حرب الصوفية على السنة في أرض الشيشان
هكذا تحارب الصوفية الإسلام السني في الشيشان
الشيشان في قبضة الصوفية والعملاء
حرب الصوفية على السنة في أرض الشيشان
عندما سيطرت الصوفية على المشهد الشيشاني فتحت الحرب على ماضي الشيشان وعقيدته،
فشوّهت أبطال الشيشان إرضاء لروسيا، وراحت تحارب كل ما يشير لعقيدة أهل السنة
المناهضة للطغيان، ووصل بها الأمر لإعلان الحرب على العرق العربي بكل عنصرية، ووصل
بها الأمر إلى قتل مخالفيها، وتغيير مفاهيم الولاء والبراء، وتفسير القرآن وفق ما
أملته السلطات الروسية، وفي هذا المقال ما يشهد على بشاعة العمالة التي غرقت فيها
صوفية الشيشان، بلسان قادة الصوفية أنفسهم، الذين لم يعد لهم ما يستحون منه أو
يخشونه، بعد أن أعلنوا البراءة من تاريخهم وعقيدتهم، والاصطفاف جنبا إلى جنب مع
روسيا الدموية وقائدها الطاغية قاتل أطفال الشام فلاديمير بوتين.
الحرب على صحيح البخاري وكتب أهل السنة:
"لا مكان لصحيح البخاري، وكتب ابن تيمية وحصن المسلم في جمهورية الشيشان، ولا ترحيب
بكتب الوهابية، والإخوان، فهم أعداء الأمة" ، هكذا يقول قاديروف، بل إن قاديروف
توعد- وأقسم ثلاثا- شخصيا في كلمة له بمسجد غروزني بقتل وسحل كل من يشتم فيه رائحة
الوهابية، ووصل به الأمر إلى تفضيل اليهود والنصارى على الوهابية، باعتبارها شرا
خالصا، وسبب مآسي الشيشان، فعندما صدر تقرير للخارجية الأمريكية ينتقد فيه وضع حقوق
الإنسان بالشيشان- خاصة تعذيب الصحفيين والمعارضين، واغتصاب المحجبات حجابا كاملا،
يعتبر بوتين وقاديروف هذا الحجاب رمزا للوهابية، لذلك شنوا عليه حملة مسعورة،
ويعتقد قاديروف أن الحجاب الشيشاني هو تنورة تحت الركبة، مع قميص بنصف كم، وعصابة
تغطي منتصف الشعر فقط، بينما يحاول إظهار نساءه بحجاب كامل عند زيارته من بعض رموز
الصوفية في العالم- قال رمضان قاديروف غاضبا:
" إنّ الشيشان قامت ببناء كنائس مسيحية
ومعابد يهودية، لكن إطلاقا ليس للوهابية، حتى لو انتقدت الولايات المتحدة مليون مرة
ذلك"، كما أن نائب وزير الداخلية الشيشاني آبتي علاء الدينوف، بعد أن أبدى
امتعاضه من نفور الناس من شرطته في أوروس
مارتان الباسلة، أقرّ أن قاديروف أمره بسجن وقتل كل من يشتم فيه رائحة الوهابية،
تحت أي ذريعة وقتله ودفنه دون أية مراسيم، ولأن قانون الإرهاب الروسي مطبق في
الشيشان، فإن كل الكتب التي تصفها روسيا بالوهابية، أو كتب التبليغ أو الإخوان
ممنوعة في هذا البلد، بينما يحتفي ويحتفل قاديروف وزمرته بذكرى وفاة القديس جورج،
ويعتبرونه مصدرا للمثل العليا، عكس صحيح البخاري الذي يعتبره مصدر الإرهاب
والعنف.
القبورية في الشيشان .. تشويه جهاد الأجداد ومعاداة العرب:
قدمت الصوفية الشيشانية في الأربعمئة 400 سنة الأخيرة تضحيات جسيمة، وبطولات نادرة،
بفضل شجاعة مشايخها وقادتها الربانيين الزاهدين بحق، حتى نالت إعجاب وثناء الأعداء
قبل الأصدقاء، غير أن الصوفية - القبورية - التي ظهرت منذ إعلان الزعيم الراحل جوهر
دوداييف الاستقلال كانت صوفية شاذة في تاريخ الشيشان، صوفية لا تحمل مشروع
المقاومة، بل مشروعا آخر تماما، مشروع يعتبر الأجداد مخطئين بمقاومتهم للروس،
ويعتبر العرب والإسلام القادم من خارج بوتقة الصوفية شرا محضا، يجب الوقوف ضده، وقد
تآمروا ضد دوداييف، وكل قادة الشيشان، وأبطلوا جهادهم، إذ يطعن ويلمز بشير دالغات
في بطولة وجهاد الزعيم التاريخي للشيشان جوهر دوداييف، فيقول:" تسليم رئاسة السلطة
التنفيذية إلى عسكري ( ويريد به جوهر دوداييف) نشأ على تربية عقائدية مختلفة عن
عقائد الطرق الصوفية". ويشوه حرب التحرير والاستقلال بقوله: " إنّ أدق تسمية في
اللغة العربية لحركة الشيشان في هذه المرحلة (1992)، هي الانفلات، وليس
الاستقلال.".
