الظاهرة الحوثية .. في اليمن
" الحوثيون " ظاهرة وحركة سياسية دينية مُسلّحة تتخذ من مدينة صعدة في شمال الشمال باليمن مركزاً رئيسياً لها، عرفت باسم "الحوثيين" نسبة إلى مؤسسها الراحل حسين بن بدر الدين الحوثي الذي قتل على يد القوات الحكومية اليمنية عام 2004م، ويعد المؤسس الفعلي والأب الروحي للجماعة.
والحوثيون في الواقع العملي ليسوا حزب سياسي ولاجماعة منظمة بل هم أقرب إلى ظاهرة اجتماعية مُطعمة بإشكالات فكرية واجتماعية سياسية، برزت للواجهة في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية منذ الحرب الأولى- الحروب الست- في مدينة صعدة شمال اليمن عام 2004م، وفكرة وجود تنظيم هرمي سياسي وحركي في جدول واضح مرتَّب ينتظمون فيه لا تنطبق إطلاقاً على " الحوثيين"، كونهم مجرد مجاميع منفلتة وكيان غير متجانس، لهم مصالحهم ورؤاهم الخاصة، يجمعهم راية وشعار بمعان وقراءات مختلفة لأعضاء وأفراد مُختلفين .
ولذلك دوماً ما يُشار إلى هذه الظاهرة والجماعة حال التناول لها من قبل الكثيرين في وسائل الإعلام وغيرها بتسمية "الحوثيين" أو الحركة الحوثية أو العناصر الحوثية و"الشباب المؤمن" فيما تسم نفسها بـ" المسيرة القرآنية " ومؤخراً أطلقت على ذاتها جماعة " أنصار الله"، ومن قبل أن يتخذوا اسم "أنصار الله " كانوا يشيرون إلى أنفسهم بـ"أنصار الحق" و "الحسينيين" و"المجاهدين" و"جند الله"، وكل هذه التسميات تساعد في الحقيقة على صعوبة اعتبار الحوثيين جماعة منظمة بجهاز قيادة مسيطر ومتماسك.
الهيكل التنظيمي للجماعة
على أن الحوثيون رغم كل ذلك صار لهم في غضون السنوات الأخيرة مسمى ومكون تنظيمي شكلي غير منضبط ومتغّير على الدوام، اقتضته حيثيات الصعود الدراماتيكي في المشهد السياسي اليمني، وطبيعة الظروف والأجواء التي منحت لهم والنقلة النوعية التي بلغوها ووصلوا إليها بفعل حالة الاختطاف والتوظيف والتأثير السياسي الضاغط عليهم داخلياً وخارجياً، محلياً وإقليماً ودولياً .
يتألف ويتكون الهيكل التنظيمي الشكلي لجماعة الحوثيين حالياً من القائد العام، يليه المجلس السياسي، يليه القادة الميدانيين بشكل رأسي دون تسلسل، ويأتي في رأس الهرم التنظيمي زعيم الجماعة عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي يمثل القائد العام والموجه للجماعة والأب الروحي لها في الوقت الحالي، خلفاً لشقيقه الراحل المؤسس الفعلي حسين بن بدر الدين الحوثي الذي قضى في العام 2004م .
ومع تولي عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، الشقيق الأصغر لحسين بدر الدين الحوثي، زمام قيادة حركة التمرد المناهض لنظام الحكم باليمن في العام 2006م، حدث تَطّور نوعي مفاجئ في أداء التمرد، عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلاميًا على وضع الدولة والحكومة اليمنية، ومعظم مكونات الشعب اليمني الاجتماعية والدينية والسياسية، فضلاً عن كونه أصبح أكثر عنفًا وشراسة.
