• - الموافق2024/07/04م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
برامج الذكاء الاصطناعي تقود المواجهة في حرب غزة

نشرت صحيفة الغد الأردنية ترجمة تقرير عبري يتحدث عن دور برامج الذكاء الصناعي في جرائم الاحتلال الصهيوني التي إرتكبت خلال الحرب على قطاع غزة.

 

البيان/القدس: نشرت صحيفة الغد الأردنية ترجمة تقرير عبري يتحدث عن دور برامج الذكاء الصناعي في جرائم الاحتلال الصهيوني التي إرتكبت خلال الحرب على قطاع غزة.

وبحسب التقرير فإن الجيش الصهيوني طوّر عدداً من برامج الذكاء الاصطناعي العسكرية خصيصا لإبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، وتدمير القطاع بشراً وشجراً وحجراً.

وأهم هذه البرامج ثلاثة: واحد منها للإبادة، ويسمى لافندر (Lavender)، والثاني لتدمير المكان ويسمى الإنجيل (The Gospe)، والثالث لتعقب قادة وجنود المقاومة لقصفهم والقضاء عليهم، ويسمى أين بابا (Where’s Daddy).

مهمة برنامج لافندر تحديد جميع الفلسطينيين المشتبه بعلاقتهم مع كل من حماس والجهاد، وترتيبهم في قائمة من مائة درجة، أي حسب أهميتهم في هرم المقاومة، كأهداف للقصف والقتل. وقد اعتمد الجيش في الميدان على هذه القائمة من الأهداف البشرية الفلسطينية لشن غارات جوية على كل منهم لقصفه وقتله، وفي معظم الأحيان مع أسرته وجيرانه عند اللزوم دون التحقق من دقتها هدفاً هدفاً، مع أنه ثبت للجيش أن البرنامج يُخطئ بمقدار عشرة في المائة في تحديد الأهداف، ما خلا التحقق ولمدة عشرين ثانية، فيما إذا كان الهدف ذكراً أو أنثى. ومع ذلك تجاهل الجيش هذه النسبة وقتل الجميع حتى أفراد الشرطة والدفاع المدني وموظفي وزارة الداخلية، والأطباء والممرضين والمسعفين والمعلمين والمعلمات والطلبة وسواقي سيارات الإسعاف وأقارب الناشطين والجيران والناس الذين تصادف تشابه أسمائهم مع أسماء مستهدفة. وبحسب التقرير فقد كانت  النتيجة وما تزال قتل آلاف مؤلفة من الفلسطينيين وجرحهم، بمن في ذلك النساء والأطفال والمرضى والأفراد، مع أنهم لا يشاركون في القتال بتدمير بيوتهم على رؤوسهم مع أسرهم، بحجة أن حماس والجهاد تضعان عناصرهما وأصولهما العسكرية في قلب إسكانات المدنيين، وتستخدمهم كدروع بشرية وتديران القتال من داخل المباني والمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف ومرافق الأمم المتحدة (وكالة الغوث الدولية بخاصة) ونظام أنفاق معقد، ما يؤدي حسب الحجة الصهيونية إلى قتل كثير من المدنيين (ولعله لهذا ينكر بايدن –الرئيس الأميركي– الإبادة الجماعية التي تقوم فيها الدولة العبرية للفلسطينيين في قطاع غزة)، وكان معظم القصف والقتل يتم في تالي الليل عند الساعة الخامسة صباحاً والمستهدفون مع أسرهم والناس نيام، بالطائرات والذخائر والقنابل الغربية وبخاصة الأميركية.

أما مهمة برنامج الإنجيل للذكاء الاصطناعي، فكانت التأشير على البيوت والمباني المستهدفة لتدميرها على رؤوس ساكنيها الذي يدعي هذا البرنامج أن المسلحين يعملون أو يختفون فيها.

