إصدارات البيان الجديدة في معرض الرياض للكتاب
استعدت مؤسسة دار رسالة البيان منذ وقت مبكر للمشاركة الفاعلة في معرض الرياض
الدولي للكتاب الذي انطلقت فعالياته الأربعاء 9 مارس الجاري وسيستمر حتى الـ 19 من
الشهر ذاته، بعدد من الإصدارات الجديدة المتنوعة التي تلامس الواقع المعاش وتتوزع
بين الإصدارات الفكرية والسياسية والعقدية وعلوم القرآن والحديث والرصد العلمي
والمنوعات.
وما يميز البيان هو الإصدار البحثي السنوي المعمق والذي يحمل عنوان "التقرير
الإرتيادي السنوي" وانتظم التقرير في عدده الرابع عشر للعام 1438ه/2017م في ستة
أبواب متكاملة ومتناغمة يجمعها خيط واحد يجمع دراساته وأبحاثه وهو "الأمة". وارتكز
هذا العدد على محاولة التحليل والاستشراف لقضية التبعية وسبل خروج الأمة منها؛ لذلك
جاء التقرير الاستراتيجي هذا العام تحت عنوان (الأمة والخروج من التبعية).
وتحتل الإصدارات الجديدة لمركز البيان للبحوث في دراسة مشروع التوسع الإيراني في
المنطقة في صدارة إصدارات البيان لهذا العام 1438- 2017، حيث صدرت قرابة خمسة
إصدارات تطرق هذا الملف الحساس والحرج في ظل الأحداث الراهنة.
ومن أبرز الكتب في هذا المجال كتاب (الغزو الباطني للأمة الإسلامية) من تأليف
الدكتور ناصر القفاري وهو كتاب مهم يلفت إلى بروز الفرق المنحرفة علناً في بلاد
المسلمين عامة، ونشرهم لفكرهم العفن في مناطق مختلفة وفق خطط مدروسة. ومن منظور
المؤلف فإن هناك حاجة ملحة لتبصير الأمة بحقيقة هذا الغزو الباطني وفرقه وعقائده
ووسائله وأهدافه، ووضع استراتيجية وبرامج عملية لحماية وحدة الأمة وأمنها.
وللمؤلف نفسه كتاب آخر بعنوان (تأملات في التشيع) وهو كتاب هام للغاية حيث يكشف
الخطط السرية الصفوية تجاه الحرمين الشريفين، والحقيقة الباطنية لشيعة اليوم،
والأثر الفارسي في انحراف التشيع الأول، كما يميط اللثام عن خطط الروافض وأساليبهم
في خداع المسلمين لنشر مذهبهم وإخفاء حقيقة نحلتهم، ويبين تناقضهم الذي هو أمارة
بطلان دينهم وحقيقة علاقتهم بمخالفيهم من المسلمين.
وتكمن أهمية هذا الكتاب أنه يقدم منهج مقترح يستلهم أصوله من الكتاب والسنة وتأريخ
سلف الأمة، للتصدي لهذا الغزو الرافضي الذي يستهدف عقيدة الأمة ووجودها.
أما الكتاب الثالث للدكتور القفاري فهو بعنوان (الشيعة.. المذهب والواقع) وهو عبارة
عن أحد مجاميع مقالات الدكتور المبثوثة في مجلة البيان وعمل مركز البيان للبحوث على
ضمها وإخراجها ليسهل على القارئ الوصول إليها، وما يميزها أنها كتبت في موضوعات
متعلقة بالمذهب الشيعي وواقعه، كتبت بمداد الخبرة، وامتازت بمعايشة كاتبها المعرفية
لبواطن هذا المذهب وخفاياه.
أما الدكتور عبدالعزيز كامل فقد خرج هذا العام بقراءة حالية ومستقبلية لأبعاد
المشروع الإيراني في كتاب وضع له عنوان (حتى لا يستباح الحرم) وهو من الكتب الهامة
التي تضع النقاط على الحروف حول الاستهداف الإيراني للبلدان السنية والزحف من
الأطراف إلى قلب الأمة الإسلامية (جزيرة العرب) وفيها بلاد الحرمين التي يتواجد
فيها الحرم المكي والحرم النبوي.