وبمرور الأيام وتوالي جولات الصراع والحروب المفتوحة مع السلطة المركزية الضعيفة للدولة، اتسع نطاق تمرد الحوثيين الجغرافي في اليمن ليشمل إلى جانب سقوط محافظة صعده، حاضنته الرئيسية، سقوط محافظات ومناطق مجاورة لها في محافظات شمال الشمال، عمران والجوف وحجة والمحويت، ليستولي بعدها على العاصمة صنعاء مركز نظام الحكم، آخذاً في التوسع والتمدد شيئًا فشيئًا في وسط وشرق وغرب اليمن وجنوبه، مروراً بمديرية ومنطقة ميدي الساحلية والمطلّة على البحر الأحمر في محافظة الحديدة، وصولاً إلى باب المندب في مدينة عدن .
غير أن اسم عبد الملك الحوثي الذي لمع وتردد كثيرًا خلال السنوات الأخيرة بوصفه القائد الميداني والفعلي للحوثيين في اليمن، وشخصيته المحاطة بالغموض الشديد لا تؤهله للقيام بتلك الأدوار ودورة الصراع والأحداث، وما يعرف عنها يظل شحيحًا للغاية ولا يسمح بتكوين صورة متكاملة ودقيقة عن هذا الشاب المُلتّمع، الذي خاض بصفته القيادية (وما يزال) جولات من القتال والصراع مع سلطة الدولة والحكومة اليمنية، وكافة مكونات وشرائح المجتمع اليمني الدينية والسياسية .
وقد بدأ اسم عبدالملك الحوثي يتردد كقائد للجماعة المتمردة خلال جولات الحروب الست الغامضة في صعدة مع القوات الحكومية التي تواصلت على فترات متقطعة حتى نهاية عام 2010م ،والتي بدا فيها عبدالملك الحوثي - خلال خطاباته المتلفزة- مقلداً لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، من ناحية الخطاب اللغوي والحركة الجسدية والإشارة بالإصبع، إضافة للخلفية الزرقاء التي يجلس أمامها والشعار المطبوع عليها.
يلي القائد العام لـ الحوثيين في اليمن المجلس السياسي الذي لا يعرف كم عدد أعضائه وطبيعة عمل المكتب ووظيفته ومن يديره على وجه الدقة، بحيث تولى رئاسته غير ما واحد منذ تأسيسه، ويضم المجلس في جنباته عدد من القيادات والرموز السياسية والإعلامية من أبرزهم صالح هبرة، وصالح الصماد، وعلي البخيتي وأبو مالك يوسف الفيشي، ومحمد البخيتي، ومهدي المشّاط، ومحمد علي الحوثي، ويحي القحوم، وطه المتوكل، ومحمد عبدالسلام، ومحمد المقالح، وعبدالكريم الخيواني، وحسين العزي .
غير أن المجلس السياسي في واقع الأمر ليس له أي دور وتأثير فعلي على الأرض، ويخضع بشكل عام لسلطة القائد العام للجماعة عبدالملك بن بدر الدين الحوثي المرشد والموجه لهم، وتعتمد آلية اختيار الأعضاء في المجلس السياسي على عدة عوامل منها الانتماء للمدرسة الزيدية يليها الولاء المطلق للجماعة وبدرجة رئيسية أن يكون العضو من الأسرة، وقبل ذلك كله التسليم بقيادة ومرجعية عبدالملك الحوثي الدينية والسياسية .
كما أن المجلس السياسي للحوثيين شهد في الآونة الأخيرة تباينات وحالات انشقاق وخلافات داخلية عميقة، كشف عنها المتحدث الرسمي باسم الجماعة سابقاً والقيادي الحوثي في حزب الاشتراكي اليساري اليمني علي البخيتي الذي قدم استقالته مؤخراً على خلفية إن المجلس السياسي ليس له دور له في اتخاذ القرارات ،وأن دوره ينحصر في تنفيذ أوامر عبدالملك الحوثي.
يأتي في المرتبة التالية للمجلس السياسي للحوثيين، القيادة الميدانية للحوثيين التي تدير المعارك والصراع مع الخصوم والمعارضين لهم، من أبرزهم القيادي الأشهر ميدانياً عبدالله الحاكم (أبوعلي الحاكم) ، يليه عبدالخالق بن بدر الدين الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة، وهذان الشخصان اللذان فرضت عليهما عقوبات من مجلس الأمن عقب دخول الحوثيين العاصمة صنعاء.