 

وكان الجيش الصهيوني وما يزال يفضل قتل ذي الرتب الدنيا في الحركتين بقنابل غبية أو بصواريخ غير موجهة لأنها أرخص وأقل تكلفة من القنابل الذكية والصواريخ الموجهة المكلفة جدا والأوسع قتلاً وتدميراً، والمخصصة لقتل قادة الحركتين والشخصيات المهمة ذات العلاقة، وإن أدى ذلك إلى قتل عائلات بالكامل، وتدمير مباني وعمارات بالخطأ. كان الجيش الصهيوني وما يزال يبرر ذلك أنه قد يكون في العائلة أفراد منظمون في إحدى الحركتين. وكما ترى فإنه الغاء للأخلاق والقوانين الدولية والإنسانية كافة من الصورة، فالجيش الإسرائيلي يعتبر قتل عائلات بأكملها والمدنيين من الجنسين ومن مختلف الأعمار الناجم عن قتل الأفراد المستهدفين مجرد أضرار جانبية لا مفر منها، حتى وإن تم القتل بالخطأ، أي بعدم وجود المستهدف في تلك اللحظة من القصف في البيت/ في الأسرة أو في المكان.

وفي خطوة غير مسبوقة أميركياً وعالمياً قرر لافندر، وبالتالي الجيش الصهيوني، أنه يمكن قتل من 15-20 مدنياً لقتل ناشط صغير من حماس أو الجهاد، ومائة مدني لقتل فرد أهم منهم، وثلاثمائة مدني وأكثر لقتل قائد مهم جداً. لقد أذن الجيش الصهيوني بقتل حتى ثلاثمائة مدني عند اللزوم لقتل أيمن نوفل قائد لواء غزة المركزي ولكنه فشل في ذلك نتيجة تحديد غير دقي لموقعه، إلا أنه مع ذلك قتل العشرات وجرح المئات ودمر العديد من المباني.

 

 

ويفيد ضابط صهيوني شارك في التحقيق الصحفي أن الآلة/ برنامج الذكاء الاصطناعي تعمل ببرود وهذا يجعل الأمر على الجيش أسهل. ويقول ضابط آخر شمله التحقيق الصحفي: "في الحرب لا يوجد وقت لتدقيق ملف كل هدف، ولذلك تكون على استعداد لتحمل هامش من الخطأ ناتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك المغامرة بإيقاع أضرار جانبية مثل قتل المدنيين، أو المغامرة بشن هجوم على أساس خاطئ، والتعايش مع ذلك، وانتقاماً من طوفان الأقصى".

ويضيف التقرير، هكذا نشأ ما يسمى بالكأس الصهيونية المقدسة، أي القتل أوتوماتيكياً، أي جنونياً الناتج عن كثرة الأهداف التي حددها لافندر ويجب القضاء عليها بسرعة البرق، بالإضافة إلى الأهداف الفورية التي يحددها العسكريون الصهاينة في الميدان. وقال ضابط لم يذكر اسمه في أثناء التحقيق: كان الجيش عند الساعة الخامسة صباحاً يقصف جميع المنازل التي حددها البرنامج. لقد قضينا على آلاف الأشخاص في منازلهم دون تدقيق ملفاتهم. كنا نصف تلك الأهداف بأهداف القمامة أو بالصيد الواسع". بالركون إلى الآلة في القتل والإبادة تفقد الدولة العبرية سياسياً وعسكرياً جميع الأخلاق والأحاسيس والمبادئ الإنسانية فمنذ بداية القتال كان عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين محدداً ومعروفاً مسبقاً بكل قصف جوي أو مدفعي عند السلطات المعنية فيها.

وبحسب التقرير فإن برامج الذكاء الإصطناعي حصلت على المعلومات الضخمة من الهواتف الذكية وكاميرات المراقبة ومن التجارب الأمنية، ومن الكاميرات الخفية والظاهرة المعلقة في كل ركن وزاوية، ومن المخابرات الأميركية والأجنبية أو الحليفة والصديقة، ومن الأقمار الصناعية.ومع هذا كله تمكنت المقاومة الفلسطينية من الصمود الطويل في وجه هذه الآلة العدوانية المتطورة، وعلى نحو لم يشهد له التاريخ مثيلاً.

 

أعلى