• - الموافق2024/07/30م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الغارديان: فرنسا تدفع ثمن العنصرية العرقية ضد الأفارقة

سيطرت التظاهرات وأعمال العنف التي اجتاحت فرنسا منذ أربعة أيام ولاتزال مستمرة على اهتمام الصحف البريطانية بشكل ملحوظ.

 

 

البيان/وكالات: سيطرت التظاهرات وأعمال العنف التي اجتاحت فرنسا منذ أربعة أيام ولاتزال مستمرة على اهتمام الصحف البريطانية بشكل ملحوظ. وكتبت صحيفة الغارديان، مقالة بعنوان "فرنسا تجاهلت عنف الشرطة العنصري منذ عقود، والآن تدفع ثمن ذلك بالتظاهرات".

وتقول الصحيفة إنه منذ أن انتشر فيديو القتل الوحشي للفتي الفرنسي من أصول جزائري،نائل، البالغ من العمر 17 عاما، على يد ضابط شرطة بالرصاص ومن مسافة قريبة، على نطاق واسع، أضحت الشوارع والمباني السكنية في العديد من الأحياء الفرنسية الفقيرة في حالة تمرد مفتوح.

وتضيف الصحيفة أن لسان حال وسائل الإعلام الدولية ربما كان "فرنسا تواجه لحظة جورج فلويد"، وكأننا استيقظنا فجأة على قضية عنف الشرطة العنصري. وتعكس هذه المقارنة الساذجة في حد ذاتها إنكارا للعنف العنصري المنهجي الذي كان ملازما لعقود من الزمن للشرطة الفرنسية.

ففي 2005، تروي الصحيفة، وقوع حادث مشابه لثلاثة مراهقين مات اثنين منهم بالصعق الكهربائي بعد ان لجأوا إلى محطة كهرباء فارغة هربا من ملاحقة الشرطة، التي طاردتهم دون أن يرتكبوا أي خطأ، بينما أصيب الثالث بحروق مروعة وإصابات غيرت حياته.

واشتعلت النيران في فرنسا لأسابيع بسبب أعمال الشغب التي أعقبت ذلك - وهي الأسوأ منذ سنوات. ولكن كما هو الحال الآن، مع وفاة نائل، كان رد الفعل الإعلامي والسياسي الأولي في عام 2005 هو تجريم الضحايا، والتدقيق في ماضيهم، كما لو أن أيا من ذلك يمكن أن يبرر موتهم الفظيع، كما تقول الصحيفة .

وتنقل الصحيفة  عن نيكولا ساركوزي، الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت، قوله الذي لطخ ذكرى الفتيان الذين أدى خوفهم إلى موتهم: "إذا لم يكن لديك ما تخفيه، فلن تهرب عندما ترى الشرطة".

وتوضح أن عدد حالات وحشية الشرطة تتزايد بلا هوادة كل عام. في فرنسا، وفقا لمنظمة للمدافعين عن الحقوق، فإن الشباب الذين يُنظر إليهم على أنهم من السود أو من أصل شمال أفريقي أكثر عرضة بنسبة 20 مرة لعمليات التحقق من الهوية من قبل الشرطة مقارنة بباقي السكان. ونددت تلك المنظمة بعدم وجود أي مراجعة ضد نظام التحقق من الهوية باعتباره شكلاً من أشكال التمييز المنهجي من قبل الشرطة.

كما أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في عام 1999، فرنسا، التي يفترض أنها مهد حقوق الإنسان، بسبب التعذيب، بعد الاعتداء الجنسي على شاب من أصل شمال أفريقي من قبل الشرطة. وفي عام 2012، قالت هيومن رايتس ووتش إن "نظام التحقق من الهوية مفتوح للانتهاكات من قبل الشرطة الفرنسية، وتنطوي هذه الانتهاكات أحيانا على الإساءة الجسدية واللفظية".

والآن، بعد وفاة نائل، حثت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة فرنسا على معالجة "المشاكل العميقة للعنصرية والتمييز العنصري" داخل وكالات إنفاذ القانون.

وعلى الرغم من إدانة المحاكم للدولة الفرنسية بسبب "الإهمال الجسيم"، والحكم عام 2016 بأن "ممارسة التنميط العرقي كانت حقيقة يومية في فرنسا تندد بها جميع المؤسسات الدولية والأوروبية والمحلية، والالتزامات التي تم التعهد بها من قبل السلطات الفرنسية على أعلى مستوى، إلا أن هذه النتيجة لم تؤد إلى أي تدابير إيجابية"، وفقا للكاتبة.بل إن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، شجبت في ديسمبر 2022، الخطاب العنصري للسياسيين وعمليات التحقق من الهوية التي تمارسها الشرطة "التي تستهدف بشكل غير متناسب أقليات معينة".

وعلى الرغم من كل ذلك، تقول الصحيفة باستغراب، لا يزال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يعتبر استخدام مصطلح "عنف الشرطة" أمرا غير مقبول. وعلى الرغم من أنه هذه المرة أدان بشكل قاطع ما حصل لنائل ووصفه بأنه "غير مقبول"، تخشى الصحيفة أن يتم التركيز على ضابط شرطة واحد، بدلاً من التشكيك في المواقف والهياكل الراسخة داخل الشرطة التي تكرس العنصرية. ولم يؤد أي من التقارير والأحكام القضائية إلى أي إصلاح ذي مغزى للشرطة كمؤسسة، كما ترى الصحيفة .

 

 

أعلى