• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خسائر الاقتصاد الصهيوني

خسائر الاقتصاد الصهيوني


"العصف المأكول"، استهدف المطارات والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، فتعطلت السياحة، وتراجع الاستثمار، وتضررت الميزانية الإسرائيلية بازدياد التكاليف العسكرية، فتراجع النموّ الاقتصادي بعدما تعطّل الإنتاج.

الجيش الصهيوني استدعى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، والتكلفة اليومية لكل جندي تزيد عن 600 شيكل (الدولار=3.8 شيكل)، إضافة للاستخدام الواسع لمنظومة "القبة الحديدية"، إذ تقدر تكلفة كل صاروخ بـ120 ألف دولار.

وقدرت صحيفة "إيديعوت أحرونوت" العبرية الكلفة اليومية للجيش الصهيوني خلال العدوان، وفق مصادر أمنية، بـ43 مليون دولار، وذلك لا يشمل تزويد الجيش بمخرون أسلحة متجدد.

والمتضرر الأكبر في هذا العدوان هو قطاع السياحة، وتراجعت نسبة السياحة بـ 75 في المئة، كما تضررت الفنادق جراء إلغاء الحجوزات وكذلك المطاعم وشركات النقل.

كما جرى تقدير الأضرار اليومية للسوق الإسرائيلية  بـ 28.5 مليون دولار تقريباً، فيما شكا قطاع الصناعات من ضرر كبير نتيجة تراجع حجم التصدير.

أما السلطات المحلية، فإن التقديرات الأولية أشارت إلى أضرار بنحو 2 مليار دولار في مئة سلطة محلية، وذلك نتيجة زيادة المصروفات بسبب حالة الطوارئ إضافة للأضرار العامة. وتقدر التعويضات للمصالح التجارية والموظفين بنصف مليار دولار، أما التعويضات نتيجة الأضرار جراء سقوط القذائف فتقدر بحوالي 80 مليون دولار.

ويقدر تقلص النمو في السوق بنحو 0.4 في المئة.  وظهرت أضرار عدوان 2014 خلال إقرار الحكومة الإسرائيلية لمشروع موازنة عام 2015،  وزادت نسبة العجز تفاديا لرفع الضرائب، وبلغت قيمة الميزانية 88.64 مليار دولار؛ وكان نصيب وزارة الحرب المباشرة 17.56 مليار وهي النسبة الأعلى، جاء ذلك كتعويض بما لحق من أضرار في الجيش نتيجة العدوان، وازدياد المخاوف في الكيان الصهيوني من تكرار التجربة.

وكان العدوان على غزة قد تسبب بتأخير إقرار الموازنة. وظهرت مؤشرات خطيرة على الاقتصاد عقب عملية "العصف المأكول" إذ أظهرت استطلاعات أن "25% من أصحاب المهن والورش الصغيرة يفكرون بإغلاقها، و 44% دخلوا الإفلاس، نتيجة الحرب"، وذلك حسب القناة العاشرة الإسرائيلية.

وقام "آراد"، وهو مصنع للنسيج في الكيان الصهيوني، بتسريح 400 موظف بعدما فقد القدرة على دفع رواتبهم بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلت في "إسرائيل"، نتيجة حرب العصف المأكول.

من جانبه يرى إسماعيل محفوظ مدير عام الرقابة الإدارية والمالية في السلطة الفلسطينية بغزة أن الزيادة في ميزانية 2015 للاحتلال "هي نتيجة طبيعة من نتائج حرب العصف المأكول، لتعويض الخسائر الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية الإسرائيلية واستقدام تجهيزات جديدة لمواجهة خطر الأنفاق وصواريخ المقاومة".

وأكد محفوظ أن "الأمور الاقتصادية تتحدث عن نفسها"، متسائلا: "الاحتلال يدعي أنه لم ينهزم، إذن لماذا هذه الموازنة الضخمة لوزارة الدفاع؟ ولماذا ينهار الشيكل مقابل الدولار الأمريكي؟" موضحا أن "الهبوط الكبير في سعر الشيكل مقابل الدولار، هو الحقيقة ليس ارتفاعاً في سعر الدولار وإنما نتيجة طبيعية لما لحق بالاحتلال من دمار في هذه الحرب".

وخلال عملية "العصف المأكول"، ونتيجة لصواريخ المقاومة، أعلنت شركة العال الإسرائيلية للطيران أن تقديراتها الأولية لخسائر تراجع حجوزات الطيران، تراوح بين 40 و50 مليون دولار أميركي. ونجمت هذه الخسائر، بحسب بيان صادر عن الشركة، بسبب إلغاء الآلاف من المسافرين حجوزاتهم من وإلى فلسطين المحتلة.

وقد تراجعت حركة مطار بن غوريون حوالي 25 في المئة بسبب سقوط صواريخ انطلقت من غزة نحو المطار، أتبعتها تهديدات أعلنت عنها "كتائب القسام الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، بعدم توجه المسافرين إلى المطار.

كما أعلنت "جمعية الفنادق الإسرائيلية"، أن خسائرها من جراء توقف حركة الطيران تفوق 500 مليون دولار. وفصّلت الجمعية الخسائر كالتالي: خسائر الفنادق 100 مليون دولار، والأسواق التجارية 200 مليون دولار، والمرافق السياحية 120 مليون دولار، ومصلحة الضرائب الإسرائيلية 75 مليون دولار.

من جهة أخرى، وبحسب بيانات إسرائيلية نقلتها صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الإنفاق الاستهلاكي للإسرائيليين تقلص بنسبة تصل إلى خمسين في المئة خلال العدوان. كذلك أفاد استطلاع أجراه اتحاد أرباب الصناعة الاسرائيلي، بأن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقتْ بالمصانع الواقعة في مدى صواريخ المقاومة خلال الأيام الثمانية الأولى فقط من العدوان على غزة، تقدّر بحوالي 345 مليون شيكل.

ما تقدّم هو الأضرار المباشرة، أما الأضرار غير المباشرة فلا حصر لها منها،+ إظهار ضعف الصناعة العسكرية الإسرائيلية، مما سينعكس على العقود مع أرباب هذه الصناعة. كما يمكن الحديث عن خوف المستثمرين مستقبلاً من الاستثمار في أرض متحركة. ويبقى أن هذا الاقتصاد كان مطمعاً ودافعاً حتى للمهاجرين الجدد، فكيف وقد وصلت به الحال إلى هذا الضعف أمام  صواريخ المقاومة؟

أعلى