ولا تظهر أي مؤشرات على تراجع الاحتجاجات المستمرة لليوم التاسع على التوالي في المدينة التي عرفت بأنها أحد معاقل النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
وذكرت تقارير إخبارية محلية أن هتافات المحتجين تعالت في ساحة السير وسط مدينة السويداء، وردد المتظاهرون شعارات مثل “عاشت سوريا” و”يسقط بشار الأسد”.
وأشارت التقارير إلى أن المتظاهرين أغلقوا مقر حزب البعث الحاكم في المدينة، واستخدموا ماكينات لحام معادن لإغلاق أبواب مبنى الحزب.
وقال سكان في أنحاء المحافظة إن المتظاهرين أغلقوا أيضًا عشرات الفروع المحلية لحزب البعث الذي يشغل مسؤولوه مناصب حكومية عليا مع فرار كوادره.
وخرج مئات المتظاهرين مجددًا إلى الشوارع لليوم احتجاجًا على تدهور ظروف المعيشة بسبب ارتفاع أسعار البنزين، وطالبوا بتغييرات سياسية شاملة.
وتشكّل المعارضة المتصاعدة في المناطق الموالية للحكومة التي وقفت ذات يوم إلى جانب الأسد التحدي الأكبر لقبضته على السلطة بعد انتصاره في حرب أهلية استمرت أكثر من عشر سنوات بمساعدة حاسمة من روسيا وإيران. ومزَق المتظاهرون صورا لرئيس النظام السوري في المدينة التي يقطنها ما يزيد عن 100 ألف نسمة.
والأحد قبل الماضي، تظاهر مئات السوريين بمناطق سيطرة الحكومة السورية بجنوبي البلاد، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وتردي الوضع المعيشي في البلاد، حيث تجمَّع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء -ذات الأغلبية الدرزية- للتظاهر تنديدًا بالواقع الاقتصادي والمعيشي.
وجاءت الاحتجاجات تزامنًا مع العصيان المدني، بعد الإعلان عنه من قِبل عشائر بدو السويداء، حيث شهدت المدينة إغلاقًا تامًّا لجميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المدينة من قِبل عشرات المواطنين المحتجين، كما أُغلقت جميع الدوائر الحكومية والمحال التجارية.