وخارج سياق هذا الهيكل التنظيمي الشكلي للظاهرة والجماعة الحوثية، تأتي أسماء وقيادات ووجاهات اجتماعية وسياسية وإعلامية وعسكرية، أبرزها حسن خيران ويوسف المداني كقيادات عسكرية، وضيف الله رسام كرئيس لمجلس التلاحم القبلي، خالد المداني وطه المتوكل كقيادات تنظيمية وميدانية، وضيف الله الشامي كمسؤول إعلامي، وقاسم أبو عواضة كمسؤول فكري.
كما تأتي اللجنة الثورية التي انبثقت عن ما سمي بـ الإعلان الدستوري( الانقلاب) كواجهة للجماعة وتعد امتداد فعلي وعملي لـ المجلس السياسي الآنف الذكر، ويرأسه محمد بن علي الحوثي أحد ابناء عمومة عبدالملك الحوثي الذي تخضع له اللجنة الثورية، وأسماء قيادات ميدانية عديدة غير معروفة اشتهر تعريفها بالألقاب الكنى كـ " أبو محمد الحوثي " و " أبو علي الحمزي " و" أبو حيدرة الهاشمي " .
عبدالملك الحوثي
وبالنظر إلى حالة عبدالملك الحوثي، فإن موقعه وشخصه ومضامين خطاباته المتشنجة والاستهلاكية التي زادت عن حدها في غضون السنوات الأخيرة، كشفت عن حالته ودوره الفعلي والعملي في المشهد، بكونه مجرد أرجواز لايملك من أمره شيء وليس صاحب سلطة فعلية أوقرار، وهو تابع منقاد وليس هو بالقائد، إذ لم يصل عبدالملك الحوثي في الواقع إلى مرتبة المرجعية الدينية وليس في متناوله الفتيا، كماهو عليه حال المرجعيات الشيعية في قم والنجف وبيروت.
عدا أن عبدالملك بن بدر الدين الحوثي غير مؤهل علمياً ودراسياً على مستوى التعليم الديني الشرعي والرسمي، إذ ليس في جعبته الكثير سوى كونه وارث للزعامة عن أبيه بدر الدين الحوثي خلفاً لـ شقيقه حسين الحوثي، أكدت هذه المعطيات والتفاصيل عنه بشكل جوهري جولات الحوار بين السلطة الشرعية والانقلابيين الحوثيين وحلفاءهم، في بروز الوصاية والإملاءات والتوجيهات الإيرانية جملة وتفصيلاً في جولة المفاوضات التي كانت تدور بين السلطة الشرعية والحوثيين عبر الوسيط العماني .
وكشفت مصادر مقربة من الحوثيين للكاتب في هذا الصدد أن إيران وحزب الله في لبنان كانوا بصدد إعداد وتهيئة مرجعية جامعة للحوثيين في اليمن تحلّ محلّ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، لكنها قضت في تفجيرات مساجد تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء الشهر الفائت، تداولت اسمه وسائل إعلامهم مؤخراً إثر عملية دفنه في بيروت بجوار القيادي في حزب الله عماد مغنية .
وعرّفت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين وحزب الله المرجعية بـ" محمد عبد الملك الشامي"، يمني الجنسية سافر قبل أكثر من ١٧ عاماً إلى سوريا و استقر في العاصمة دمشق، حيث درس في حوزة الامام الخميني، ليتوجه بعدها إلى لبنان، واستقر في بيروت، وكانت له نشاطاته التبليغية، حيث سعى إلى استقطاب عدد كبير من الشباب اليمني ممّن كانوا يسعون لدراسة العلوم الحوزوية بين لبنان و إيران و النجف و سوريا.
كما كان يتابع أوضاع الداخل اليمني، حيث كان له مشاريعه التبليغية بين الشباب من أبناء الطائفة الزيدية، وذكرت أن الشامي غادر اليمن قبل أكثر من ١٧ عاماً متوجهاً إلى سوريا بتوجيه من حسين بن بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي ،وسعى قبل وفاته لافتتاح فرع لجامعة المصطفى العالمية في اليمن ،لتسهيل الدراسة الحوزوية في أوساط المجتمع اليمني .
