• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 الحوثيون يسوقون أطفال اليمن إلى الموت

الحوثيون يسوقون أطفال اليمن إلى الموت


بات واضحاً لدى الكثير من اليمنيين أن جماعة الحوثيين تجند الأطفال لاستخدامهم كوقود في المعارك التي يخوضونها في أكثر من مدينة يمنية. ومنذ تأسيس الحركة الحوثية في الثمانينات وهي تعتمد بشكل أساسي على فئة الأطفال، من أجل تجنيدهم في صفوفها وزرع الحقد في عقولهم للانتقام من خصومهم في الرأي والفكر والسياسة، والزج بهم في المواجهات القتالية كوقود ودروع بشرية في الصفوف الأولى.

وتشكو الكثير من العائلات اليمنية في محافظة صعدة وعمران وصنعاء من تجنيد الحوثيين لأطفالها من دون علمهم، حيث يتم أخذهم عنوة من المدارس والمساجد وتدريسهم على ملازم زعيم الحوثيين الهالك حسين بدر الدين الحوثي، والتي تحفل بالكثير من علامات التشيع القادم من طهران، إضافة إلى تدريبهم على الوسائل القتالية وتنفيذ العمليات الانتحارية، وزراعة ثقافة الحقد على كل من يخالف الحوثيين أو يتعرض لشعاراتهم الزائفة وعقائدهم الباطلة.

وتقول المصادر الخاصة في مدينة صعدة، أن جماعة الحوثي تقوم باختيار الأطفال من الصفوف الدراسية الأولى، وتفرض على أولياء أمورهم تجنيدهم في صفوفها، وإرسالهم إلى أماكن المواجهات العسكرية، وتشير المصادر إلى أن الكثير من أولياء أمور الأطفال المجندين يخضعون لتهديدات من قبل عناصر الحوثيين في حال رفضوا إرسال أطفالهم إلى جبهات القتال.

وقُتل المئات من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين بمدينة عمران شمال العاصمة صنعاء، وأثناء المواجهات التي جرت في مدينة البيضاء وسط اليمن، والمواجهات الجارية في بعض المدن الجنوبية.

في 30 يناير 2014م، وصلت جثث لعدد من المراهقين والأطفال الذين قتلوا في المواجهات التي خاضها الحوثيون مع رجال القبائل في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، إلى منازل أولياء أمورهم في حزيز جنوب العاصمة.

وشهدت المنطقة سخطاً واسعاً بين السكان بعد وصول أربع جثث لأطفال ومراهقين من المنطقة جندهم الحوثيون وأرسلهم إلى أرحب للقتال، وقال سكان المنطقة إن أهل القتلى كانوا مندهشين بعد وصول جثث أطفالهم، حيث كانون يظنون أنهم ذهبوا إلى محافظة الحديدة مع شباب آخرين من المنطقة ضمن رحلة ترفيهية تنظمها جماعة الحوثيين، لتتفاجئ أنهم ذهبوا إلى أماكن المواجهات العسكرية في أرحب وعادوا إليها بالأكفان.

ويقول مراقبون أن جماعة الحوثي تستغل الوضع المعيشي لبعض الأسر للدفع بهم إلى إرسال أطفالهم إلى التجنيد ضمن صفوف المسلحين التابعين للجماعة، مقابل بعض المساعدات التي تقدمها الجماعة لتلك الأسر، في حين أنها تمارس عملية التعبئة والتحشيد مع أولئك الأطفال حتى تقنعهم بالذهاب إلى المعارك حتى في حال رفض الأهالي.

وباتت صور الأطفال تتصدر المشهد في صفحات الإعلام وهم يرتدون  البزات العسكرية والسلاح على أكتافهم ويعتلون الأطقم العسكرية وقد خلعوا البراءة واستبدلوها بوحشية السلاح، في مشهد مرعب ينم عن استغلال فاضح لبراءة الطفولة من قبل جماعة الحوثي.