الصوفية العالمية والتركيز على قبورية الشيشان:
لم يكن المؤتمر الذي عقد في الشيشان مؤخرا، وأعلن فيه شيوخ العار والعمالة
والاستبداد، الملطخين بدماء أطفال مصر وسوريا وليبيا الأوّل من نوعه، فقد حظيت
الشيشان باهتمام خاص جدا من طرف الصوفية العالمية، وصارت قبلة للصوفية من كل أنحاء
العالم، إذ لا تنقطع عنها الزيارات التي يقوم بها رموز ومشايخ الطرق الصوفية، فمركز
طابة بالإمارات يبارك جهود قاديروف للقضاء على الوهابية، ويرسل الحبيب الجفري
للشيشان ليعلمهم الإسلام الحق، إسلام الانبطاح، والركوع لغير الله، ومن مصر خرج وفد
هام للصوفية يقودهم المفتي
شوقي علام، وعلي جمعة، وعبد الهادي القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونقيب اﻷشراف
محمود الشريف، والدكتور محمد محمود أبو هاشم، نائب رئيس جامعة اﻷزهر والدكتور أسامة
الأزهري مدير مكتب رسالة الأزهر، والدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر للعلاقات
الخارجية، وعدد من عمداء وأساتذة جامعة الأزهر، وتدل الأسماء التي خرجت للمشاركة في
المؤتمر الموسوم بـ : " التصوف أمان للإنسان واستقرار للأوطان"، و لا يخفى على
القارئ، أن هذه الأسماء، أعلنت عداوتها الشديدة للحرية التي ينشدها العالم العربي
والإسلامي، من خلال ثورات الربيع العربي، بل إنها أمعنت في استحلال الدماء، وإخراج
الفتاوى التي تبيح قتل المسلمين، فلا يستغرب أن تعطي شيكا على بياض لقاديروف، بقتل
كل من يعارض التوجه الصوفي، كما ظهر جليا أن الشيشان تحت قيادة قاديروف تحاول
استقطاب كل من يعادي الإسلام القادم المسمى بالوهابي، فهذا الطعّان عدنان إبراهيم،
يزورها عدة مرات ويحاضر بها، ثم يخرج في أحد الخطب وهو يمتدح قاديروف، عدنان الذي
يلعن معاوية رضي الله عنه لأنه ظالم مستبد حسب رأيه، يترضى على قاديروف السفاح
العميل، ويبارك جهوده، الأمر الذي يوضح حقيقة أن هذا البلد صار مجمعا لكل حاقد على
السنة، والصحابة الكرام، والإسلام السني.
حتى الخارجية الأمريكية تشتكي من بطش صوفية الشيشان:
ورغم أن أمريكا تعتبر الإسلام السني عدوا لها، إلا أن العجيب أنها استنكرت
الممارسات الوحشية لقاديروف ضد كل من يشك في أنه وهابي، حيث أصدرت الخارجية
الأمريكية نفسها تقريرا عام 2013 حول انتهاكات الحرية
الدينية في العالم، تبين فيه أن الأمريكيين – وهم العدو الأول للسنّة - ،
يشعرون بالقلق من " تشويه التقاليد الصوفية في الشيشان". وأشار التقرير
صراحة إلى قاديروف الذي يقوم بتشويه هذه التقاليد من أجل تعزيز طغيانه،
وسلطته.
هذا المقطع من تقرير الخارجية الأمريكية أغضب قاديروف بشدة، وقال: " كتاب التقارير
قاموا باستنتاجات خاطئة حول وضع الحرية
الدينية بالأخص في الشيشان وفي روسيا بشكل عام .. إننا نسمح ببناء الكنائس
والمعابد، ولكننا لن نسمح للوهابية، هذا مستحيل..".