وحفلت إصدارات المركز لهذا العام بعدد من الكتب السياسية أبرزها كتاب (بغداد..
الحضارة وصراع الهوية) وهو كتاب مزين بصور حديثه وإحصائيات وخرائط حصرية، يتحدث عن
مدينة بغداد عبر التاريخ، ويركز الكتاب عن هوية بغداد التي تعد من أهم ما تكالب
عليه الأعداء، وانقسم بشأنه الفرقاء.
وفي المجال السياسي يبرز كتاب الدكتور صالح النعامي الذي يحمل عنوان (الجنرال في
أثر الحاخام.. أثر تغلغل المتدينين في الجيش الصهيوني، معطيات وتداعيات) وهو عبارة
عن دراسة تعنى برصد مظاهر اختراق التيار الديني اليهودي للجيش والمؤسسة الأمنية
الصهيونية، إلى جانب تحليل الأسباب الكامنة وراء توجه هذا التيار لإحداث هذا
الاختراق.
وستناقش الدراسة مواقف التيارات الدينية من الخدمة العسكرية والتحولات التي طرأت
على هذه المواقف وأسبابها.
وما يميز الدراسة أيضا أنها تسلط الضوء على واحد من أهم المتغيرات التي تؤثر على
عملية صنع القرار في الكيان الصهيوني وحركة المجتمع في هذا الكيان، وتفسر العديد من
مظاهر السلوك الصهيوني السياسي والعسكري والاجتماعي في العقدين الماضيين.
وفي هذا المجال صدر للمركز كتاب بعنوان (سايكس بيكو ومشاريع التقسيم في الماضي
والحاضر) للمؤلفين يحيى بوزيدي وحسين بوبيدي، والكتاب يقدم مجموعة من الكتابات
لباحثين في التاريخ والعلوم السياسية
تستحضر الماضي من أجل إلقاء الضوء على الحاضر والكشف عن مآلات المتغيرات الراهنة في
العالم العربي، وذلك من خلال الدراسة التحليلية لسياقات توقيع اتفاقية سايكس بيكو
1916م والحفر عن جذورها وملابساتها، وتقديم رؤية تستحضر التداخل بين الاستعدادات
الداخلية والمؤامرة الخارجية في تفكيك الأسباب التي أدت إلى نجاح المشاريع
التقسيمية وفشل المبادرات الوحدوية، وينطلق منها في مقاربة الحاضر الذي تعيشه
منطقتنا.
وفي الشأن التركي أصدر المركز كتاباً جديداً بعنوان ( مستقبل حزب العدالة والتنمية
التركي في العشرية القادمة) لمجموعة من الباحثين يحاولون إلقاء الضوء على تجربة حزب
العدالة والتنمية التركي من منظور علمي، سواء في التحليل أو استشراف المستقبل
واضعاً في النهاية سيناريوهات ما ينتظرها.
وفي الجانب الفكري أصدر المركز عدة إصدارات أبرزها كتاب (المحدثون والسياسة) من
تأليف الدكتور إبراهيم العجلان، وهو عبارة عن رسالة جامعية متخصصة فيها قراءة في
أثر الواقع السياسي على منهج المحدثين، وتركز على موقف المحدثين من السلطة وموقف
السلطة من المحدثين.
وللدكتور فهد العجلان كتاب بعنوان (التحريم والتجريم في بيان العلاقة بين التحريم
الشرعي والتجريم القانوني) وهي دراسة فقهية في فحص مقولة : «ليس كل ما حُرِّم شرعاً
يجرَّم قانوناً» وآثارها، والتوصل من خلالها إلى تقديم الإجابة المفصلة عن العلاقة
بين التحريم الشرعي والتجريم القانوني.
أما الدكتور عبدالعزيز مصطفى كامل فقد نفذت الطبعة الأولى من كتابه (الحكم
والتحاكم) فتم إصدار طبعة جديدة منقحة وفيها إضافات وتعديلات مناسبة لتطورات
الأحداث، وهو من الكتب الهامة في الدراسات الفكرية وعلوم القرآن حيث يتناول القضية
الأكبر والأخطر في حياة الأمة، والمتعلقة بالحكم بالشريعة والتحاكم إليها على مستوى
الحكام والشعوب.