وتقول تقارير محلية إن جماعة الحوثي جندت الألاف من الضحايا الأطفال الذين تم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر حول العالم، معظمهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم اختطافه أو ضربه أو تغريره وحتى شراؤه لاستغلاله لاحقاً في عمليات قتالية لا ناقة له فيها ولا جمل، سوى أنه وقود لأزمات أكبر منهم يتقدمها الأمن والبلد المنقسم، وليس آخرها الفاقة والفقر اللذين يدفعان أطفال الرصاص إلى خيار مربع العنف.

الدعاية الحوثية تدفع الأطفال للموت

بحسب صحيفة "الاندبندنت" فإن مليشيات الحوثي جندت أطفالاً في صفوفها لا يتجاوز بعضهم عمر 7 سنوات، وعمدت الحركة على تجنيد الأطفال قبل انطلاق عاصفة الحزم لقوات التحالف، التي تقودها السعودية واستمرت بعدها.

والتقت الصحيفة أحد الأطفال واسمه حسن، خرج من المدرسة وأصبح خلال أسبوع يحرس إحدى نقاط التفتيش حاملاً سلاحه الثقيل ومتفحصاً السيارات العابرة. ويقول حسن بغضب بعد سؤاله عن سبب تجنيده إنه "يقوم بحماية بلده من الأعداء".

وأمثال حسن كثر خصوصاً بعد أن تم إغلاق المدارس في اليمن، حيث جندت ميليشيات الحوثي آلاف الأطفال موفرة لهم الأسلحة اللازمة.

وتغري ميليشيات الحوثي الأطفال للمشاركة في القتال أو عمليات المراقبة مستخدمة المال وتوفير الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى اللعب على وتر الدفاع عن الدين والقبيلة.

كما تؤثر الدعاية الحوثية على الأطفال وتدفع الآلاف منهم لساحات القتل. يقول أحد الأطفال إنه تحول من طالب في الصف لجندي في ساحات القتال بعد أن ترك المدرسة استجابة لنداء قائدهم الحوثي، الذي دعاهم لقتال الأعداء ولحماية أنفسهم وعائلاتهم ووطنهم.

فيما يقول طفل آخر بعمر 11 عاما إنه سيقوم بما يأمره به القرآن، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي تمنحه وجبة في اليوم وحزمة قات نظير مشاركته. طفل آخر اسمه محمد بعمر 13 عاماً لم يرَ عائلته منذ 6 أشهر ظل فيها متنقلا للقتال في صفوف الميليشيات الحوثية في مدن يمنية متفرقة.

وبحسب أحد المسؤولين عن المنظمات الإنسانية، فإن جمعيات حقوق الإنسان تراقب بأسى مشاركة الأطفال في نقاط التفتيش والمعارك في الخطوط الأمامية، الأمر الذي أدى إلى قتل وجرح أعداد كبيرة منهم، كما أن بعض العائلات تدفع بأطفالها إلى ساحات القتال بسبب حاجتها كمصدر للدخل.

وعلى الرغم من تعهدات الحوثي بوقف تجنيد الأطفال بصفوف ميليشياته إلا أن تعهداته لم تحقق على أرض الواقع، حيث زاد أعداد الأطفال الجنود في الآونة الأخيرة.

سهولة استخدام الأطفال

انتشرت مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها أطفال صغار يرددون الشعار الحوثي المعروف (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) في ظل الصراع المتصاعد بين الانقلابيين الحوثيين والسلطات الشرعية بقيادة الرئيس هادي.

وحسب معهد أبحاث الشرق الأوسط الإعلامي الذي علق على الفيديو بقوله "إن الأطفال أكدوا خلال مقطع الفيديو تطلعهم لنيل الشهادة باعتبارها نعمة من الله، وأنهم معتادون على القتل وهو ما أفهمه لهم قادة الجماعة المتمردة بشأن محاربتهم للرئيس اليمني".

