني آليات عسكرية قديمة تم تحويلها إلى "روبوتات مفخخة" هائلة الحجم، يتم زرعها في قلب الأحياء السكنية وتفجيرها عن بُعد لتدمير مبانٍ سكنية كاملة وإحداث دمار واسع، حسب شهادات من سكان محليين.
يصف علم الغول، أحد سكان غزة المتطوعين في انتشال جثث الضحايا، هذه الأسلحة بأنها آليات عسكرية قديمة، مثل دبابات أو ناقلات جند، محشوة بكميات كبيرة من المتفجرات، يتحكم فيها الجيش الصهيوني عن بُعد. وأضاف: "عند تفجيرها، يمتد الانفجار لمساحة تصل إلى 500 متر مربع، وتحول الأشخاص الذين تصيبهم إلى فتات، حتى الأشلاء تكون مفتتة تمامًا".
وأكد الغول أن استخدام هذه الروبوتات يؤدي إلى تدمير شامل للمباني، حيث تتحول إلى ما يشبه الفراغ الداخلي، مع إتاحة رؤية واضحة للقوات الصهيونية أثناء عمليات التمشيط، ما يسهل القضاء على أي مقاومة أو عبوات ناسفة.
ووثقت الجهات الصحية الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 1100 شخص، وإصابة ما يزيد على 6000 منذ 13 أغسطس الجاري، في ظل استمرار القصف الجوي والبرّي، والذي يتضمن أكثر من 100 تفجير لروبوتات مفخخة في مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى نزوح قسري واسع للسكان.
نضال فوزي، من حي الشجاعية، وصف تجربته مع الروبوتات المفخخة قائلاً: "رأيتها لأول مرة في منتصف الليل، كانت آلية كبيرة وضعت بجانب الحائط، وبعد دقائق سمعت انفجارًا هائلًا، اضطررنا للنزوح فورًا"، مشيرًا إلى تأثيرها الرهيب على المدنيين، وارتفاع موجات النزوح نتيجة استخدامها المتكرر.
من جانبه، أوضح هاني البسوس، أستاذ الدراسات الأمنية، أن هذا النوع من الأسلحة يستخدم لتقليل الخسائر الصهيونية، حيث يسمح بتدمير مناطق واسعة دون مواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية.
من جهته، وصف الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية، استخدام الروبوتات المفخخة بأنه "تكتيك يهدد حياة المدنيين ويزيد من الكارثة الإنسانية"، مشيرًا إلى تفجير 7 إلى 10 روبوتات يوميًا، مما أدى إلى تكدس السكان في مناطق ضيقة وارتفاع الكثافة السكانية بشكل خطير.
وتعكس شهادات السكان حالة الرعب والدمار التي تسببها هذه الأسلحة، مع استمرار الانفجارات حتى ساعات الصباح الأولى، وانتشار موجات نزوح كبيرة في أحياء غزة المختلفة.