البيان/متابعات: يعود ملف مقاتلي كتائب القسام ليتصدر المشهد من جديد في قطاع غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال الصهيوني قتل أربعة مقاومين من بينهم قائد الكتيبة الشرقية ونائبه، في تطور يبدد الانطباعات عن هدوء نسبي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار. ورغم مرور واحد وخمسين يومًا على توقف العمليات الواسعة، فإن المشهد الميداني يوحي بأن الدولة العبرية تواصل العمل خارج منطق التهدئة، عبر اغتيالات محددة، غارات جوية، وقصف مدفعي يتنقّل يوميًا بين خان يونس، رفح، غزة، والشجاعية.
التطور الأخطر في الساعات الأخيرة تمثّل في إعلان مصادر عائلية استشهاد محمد حمد نجل القيادي في حركة حماس غازي حمد، ما يعكس رغبة إسرائيلية واضحة في توسيع بنك الاستهداف ليشمل دوائر قريبة من الصف السياسي والعسكري للحركة، في محاولة لتوجيه ضربات معنوية وتنظيمية متزامنة.
ومنذ عشرة أيام، تحاول الدولة العبرية تعويم رواية تفيد بـ"قتل أو أسر مقاومين" عبر بثّ مقاطع مصورة وبيانات متتالية، في خطوة يمكن قراءتها كجزء من معركة وعي تحاول تل أبيب من خلالها إظهار قدرتها على الحركة والاختراق رغم وقف النار. لكن في مقابل ذلك، تشير الوقائع الميدانية إلى استمرار المقاومة في العمل والاشتباك، بل وتوسيع نطاق التحرك العملياتي رغم الضغط العسكري والاستخباراتي.
في الوقت ذاته، نفذت الطائرات الصهيونية صباح الاثنين ثلاث غارات جوية شرقي خان يونس، في حين تعرّضت خيام النازحين قرب الحي النمساوي لإطلاق نار مباشر، تلاه قصف مدفعي مكثف شرق رفح. كما واصلت قوات الاحتلال تدمير حي الشجاعية وتنفيذ عملية نسف واسعة للمنازل مساء الأحد، إلى جانب غارة جديدة في محيط حي التفاح. وهو ما يؤكد أن إسرائيل تتعامل مع وقف إطلاق النار باعتباره هدنة نارية لا سياسية، تسمح لها بإعادة التموضع وتصفية أهداف مختارة.
في موازاة ذلك، بدأت كتائب القسام بالتعاون مع الصليب الأحمر واللجنة المصرية عملية بحث عن جثمان جندي صهيوني في بيت لاهيا، وهي إشارة فهمها المراقبون باعتبارها جزءًا من معادلة تبادل الجثامين والملفات الإنسانية، وأحد مفاتيح الضغط المتبادلة بين المقاومة والدولة العبرية.
على صعيد الأرقام، استقبلت مستشفيات غزة 3 شهداء وإصابتين خلال 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الشهداء منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025 إلى 356 شهيدًا مقابل 908 إصابات، فيما جرى انتشال 607 جثمان شهيد خلال المدة نفسها. أما الحصيلة الشاملة للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 فقد بلغت 70103 شهيدًا و170985 إصابة.