ومن أبرز الإصدارات في هذا المجال كتاب (التوظيف العلماني لأسباب النزول.. دراسة
نقدية) من تأليف الدكتور أحمد قوشتي، وهي دراسة تسعى لتتبع مواقع العلمانيين العرب،
وكيفية توظيفهم لباب "أسباب نزول آيات القرآن الكريم".
ويناقش العديد من الأفكار المنحرقة التي عرض لها البحث مع بيان تهافتها، ونقدها
نقداً علمياً، ومن ذلك القول بتاريخية القرآن، وأنسنته، وبشريته، وتأثره، بالواقع
الذي نزل فيه، وأولوية الواقع على النص، وعدم صلاحية الأحكام الشرعية للتطبيق في كل
زمان ومكان.
ومن الكتب البارزة في هذا المجال كتاب (الجمعيات القومية العربية وموقفها من
الإسلام والمسلمين في القرن الرابع عشر الهجري) من تأليف الدكتور خالد الدبيان، وهو
كتاب يتحدث عن دور الجميعات القومية والإصلاحية في تصدير مبادئ الأفكار القومية،
والحرية المطلقة، والعقيدة الوثنية، وأثرها على عقيدة الأمة الإسلامية وعلى الطبقة
المثقفة والشابة منها خاصة.
ويهدف الكتاب إلى الكشف عن حقيقة مبادئ ونظم وأعضاء الجمعيات القومية العربية،
ويوضح الأبعاد الفكرية والعقدية التي تسعى إلى تحقيقها، وكشفا لحقيقة دورها في
إجهاض جملةٍ من المفاهيم الشرعية.
وللدكتور محمد السلومي مؤلف جديد بعنوان (شاهد من الصحوة.. الشيخ خليفة بن بطاح
الخزي دراساته ورؤاه حول المشروع الليبرالي) وهو محاولة جادة من جوانب الصحوة
الإسلامية من خلال الترجمة لرجل من رجال صفوفها الأولى وعلمائها ومفكريها، وهو
بمشروعه العلمي الراصد "الليبراليون الجدد"، الذي فيه ما يكشف عن حجم بعض الجهود
الدعوية وأثر المحاضن التربوية في بناء الإنسان وتنميته.
والكتاب تجاوز ترجمة الحياة الشخصية إلى ما هو أكثر أهمية، حيث عرض أبرز الجوانب
التي تحتاج إليها الساحة الفكرية والثقافية، كالاهتمام بشؤون الأمة والموقف من
اختراقها وتضليلها، وأهمية الثوابت العقدية وما تمنحه من القوة والثبات.
حيث رؤيته عن التحليل العقدي للأحداث، ونقد بعض الكُتب والمقالات، وكتابته لرؤيته
عن الحركة الإسلامية، وبعض الرؤى التاريخية، وعن الإرجاء والعلمانية، والديمقراطية،
والنظام العالمي الجديد، وعن انتهاك عِرض العالم العربي بتدمير الجيش العراقي من
خلال التدخل الأمريكي الأول في العراق وشؤونه، وأن هذا الانتهاك يُعدُّ بوابةً
لتدمير جيوش العالم العربي ومقدمةً لأحداثٍ أكثر مرارة!
وفي جانب التاريخ صدر للدكتور عبدالعزيز العجلان كتاباً بعنوان (أثر الصحابة في
الحياة الاجتماعية والعلمية في العراق في عصر الخلفاء الراشدين) وهي دراسة ساهمت في
إبراز التجربة الرائدة لنخبة الصحابة، لتستفيد منها الأمة الإسلامية في مشاريعها
الإصلاحية الحاضرة.
وبعد نجاح الإصدار الأول من تقرير (الحالة العلمية الشرعية في السعودية عام 1437هـ)
تمكن المركز من طباعة الإصدار الثاني لعام 1438هـ، وهو تقرير علمي رصدي يقدم
البيانات والاحصائيات لأهم الفعاليات والمخرجات العلمية الشرعية التي أقيمت وصدرت
في العام، وذلك خدمة للعلماء وطلبة العلم والباحثين وسائر المهتمين بالشأن العلمي
الشرعي من مؤسسات وأفراد.