صوفية الشيشان والعمالة المطلقة لبوتين:
تحولت شيشان قاديروف من عداوة روسيا، إلى العمالة لها، وقتل خصومها، والتنكيل بكل
من يشتبه في مجرد إعجابه بالإسلام السني، الذي يغضب بوتين، وإلى البراءة من جهاد
الأجداد والأسلاف، وهذه تصريحات البعض منهم، حيث يقول الدكتور أمين شمس الدين داسي:
" إن جميع النزاعات والحروب القوقازية في العصر الحديث كانت نتيجة دسائس قوى خارجية
معادية للقيصرية والسوفييتية وروسيا الحالية، لأنها تشكل مساحات هائلة، وفيها من
الثروات ما يحتاجه العالم كله. ومن بيده مثل هذه الثروة، ولديه أقوى وسائل الدفاع
عنها هو الأقوى، ولاريب في ذلك. ولا شك بأن الأعداء سيحاولون بشتى الوسائل زعزعة
وحدة وأمن روسيا ونشر الفوضى في أرجائها دون تدخل مباشر لعواقبه الوخيمة فيما لو
حصل، عن طريق خلق بؤر توتر في أرجائها، كما حصل في القرنين الثامن عشر والتاسع
عشر."، ثم يقول: " حروب الشيخ منصور والإمام شامل وغيرهما من الأئمة على أساس ديني
في الظاهر."، فانظر إلى طعنه في جهاد أبرز أبطال الشيشان، من أجل التملق لروسيا،
والخطير في الأمر أن هذا الأمر بات يشكل توجها واضحا للنخب الشيشانية، وتجاهر به،
والسبب واضح، إرضاء بوتين، ومحاولة تلميع صورة العميلين قاديروف الأب والابن،
واعتبارهما صنّاع سلام، بينما الأخرون جلبوا الدمار والخراب للبلد، أما الكاتب
والمؤرخ الشيشاني الشهير حمزات- ونائب سابق لجمهورية الشيشان في برلمان روسيا
الفيدرالية، وعضو مجلس السوفيات الأعلى للاتحاد السوفياتي سابقا، فيقول: " لقد
تغير الوضع بسرعة، إن تسلسل سياسات فلاديمير بوتين والحاج أحمد قاديروف كان واضحا،
وبدأ الشيشان يتحولون من مشاكل في روسيا إلى مخفر متقدم لأمنها العسكري والسياسي
والأخلاقي وصرحت قيادة الجمهورية، نحنُ- مشاة بوتين! على استعداد لتنفيذ إرادته في
كل ركن من هذا الكوكب! وهذا الدعم للرئيس، بالمناسبة، لا سابق له، في الوقت الذي
حاول ويحاول فيه الأعداء الخارجيون والطابور الخامس المحلي إذلال البلد العظيم،
وكسر إرادته للحفاظ على سيادته ومكانته تحت الشمس."،
أما قاديروف نفسه فيقول:" إننا
نقف حراسا على مصالح روسيا الاتحادية، نحن مواطنو روسيا .. مواطنو الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين .. نحن هنا في جنوب البلاد سوف نحمي حمى الوطن، ولن نسمح لأي كان
الاعتداء على روسيا، ليس هذا فقط، ولا حتى على تهديدها" إنه الغرق في العمالة، وهذا
ما يفعله الخونة بالأوطان، يغيرون عقيدته، ويشوهون مسيرة رجاله وأبطاله، ويسلمون
شرف نساءهم لأعدائه، ويغتالون نسمات الحرية من فطر أطفاله.
ولقد أثببت الصوفية في الشيشان أن الصوفية والعمالة وجهان لعملة واحدة، فليس من
الصدف أن تصطف الصوفية مع طاغية مصر والشام وليبيا، بل العمالة والخضوع للمحتل من
صميم الطرق الصوفية، وليس هذا بجديد على المشهد الإسلامي، فقد كانت الصوفية في
الجزائر غارقة في العمالة، حتى جاء الإمام عبد الحميد بن باديس فحاربها حربا شعواء،
أثمرت في الأخير ثورة عظيمة قادها طلبته وتلاميذه.
لهذا تبنت روسيا الصوفية ولهذا يجب التصدي لها:
إن تبني روسيا للصوفية المعروفة بعمالتها، وتعاونها مع مشايخ الاستبداد الذي يفتون
لطاغية الشيشان ومصر والشام وليبيا بحلية دماء الشعوب المسلمة المطالبة بحريتها؛
يهدف إلى تجفيف منابع الصحوة والنهضة الإسلاميةـ، وقتل جذوة الجهاد والمقاومة
للمحتلين والغزاة الذين يريدون إطفاء نور الله في أرض الإسلام، حيث تريد روسيا حسب
الكثير من الخبراء الروس تعميم التجربة الشيشانية على كافة الجمهوريات الإسلامية
السابقة، وتعميمها خاصة في داغستان وأنجوشيا وتتارستان وموردوفيا، باعتبار هذه
الجمهوريات الأخطر على روسيا، كما تسعى بتبنيها للطرق الصوفية إلى جعلها جدار صد
متقدم ضد انتشار الإسلام في روسيا، فهي تصوّر في الداخل الروسي الإسلام الصوفي مجرد
طقوس وخرافات وخزعبلات مناقضة للعقل والعلم، كما تستغلها في محاربة أي جهود تستنهض
الهمم لتحرير البلاد والعباد من الاحتلال والطغيان.
الأمر الذي يستوجب فعلا الالتفات إلى هذه المنطقة الهامة، حيث يؤثر هذا المشروع
الخطير على ملايين المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى، والأفضل أن تعقد دورات وندوات
وملتقيات تكشف الدور الخطير والمؤثر لصوفية الشيشان على مستقبل المسلمين في جنوب
روسيا، مع السعي لتبني المزيد من الطلبة الروس والقوقازيين الذين يتولون نشر
الإسلام الصحيح، ويعيدون لهذه الأرض مجدها تحضرها وعزها.