سلطة القرار والتوجيه والتأثير
وفيما يتصل بسلطة القرار ودائرة التوجيه والتأثير على الحوثيين، تشير كل الدلائل والمعطيات القائمة على الأرض سواءً المعلنة منها والمستترة في أن الحوثيين على اتصال وعلاقة وطيدة ومباشرة بإيران وحزب الله في لبنان على المستوى الخارجي، في المقابل هم على اتصال وثيق وارتباط جذري وسياسي عميق أيضاً بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام على المستوى الداخلي والمحلي في اليمن.
فإيران في هذا الصدد تعتبر نقطة الارتكاز والحامل والحاضن للحوثيين على المستوى الخارجي والدولي، من خلال حواراتها ومفاوضاتها في المنطقة والشرق الأوسط باعتبارهم امتداد لها بصورة أكثر وضوحاً سارت عليه إيران ومضى عليه الحوثيون في السنوات الأخيرة، وعن طريق الدعم والتمويل والرعاية لهم بصورة مباشرة وغير مباشرة عن طريق الرحلات والبعثات العلمية المفتوحة لهم في الحوزات والجامعات الإيرانية، وعن طريق التدريب والتأهيل والإعداد والدعم اللامحدود لهم إعلامياً وسياسياً وعسكرياً.
ويأتي دور حزب الله في لبنان وزعيمه حسن نصر الله مكملاً لإيران وكحلقة وصل بين الحوثيين وإيران، كموجه ومؤثرمن خلال الدعم والرعاية والتوجيه في السياق السياسي والإعلامي والعسكري، من خلال البعثات التأهيلية والتدريبية للكوادر والأفراد إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، عدا احتضان حزب الله ومنظومته الإعلامية للقنوات التابعة والمملوكة للحوثيين، لقناتي " المسيرة والساحات والميادين" وغيرها من القنوات الشيعية، عدا حالة التوجيه وسياسة إيران وحزب الله في لبنان للحوثيين فيما يقومون به ويدعونه.
ولذلك فقد برزت الوصاية والإملاءات والتوجيهات الإيرانية للحوثيين بشكل جلي وعملي في جولة المفاوضات التي كانت تدور بين السلطة الشرعية والحوثيين في اليمن عبر الوسيط العماني، والتي كشف عنها السياسي اليمني الأول والمخضرم في اليمن عبدالكريم الإرياني في حواره الشهير مع صحيفة 26 سبتمبر، عوضاً عن خروج ساسة طهران عشية 21 سبتمبر 2014م بتصريحاتهم المستفزة لدول الخليج إبان سقوط صنعاء في أيدي حلفائهم وأدواتهم بإعلانها عاصمة رابعة لهم، لتقود الشقيقة السعودية عقب ذلك عملياً الدعوة للحوار في العاصمة الرياض، ونتيجة للتعنت الذي أبداه الانقلابيين (صالح والحوثيين ) ومناورتهم على الحدود، فقد سارعت الرياض على الفور لإقامة تحالف عربي عشري لتأديبهم وإطلاق عاصفة الحزم في أجواء اليمن .
وأما الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، فـإنه يعتبر الحاضن والحامل السياسي للحوثيين كظاهرة وجماعة دينية صغيرة في أدغال صعده من وقت مبكر، والحوثيون كحلف وجسم عريض مؤتلف من مكونات عدة، فقد جعل من الحوثيين ورقة ورافعة سياسية رابحة أمدّته بالأموال الطائلة وفتحت له الآفاق الرحبة وجسور العلاقة والاتصال بالأمريكان وبإيران والاستفادة منها ودعمها السياسي واللوجستي والمادي للحوثيين، وتوظيف إشكالاتهم السياسية واستثمارها عن طريق بعض رجالاته في أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية، عدا ابتزاز الجارة والشقيقة السعودية لمحاربة الحوثيين كفزاعة في الفضاء السياسي والإعلامي، وابتزاز قطر ودفعها لرعاية المصالحة مع الحوثيين أيضاً في نفس الوقت.
