• - الموافق2025/11/07م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الصين أول دولة تقبل تمثيلا دبلوماسيًا كاملا مع دولة أفغانستان

سجلت الصين موقفا منفردا بأن تكون الدولة الوحيدة التي لديها تمثيل دبلوماسي كامل مع دولة أفغانستان الإسلامية، دون أن تعترف بها عضوًا في الأمم المتحدة أو تقر بأن حكومة طالبان هي الحاكم الشرعي للبلاد.

اعتمدت بيجين (أسد الله بلال كريمي) سفيرًا ليمثل أفغانستان الأسبوع الماضي، بعد شهرين من استقبال القصر الرئاسي في كابل (تشاو شينغ) سفيرًا جديدًا للصين.

مع دخول طالبان العاصمة وإدارة شؤون البلاد، في أغسطس/آب 2021، سابقت الصين الدول الغربية والعربية والإسلامية بسحب سفيرها من كابل، بعد الهروب المفاجئ والمخزي للقوات الأمريكية من أفغانستان. توقع المنسحبون انهيار دولة طالبان بضغط من الولايات المتحدة المهزومة، والدول التي لم تعترف بها بعد. مارست الصين قدرًا هائلًا من البراغماتية، للتواصل مع جارتها الملاصقة لها بمنطقة حدودية بطول 76 كيلومترًا.

لدى نظام الحكم الشيوعي “رهاب” مما هو إسلامي، وكل دين أو جماعة لديها أفكار مخالفة لتوجهات الحزب والأيديولوجية الماركسية اللينينية التي يفرضها منذ توليه السلطة 1949.

تعتمد الصين استراتيجية ملء الفراغ في الجغرافيا أسوة بما تفعله بالأسواق، لتحل محل المنافسين وتعرقل وصول أي طرف آخر يهدد مجالها الحيوي، ومسار مشروعاتها الاقتصادية في “الحزام والطريق” وتجمُّع “بريكس” وتحالف مجموعة “شنغهاي”.

على خلاف أعضاء الأمم المتحدة، احتفظت بيجين بقنوات اتصال مفتوحة مع طالبان منذ اليوم الأول لوجودها في السلطة، رغم مخاوفها الشديدة من نجاح نظام ثوري إسلامي في السيطرة على الحكم.

حرصت الصين على إظهار احترامها لاختيارات الشعب الأفغاني، بوعدها بعدم التدخل في شؤونه الداخلية. دفعت شركاتها إلى التوسع في المشروعات تدريجيًّا، ولم تتراجع عن ذلك بعد أن فجّرت جماعة محسوبة على تنظيم “داعش” عام 2022 أحد الفنادق التي يرتادها صينيون، وقتلت عددًا من الأشخاص بهدف “الانتقام مما تمارسه بيجين من مجازر ضد المسلمين داخل أراضيها”.

تبادل البلدان وفودًا تجارية وثقافية ورياضية على مستوى الوزراء والقادة، على مدار عامين، وظلت الصين مركزة على توظيف فشل واشنطن، والخراب الذي سبَّبه الاحتلال العسكري الأمريكي على مدار عشرين عامًا، ليصب في صالحها. تولت إعادة إعمار “الإرث الكارثي” الذي خلّفه الغزو الغربي، ومن قبله الاتحاد السوفيتي، ودمج أفغانستان في مبادرة “الحزام والطريق”.

لم ينس الصينيون غضبهم من طالبان التي دمرت معبد “بوذا” الكبير في جبال تورا بورا منذ ربع قرن، مع ذلك قدّموا المساعدات المالية والطبية، لإنقاذ مليوني متضرر من زلزال قوي ضرب شمال غربي أفغانستان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أودي بحياة ألفي شخص ودمر آلاف المنازل.

لا تنظر الصين الأكثر استيرادًا واستهلاكًا للنفط عالميًّا إلى وارادت أفغانستان الضعيفة من البترول، فعيونها على حوض غاز “أموداريا” في الشمال.

أكدت دراسات جيولوجية أمريكية وصينية أنه سيكون أهم حوض لتجمعات الغاز في العالم، بعد حقول سيبيريا والخليج العربي. منحها الاتفاق فرصة لمناطحة الغرب بقيادة مستقبلية لصناعة الغاز والتحكم في شبكاته الواسعة، وتأمين استيرادها كميات هائلة من روسيا الخاضعة للعقوبات الغربية، ومد شبكة غاز تربط بين شنغهاي شرقًا وسيبيريا غربًا مرورًا بدول آسيا الوسطى، خاصة التي تمولها في تركمانستان الواقعة على مشارف حوض الغاز الأفغاني.

يأمل الصينيون الحصول على حق استغلال مناجم النحاس وسط البلاد، التي تحتوي على ثلث احتياجات الصين من النحاس سنويًّا، واستخراج المعادن النفيسة المنتشرة عبر أوديتها، لتكتمل دائرة سيطرتها على أكبر مناجم النحاس و90% من المعادن النادرة عالميًّ

أعلى