البيان/متابعات: سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على تورط الرئيس جو بايدن في الحرب الصهيونية المدمرة على قطاع غزة، وعدم سيطرته عليها.
وقالت الصحيفة في تقرير إنّه بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم الصهيوني على غزة، أخبر مسؤولون كبار في البيت الأبيض، الرئيس بايدن، أن الدولة العبرية تقصف المباني بانتظام، ودون معلومات استخباراتية قوية تفيد بأنها أهداف عسكرية مشروعة.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الاجتماع، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن هذا الإخبار جرى بشكل سري، وتضمن الافتقار إلى خطة صهيونية واضحة لهزيمة حماس، رغم الحث الأمريكي المتكرر لتجهيز مثل هذه الخطة.
وذكرت أن الاجتماع السري كان متناقضا مع موقف البيت الأبيض العلني، الذي خرج في نفس يوم الاجتماع بتصريح صحفي للمتحدث الأمريكي جون كيربي، قال فيه إن "الولايات المتحدة لا تفرض أي خطوط حمراء على الحملة العسكرية الإسرائيلية".وأوضحت أن إدارة بايدن كانت متناقضة تجاه السلوك الصهيوني والدعم الخارجي القوي لها، مؤكدة أن الخلاف بين تل أبيب وواشنطن ظهر في وقت أبكر بكثير ما هو معروف علنا.
ونوهت إلى أن السفارة الصهيونية في واشنطن نفت الأنباء التي تحدثت عن ضربات إسرائيلية بمعلومات استخباراتية غير كافية، وتحدثت عن التزام الجيش الصهيوني بالقانون الدولي في عمليته العسكرية واختياره للأهداف، وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وذكرت الصحيفة أنها في تقريرها أجرت مقابلات مع 20 مسؤولاً في إدارة بايدن ومستشارين خارجيين، والذين أوضحوا كيف وجد بايدن نفسه، بعد أكثر من خمسة أشهر من هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، متورطًا بشدة في حرب لا يريدها، والتي تهدد بأن تصبح عنصراً محدداً لفترة ولايته؛ حيث يعترف حلفاؤه سراً بأن تلك الحرب قد ألحقت به ضررًا كبيرًا محليًّا وعالميًّا، ويمكن أن تصبح بسهولة أكبر كارثة في سياسته الخارجية.
وأفادت الصحيفة بأن إستراتيجية بايدن ارتكزت منذ البداية على مقايضة مركزية، إذا أظهر للدولة العبرية دعمًا لا لبس فيه، بل وحتى متحديًا، في وقت مبكر، فقد يؤثر في نهاية المطاف على سلوكها في الحرب. ويعترف بعض مسؤولي الإدارة الآن بأن الاستراتيجية تتجه نحو الفشل، وفي محادثات خاصة، أعربوا عن إحباطهم الشديد وعدم اليقين بشأن الكيفية التي ستنتهي بها الحرب.
وبدا يوم الاثنين أن إحباط بايدن قد وصل إلى ذروته، حيث أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية أنه سيكون كارثيًّا بالنسبة للدولة العبرية أن تتقدم إلى رفح، وطالب بإرسال فريق إلى واشنطن للتشاور بشأن إستراتيجية أفضل، كما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين.
ويواجه بايدن، الذي انتقد الدولة العبرية بشكل أكثر حدة في الأسابيع الأخيرة، الآن لحظة حاسمة محتملة؛ حيث أعلن نتنياهو نيته غزو مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، حيث يقيم نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، وهي خطوة قال كيربي إنها ستكون "كارثة"، وقال بايدن لشبكة "إم إس إن بي سي" إنها ستتجاوز "الخط الأحمر".