وتقول منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن، إن أكثر من 140 شخصاً بينهم أطفال أبريا قتلوا بسبب الأعمال الإجرامية التي استهدفت مساجد ومنازل وأماكن عامة في أكثر من محافظة من قبل الحوثيين.

وحذرت المنظمة في وقت سابق من خطورة استغلال الأطفال لتنفيذ أعمال شغب وتخريب تهدد حياتهم وأمنهم وطفولتهم. وقالت أنها  رصدت مئات الأطفال الأبرياء- أعمارهم بين 5-15سنة غالباً- تم جنيدهم واستغلالهم من قبل أشخاص بالغين لقطع الشوارع الرئيسية والفرعية وإحراق الإطارات والتعرض للمارة ورفع شعارات وصور لرموز ذات صلة بالصراع السياسي بذريعة الاحتجاج على انعدام بعض الخدمات الأساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية، في إشارة إلى ثورة الحوثيين التي أطلقوها في أغسطس 2014م لإسقاط الحكومة بسبب رفع المشتقات النفطية.

ويقول الناشط مريد مصلح، إن جماعة الحوثيين أجبرن نجل شقيقه للذهاب إلى جبهات القتال بعد التدريب في مدينة صعدة، بعنوة دون إرادته ودون علم والديه.

وأوضح أن المحاولات لا زالت جارية مع قيادات الحوثيين في مدينة تعز، من أجل السماح له بالعودة إلى منزله ومدرسه وترك السلاح وجبهات القتال. وقال ناشطون في مدينة عدن، إن مقاتلي اللجان الشعبية التابعة للرئيس هادي أسرت عدد من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين.

وأظهر الأطفال الذين تم أسرهم، أنهم مخدوعين وتم التغرير بهم من قبل جماعة الحوثي من خلال حملات التحشيد والتعبئة العاطفية استغلال الدين في دفعهم لمواطن الجبهات.مؤخراً كشف تقرير دولي عن تفاقم ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن خصوصاً منذ اندلاع حركة الاحتجاجات والأزمة السياسية الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ مطلع العام الماضي.

المغزى الأول من تجنيد الأطفال الآن، الذي ارتفعت معدلاته بشكل تصاعدي  في مليشيات الحوثي بعد تحول أولويات جماعات العنف في طرائق المواجهة، هو تحويلهم إلى وقود للعمليات الانتحارية، لأسباب كثيرة تعود إلى سهولة تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى كوادر يمكن الوثوق بها، إضافة إلى أن نقص معدلات الاستقطاب منذ بدايات الحرب على الإرهاب أسهم في البحث عن فئات جديدة للاستفادة منها، .

الجانب الاقتصادي له دور في الاستفادة من فئة الأطفال، فأجر ومصاريف الشباب الصغار أقل بكثير من الأكبر سنا، كما أن انضباطهم وحماستهم يمكن استغلالها في إقناعهم بالعمليات العسكرية .

وأشار التقرير إلى أن المنظمة الدولية وشركاءها رصدوا تجنيد الأطفال في اليمن في صفوف جماعة الحوثي ولفت تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السنوي حول الأطفال في الصراعات المسلحة إلى أنه "تم توثيق تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات التي يقودها أقارب الرئيس المخلوع صالح  فضلاً عن تجنيدهم ضمن الميليشيات القبلية المسلحة". 

ونوّه التقرير الأممي إلى أن حملات التجنيد التي تقوم بها جماعة الحوثي في صعدة (شمال البلاد) شملت الأطفال، وأدرجت الأمم المتحدة الأطراف المتورّطة في تجنيد الأطفال ضمن لائحة العار السنوية للذين يجندون ويستخدمون الأطفال في أعمال القتال ولمن يقومون بقتل وتشويه واستغلال الأطفال جنسياً والاعتداءات على المدارس والمستشفيات حول العالم.

أعلى