كما أن الرئيس السابق دفعهم بقوة للمشاركة والانخراط في حدث الثورة الشبابية الشعبية السلمية عام 2011م للتأثير عليها وضرب قواها ومكوناتها من الداخل، ليتمكن عملياً وفعلياً من تحويث الثورة، وعقب تحويث الثورة عمد إلى تحويث المشهد السياسي العام اليمني طيلة الفترة الانتقالية التي حوَّلها إلى انتقامية، ليتسنى له في الجملة تصفية الثورة السلمية وبعض قادتها ورموزها، عدا الإساءة لها وطمس معالمها بـخلق ثورة مضادة .
عدا حالة التنسيق والتناغم والانسجام في الموقف السياسي العام، التي غدوا عليها في الواقع وخروجهم كتلة واحدة في السيطرة على الدولة والمشهد والواقع على الأرض في اليمن، ودعوة الأطراف والخصوم للتسليم بشرعية الأمر الواقع وقسرهم عليها، عدا إعلان الحرب المفتوحة والتعبئة العامة للقتال والتجييش ضد السلطة الشرعية والشعب اليمني، وإطلاق يد الجيش والقوات الموالية لـ غزو الجنوب ومدينة عدن الذي ترافق مع استعداء الجارة والشقيقة السعودية، وتهديد أمنها واستقرارها من خلال بعض التصريحات في قنوات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام والمناورة على الحدود .
الحوثيون .. مقاربة تعريف موضوعية شاملة
والحوثيون في المشهد اليوم ليسوا جماعة ولاحزب سياسي، بل ظاهرة اجتماعية سياسية وحلف واسع عريض في اليمن، تَشّكل من مجموع ديني عقائدي ومكون سياسي مجتمعي عشائري مناطقي جغرافي، فرضته دورة الأحداث وجولات الصراع، انتظم للعمل والحركة في الميدان السياسي ومحاربة الخصوم والمعارضين تحت راية واحدة لتحقيق أهداف وأجندة سياسية مشتركة، تعد إيران والرئيس السابق علي عبدالله صالح في الواقع المؤثر الفاعل والمحرك الرئيسي له، وهم من يملك دفة القرار والتوجيه الداخلي للحلف والجماعة والمكونات والأفراد سياسياً وإعلامياً وعسكرياً .
والحوثيون في المشهد اليوم باليمن، جسم عريض وواسع مؤلف من أسرة بدر الدين الحوثي وأتباعه ومجموعته الدينية في أدغال صعده، ومن يلتقون معه في المذهب الجارودي الاثنا عشري، والتشيع السياسي الموالي لإيران، يليهم السادة الأسرة الهاشمية والملكيون " بيت حميد الدين "في سياق عصبوي سلالي عشائري، يتبعهم الأحزاب زيدية المذهب، المتشيعة سياسياً لإيران وهي ( حزب الحق- اتحاد القوى الشعبية – حزب الأمة) في سياق سياسي، يلي الأحزاب المتشيعة لإيران الجغرافيا الزيدية في شمال اليمن كمذهب ومركز حكم أزلي فيما يطلق عليه بـ " الزيدية الدينية والزيدية السياسية " .
وتوصف أيضاً بـ " المركز المُقدّس " و" الهضبة العليا " في اصطلاحات السياسيين اليمنيين وتناولاتهم الدراسية والبحثية، ويدخل تحت هذا المصطلح والتوصيف الجغرافي والديني والسياسي" الزيدية الدينية والسياسية " حكماً وواقعاً وفاعلية في المشهد اليوم رأس الحربة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، من خلال استخدام نفوذه الأمني والإداري والعسكري في مؤسسات الدولة الممتد في كافة أرجاء اليمن، الذي ترجع أصول النافذين والموالين له إلى مسقط رأسه بمنطقة سنحان الواقعة جنوب العاصمة صنعاء ضمن الجغرافيا الزيدية .