• - الموافق2025/12/02م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
طلب العفو الذي قدمه نتنياهو يهزّ المشهد السياسي الصهيوني

يعيش المشهد السياسي في الدولة العبرية واحدة من أكثر لحظاته توتراً بعد خطوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطلب العفو من رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، بالتزامن مع كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مكالمة هاتفية جمعتهما

البيان/القدس: يعيش المشهد السياسي في الدولة العبرية واحدة من أكثر لحظاته توتراً بعد خطوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطلب العفو من رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، بالتزامن مع كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مكالمة هاتفية جمعتهما دون الكشف عن مضمونها، في مؤشر على ضغوط سياسية أمريكية تسعى لإيجاد مخرج يحول دون سقوط نتنياهو في المحاكمة التي تقترب من مراحلها الحاسمة.

 ويجمع محللون وخبراء فلسطينيون على أن طلب العفو ليس مساراً قانونياً طبيعياً، بل محاولة للهروب من إدانة باتت محتملة في ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو منذ سنوات، واستباق للانتخابات المقبلة التي تشير استطلاعاتها إلى تراجع شعبيته وعجزه عن الفوز. ويؤكد د. أحمد رفيق عوض أن صياغة الطلب تحمل غموضاً مقصوداً يهدف إلى الظهور كزعيم يتجاوز الأعراف القانونية، مع تضمين رسائل تهديد مبطنة بأن رفض العفو قد يعمّق الانقسام الداخلي. ويرى الكاتب ياسر مناع أن نتنياهو يوظف خطاب “تسييس القضاء” لطرح نفسه كضحية، وأن قبوله العفو سيمنحه فرصة لإعادة تثبيت مكانته داخل اليمين، بينما رفضه لن يدفعه للتراجع بل سيواصل المعركة بخطاب المظلومية ذاته.

 وفي قراءة مغايرة، يعتبر د. سهيل دياب أن الخطوة تعبّر عن ضعف سياسي وقانوني أكثر من كونها علامة قوة، لافتاً إلى أن اقتراب جلسات المحكمة من مرحلة الإدانة قد يجعل نتنياهو “رئيس حكومة من خلف القضبان” إن لم يعثر على تسوية فورية، خاصة مع انقسام داخلي واسع ورفض ما يقارب نصف الصهاينة لطلب العفو. أما د. تمارا حداد فترى أن نتنياهو قفز فوق الإجراءات القانونية، لأن العفو في النظام القضائي لا يُمنح قبل صدور الحكم النهائي ولا دون اعتراف المتهم بالذنب، وهو ما يرفضه نتنياهو تماماً. وتقول إن استعجاله الطلب يعكس إدراكاً حقيقياً بأن فرص تبرئته باتت شبه معدومة.

ويشير فراس ياغي إلى أن الطلب يحمل طابعاً ابتزازياً، إذ يربط نتنياهو بين العفو وإنهاء الانقسام الداخلي، مستنداً إلى دعم مباشر من ترامب الذي يضغط لمنحه عفواً واسعاً شبيهاً بما حصل مع الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، وهو تشبيه استخدمه نتنياهو نفسه في رسالته إلى هرتسوغ. ويضيف د. عقل صلاح أن نتنياهو يحاول الالتفاف على الإدانة عبر عفو غير مشروط يسمح له بالاستمرار السياسي دون الاعتراف بالذنب، مستفيداً من تعدد الجبهات الأمنية التي يوظفها لتقديم نفسه كـ"القائد الوحيد القادر على حماية الدولة العبرية" في الظروف الاستثنائية. وفي ظل هذا المشهد المضطرب، يبدو أن نتنياهو يخوض معركة وجود لا معركة ملف قضائي، بينما يقف هرتسوغ والقضاء بين ضغوط اليمين والبيت الأبيض من جهة، واعتبارات القانون والرأي العام من جهة أخرى.

 ومع اقتراب لحظة الحسم، يتحدد مستقبل نتنياهو بين خيارين، عفو ينقذه ويعيد تعويمه سياسياً، أو محاكمة قد تُنهي مسيرته وتفتح الباب أمام مرحلة اضطرابات داخلية غير مسبوقة.

 

أعلى